expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الخميس، 23 فبراير 2012

مبروك عليهم الثورة ومبروك علينا الخازوق



قد يخالفني الكثيرون عندما أعتقد أن النظام المصري أو نظام الفرعون هو من أسوء الأنظمة التي حكمت العالم وهو الأسوء مقارنة بنظامي القاتل والمجنون فعلى الرغم مما فعله القذافي بشعبه من قتل بأبشع الصور وعلى الرغم من الذي مازال يفعله بشار بشعبه من قتل وتمزيق بأبشع الصور إلا أن في اعتقادي الشخصي أن الفرعون هو الأسوء ..
فعلي أقل تقدير أنت تعرف أن بشار هذا قاتل لا يختلف عليه شخصين في سوريا باستثناء جنودة المؤمنين بمثل ما يؤمن به وكذلك القذافي .....

لكن الفرعون المصري قاتل ، ومجنون ، وخبيث ، وملعون ، ويملك السحرة الذين يخفون أثاره السيئة وتزينها بالأفعال الحميدة ، ويملك الكهنة الذين يتنبأون له بالمستقبل ليكون أول ناهبيه والمتحكمين فيه ..

إن مبارك قد صنع ما نعانيه للأسف الشديد ...
هو من صنع الشعب المصري بأفكاره وأشخاصه وفكره وإذا قمنا بتقسيم هذا الشعب إلى ثلاثة أجيال وهم الأجداد والأباء ونحن سنرى أن جيل الأجداد جيل عظيم بطبعه فعلي يديه كانت الإنتصارات ولكنه رحل تبعاً للسنة الكونية ومن تبقي منه مازال يحتفظ بروحه الثورية النقية أما جيل الأباء هذا فهذا هو ما تم صناعته على يديه ...

- رباه دينياً على أيدي الأزهر الشريف بالطبع بعد أن كمم أفواهه لدرجة أننا كنا نصوم رمضان على حسب هل انتهت زوجة المفتي من الأعمال المنزلية أم لا !! ورباه على كره تلك الجماعات الدينية فالإخوان المسلمون هم المحظورة والدعوة السلفيه هم المتشددون ...

- رباه إعلامياً على أيدي أنجس البشر ، أشخاص لا يعرف الحق ولا العدل إلى قلوبهم طريق فأصبح يتحكم فيما يقال ومتى يقال وكيف يقال وكيف يخدم نفسه بالإعلام المضلل وكيف يخدم طريقه تربيته أيضاً بهذا الإعلام فقد جعل من الإعلام إعلاماً فاشلاً لا ينطق إلا عن الهوي !!! ...

-  رباه سياسياً على الجوع فالسياسة التي ترتبط بالمأكل والمشرب هي من أقذر الوسائل التي تتحكم في الشعوب بالإضافة إلى أن لعبة السياسة لعبة قذرة لا يملك القفازات الخاصة بها إلا هو وحاشيته .......

- رباه اجتماعياً على الخضوع والمشي جمب الحيط والرضا بما يأمر به ......
بالطبع من كان لا يستجب إلى تلك النصائح كان يتم اعتقاله ليعرف حقاً أن الفرعون المصري هو ربه الأعلى وبقية الرعية يرونه صالحاً للحياة العامة فمن كثرة التكرار أصبحوا يصدقون فعلاً إن الإخوان هم المحظورة والسلفيين هم المتشددين حتي هم أنفسهم أصبحوا يصدقون ذلك ....

حاصره من جميع جوانب الحياة في مأكله ومشربه وأمنه وثقافته كل هذا هو من صنعه حتى أصبح هذا الجيل يؤمن به ظل يكذب و يكذب حتى أصبحوا هم يصدقونه إلا من رحم ربي بالطبع
وحتي هؤلاء أصبحوا يفكرون بما تربوا عليه !!!...

ولحسن حظنا وسوء حظه أنه أخذ من هذا الجيل ما كان سبباً في إسقاط نظامه جزئياً فقد أفقد هذا الجيل قدرته على التربية ليست التربية الأخلاقية التي أقصدها رغم أنها مفقودة هي الأخرى ولكنني أقصد الفكرية وها نحن نشأنا دون أن نجد من يربينا ...
الحياة هي من قامت بإعداد جيلنا وصنعت ثقافته عن طريق التربية وعن طريق الأنترنت أو بالأخص الفيس بوك ومع ازدياد الكذب ازدادت الصورة سواداً وقامت الثورة ....

قامت معها أوقبلها ثورة تونس وبعدها ليبيا وسوريا ونجحت تونس ونجحت ليبيا وفي الطريق بإذن الله سوريا ومازال مبارك يحكم مصر!! .....

هنا يأتي السؤال المهم ... على ماذا ثارت تونس وسوريا وليبيا وعلي ماذا ثارت مصر ؟؟؟ ...

أعتقد أن الإجابة لا تختلف في مقدار الأهمية عن السؤال فقد ثارت ليبيا وتونس وسوريا على الظلم والفساد بمختلف أشكاله وثارت مصر على رأس الفساد لذلك نجحت تونس وليبيا وبإذن الله سوريا وفشلت مصر لأن مصر كانت تحتاج لثورة على الفكر فعندما سقط فرعون كان قد ربى ملايين الفراعيين الذين أبحروا بسفينته من بعده !!..

هل سألت نفسك لماذا لا نرضى بمجلس الشعب الذي انتخبناه بأنفسنا ، هل سألت نفسك لو كانت الأغلبية تيار يساري هل كنا سنرضى أم لا ، لماذا لا نرضى عن كمال الجنزوري صاحب اليد النظيفة ! ، هل سألت نفسك لماذا لم نرضى عن عصام شرف ، لماذا لا نرضى عن عميد كليتنا بعد انتخابه بإرادة حرة ، لماذا لا نرضى عن كل هؤلاء ؟؟!! ... 
إذا قمت بعمل تحليل بسيط لاتجاهات من أتحدث عنهم ستجد ضمنهم جميع التيارات الدينية والسياسية إذن هي ليست مشكلة حزب ولا مشكلة جماعة دينية بل هي مشكلة جيل بالكامل ....

عندما قام الإعلام بوصف الإخوان بالمحظورة والسلفيين بالمتشددين أصبحوا هم يصدقون ذلك فعلياً لترى مصانع الحداد بين قيادات الإخوان والقيادات السلفية وعلى النقيض في مجتمع الشباب وهكذا بين جميع الطوائف في المجتمع المصري ....

المشكلة الحقيقة في الجيل نفسه ... الجيل الذي تعود أن يرى من ينصب نفسه مضحياً من أجل هذا الشعب الذى لا يقوى على التفكير واصياً علي الشعب ....
لذلك أستطيع أن أقول أن مبارك " كرهنا في الماضي وعيشنا الحاضر وخطط لنا المستقبل " .........
أعتقد أنني أستطيع أن أكتبها الأن " لقد ثارت سوريا بأجيالها على الكفر وثارت ليبيا بأجيالها على الجنون وتحتاج مصر أن تثور علي أحد أجيالها !! ....

مبروك عليكم المناصب .... مبروك عليكم الحكم ............. مبروك عليكم مجلس العشب ....... مبروك عليكم الثورة مبروك علينا الخازوق !!!!!!!!! .. ولكننا سنعود ..............



بقلم : محمد مندور 
23 / 2 / 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق