من الأشياء التي تعلمتها في الصغر وأتقنتها
جيداً لأنني كنت أشاهدها يومياً وعلى مدار الساعة في شارعنا تجارة وشرب المخدرات
وبالأخص الحشيش ....
فقد نشأت في منطقة شعبية تعج بالمخدرات وشاربيها وتجارها ولقد حفظت طرق الشرب المختلفة عن ظهر قلب رغم أنني لم أتناوله مطلقاً ولكنني حفظتها ....
فقد نشأت في منطقة شعبية تعج بالمخدرات وشاربيها وتجارها ولقد حفظت طرق الشرب المختلفة عن ظهر قلب رغم أنني لم أتناوله مطلقاً ولكنني حفظتها ....
إن الذي يدقق النظر جيداً في قضية المخدرات
يجد أن رد فعل الشارع المصري قد تغيير حتى وصل الحشيش الأن إلى مرتبة التدخين
قديماً وأصبح لتجاره حرية الإفصاح عن أنفسهم وتحديد أماكن خاصة - مواقف - تعمل على
مدار 24 ساعة يقف فيها تجار التجزئة - الديلر - ليوصلوا المزاج إلى الجمهور ...
عالم آخرهذا العالم له قوانينه الخاصة وحدوده
التي لا يستطيع أحد تعديها فالكل ملتزم بقانون الفساد ومن يتعداها لا يلوم إلا
نفسه ... حقيقة إن هذا العالم إذا تم تقسيمه إلى فئتين وهما " فئة التجار
والموزعين وفئة أصحاب المزاج " نجد أن كلاً منهم ينقسم داخلياً لقسمين ...
الأولى : تنقسم إلى التجار الكبار من أصحاب الملايين وهؤلاء الموزعين الذين نطلق عليهم لقب - صيع - وأغلبهم من مناطق فقيرة يسعون إلى المال ولا يهتمون بوسيلة الحصول عليه ....
الثانية : تنقسم فئة صاحبي المزاج إلى نموذجين أولهما الإنسان الفقير والذي تعود على ذلك أو ربما يجد فيه ما يلهيه عن رؤية وضعه السيئ ويستطيع تبرير ذلك لنفسه بسبب بجهله الشديد وثانيهما الغني الذي يعتبر ذلك مجرد رفاهية تستحق وضعها في الإعتبار ويستطيع تبرير ذلك أيضاً بسبب عدم إحساسه بالواقع من حوله ....
الأولى : تنقسم إلى التجار الكبار من أصحاب الملايين وهؤلاء الموزعين الذين نطلق عليهم لقب - صيع - وأغلبهم من مناطق فقيرة يسعون إلى المال ولا يهتمون بوسيلة الحصول عليه ....
الثانية : تنقسم فئة صاحبي المزاج إلى نموذجين أولهما الإنسان الفقير والذي تعود على ذلك أو ربما يجد فيه ما يلهيه عن رؤية وضعه السيئ ويستطيع تبرير ذلك لنفسه بسبب بجهله الشديد وثانيهما الغني الذي يعتبر ذلك مجرد رفاهية تستحق وضعها في الإعتبار ويستطيع تبرير ذلك أيضاً بسبب عدم إحساسه بالواقع من حوله ....
صدقاً لست باحثاً في شئون المجتمع المصري
وأكتب ذلك المقال لإيضاح أبعاد تلك المشكلة المتشابكة ولا تائباً سابقاً من مجال
المخدرات لأُثبت لك أننا مظلومون وكذا وكذا ...
كل ما في الأمرأنني وجدت تشابهاً كبيراً يصل إلى حد التطابق بين منظومة تغييب العقول بالحشيش وتغييبها بالإعلام الفاجر المضلل ..
كل ما في الأمرأنني وجدت تشابهاً كبيراً يصل إلى حد التطابق بين منظومة تغييب العقول بالحشيش وتغييبها بالإعلام الفاجر المضلل ..
عذراً عزيزي القارئ سأُجهدك معي قليلاً ..
أطلب منك مراجعة قراءة فقرة خلف الأسوار
السابقة مع استبدال الحشيش بالإعلام والإعلاميين بـ " الديلر " ومنتجي
الإعلام بتجