expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الاثنين، 2 أبريل 2012

خسر الإخوان وإن صدقوا ....




شعور غريب يتملكني دائماً عندما أبدأ في الكتابة عن مشكلة أو أزمة ما و يكون للإخوان المسلمين دور فيها وهذا يرجع ربما إلى أصولي الإخوانية وكثرة معارفي وأصدقائي من الجماعة إلا أن هذا لا يمنعني أبداً أن أكتب في الحق وطالما جاء زكر الأزمة وتحدثنا أيضاً عن الحق فلابد من الكتابة عن أزمة " الشاطر رئيساً للجمهورية " 

أنا بصراحة لقيتهم كلهم بيظيطوا قلت أظيط أنا كماااان - بس أوعدك بظييييييط مختلف -

وخير البدء هو تقديم التهنئة إلى الشيخ حازم لحصوله على حكم بالبراءة من ألش الفيس بوك ومرحباً بالعضو الجديد الشاطر المنتقل حديثاً من السجن الحربي إلى سجن ألش الفيس بوك ...

مقدمة ملهاش أي تلاتين لزمة بس هما علمونا كدا نتكلم جد شوية بقى !! ..

عندما عقدت جماعة الإخوان المسلمين مؤتمراً ليتحدث فيه مجلس شورى الجماعة عن دورها في انتخابات الرئاسة القادمة وأفصحوا عن نيتهم لترشيح خيرت الشاطر رئيساً للجمهورية قامت الدنيا ولم تقعد في جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي الكل يتهم الجماعة بالكذب والنفاق ، الكل ينشر أحاديث الكذب والنفاق " يا واد يا مؤمن "!! ...

حقيقة هذا لا ينم سوى عن تخلف ناشريها وخوفهم الشديد من فوز خيرت الشاطر وإن كنت أدري أنهم يمتلكون بعض الحق في خوفهم والذي أمتلك بعضه إلا أن هذا لا يبرر أفعالهم لأن فعلياً الجماعة لم تكذب ولم تخلف وعداً 

نعم خرج المرشد والشاطر نفسه في بداية الثورة ليقولوا لنا أن الجماعة لن تدفع بمرشح رئاسي في الانتخابات القادمة وأن الجماعة ستكتفي بالبرلمان إلا أن تغيير الرؤية حالياً لا يعتبر كذب أو نفاق لأنه لم يحدث على سبيل المثال اجتماع بين جميع الأحزاب وتم الإتفاق على عدم الدفع بمرشح رئاسي واتفق الإخوان معهم على ذلك ثم نقضوا عهدهم ورشحوا أحد هكذا يكون نقض العهود وهكذا يكون النفاق والكذب ...

ولأثبت صحة كلامي سأسألك سؤالاً واحداً هل يصح أن نقول أن البرادعي منافق وخاننا جميعاً بعد انسحابه من سباق الرئاسة وأنه كان يمتلك مخططاً تم تنفيذه وبذلك انسحب بعدما ملأ قلوبنا أملاً في التغيير من قبل الثورة !! 

لو كانت الإجابة " لاااااا طبعاً " البرادعي مش خاين إنت هتقارن البرادعي بالإخوان أحب أقولك إنت " غبي وعنصري " فالحقيقة أنه لا البرادعي خائن ولا الإخوان كاذبون فما هي إلا تغيير رؤية ووجهة نظر تجاه شيئ لا أكثر .

بالعودة سريعاً إلى خيرت الشاطر نفسه وما سيترتب على ترشحه للرئاسة أرى أن الأزمة الحقيقية التي ستتضح معالمها قريباً هى تفتيت الأصوات بين ثلاثة مرشحين  يتبنوا المشروع الإسلامي بوجهات نظر مختلفة " الشاطر ، أبو الفتوح ، حازم " أحدهم مرشح الجماعة والأخر مرشح من ينتظر خليفة المسلمين القادم وأحدهم مرشح التيار المعتدل ....

عندما يتم تفتيت الأصوات بين تلك الثلاثة شخصيات لا تستبعد أن يكون رئيس مصر القادم هو عمرو موسي ونائبه أحمد بك شفيق إلا إذا حدث ما يقلب موازين الأمور وهو انسحاب الشيخ حازم وصب الدعم كله علي خيرت الشاطر حينها سيكون رئيساً للجمهورية بمباركة وموافقة العسكري والقوى العظمي ...

وحتي لا يرى البعض أن هذا المقال " مواساه للإخوان رغم أنهم مخطئون " أقول لهم إني أرى بالفعل أن الإخوان مخطئون " ...

- أخطأوا عندما تخلوا عن الشارع الثوري رغم أنه القوة الحقيقية القادرة على قلب موازين كل شيئ في أي لحظة ....
- أخطأوا عندما اعتقدوا أنهم يمتلكون من الذكاء ما يجعلهم يستطيعون مواجهة العسكري بمفردهم وما نتج عنه أنهم شوهوا بعض التيارات الأخري في سبيل استرضاء المجلس .
- أخطأوا عندما دفعوا بجميع أدوات المشروع الإسلامي في جميع الميادين " شعب وشورى ونقابات ومحليات ورئاسة " ففي ظل تخليهم عن الشارع الثوري إذا تم إحكام القبضة عليهم ستكون نهاية المشروع الإسلامي قبل أن يبدأ .....
- أخطأوا عندما انتظروا بشغف الجزاء الحسن نتيجة الكفاح طيلة الأعوام الماضية مما جعلهم يتمسكون بكل خيط يصل إلى السلطة التي حرموا منها أعواماً طويلة مما أضعف تلك الأرض الصلبة التي من المفترض أن يقفوا عليها نتيجة كثير من التنازلات ...
- أخطأوا ومازالوا يخطئون في اعتبار أنفسهم الجماعة التي تضحي والتي تقدم نفسها لخدمة مصر وتتحمل ما لا يتحمله بشر مما أضعف من ثقتهم بأنفسهم في تصدر معظم المشاهد .....
أرى حقيقة أنها بداية النهاية للأسف الشديد ، أرى أنه المسمار الأقوى في نعش تلك الجماعة وهو ما يحزنني كثيراً ...

لذلك أدعو الجميع إلى التروي والتفكير جيداً قبل الهجوم فكرياً على أحد فعلى الرغم من أنني أعرف أن الحزب أو الجماعة لا تفكر في دماء شهداء ولا قصاص ليس تخاذلاً منهم وإنما لأن تلك الأمور ليست على قائمة أولوياتهم وعلى الرغم أيضأ من أنني متأكد من أن الجماعة على استعداد أن تتخلى عن الشارع مرة أخري بثواره بقوته العظيمة في سبيل تحقيق قائمة أولوياتهم إلا أن كل ذلك لا يضع الإخوان المسلمين ضمن قائمة من يرغبون في هدم البلاد أو يريدون لها السوء والهلاك ...

ما يحدث هو اختلاف رؤية ولكن الهدف إلى حد كبير واحد ولكن ما أراه لا يعبر سوى عن تخلف وسطحية وعنصرية في النقد لا توضح سوى الخوووووف الشديد من قوتهم ...

في النهاية لا أستبعد أن أرى الأيام القادمة حملة " إخوان كاذبون " وأتمنى أن لا يتحول الأمر عند إخواني إلى تحمل ومعاناة في سبيل الدعوة والمشروع الإسلامي فحتى النقد الغير موضوعي يمكن أن نتعلم منه أين أخطئنا ومتى وكيف نتلافي هذا الخطأ مجدداً ....

حقيقة لا أتمني سوى أن أكون مخطئاً فيما اعتقدت وأن تكون الجماعة على الطريق الصحيح في بناء المشروع الإسلامي وكما قال الرسول صلي الله عليه وسلم " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، فقال : رجل يا رسول الله أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم ، فإن ذلك نصره " ......

بقلم : محمد مندور
    3/4/2012
                                                                                                                                                

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق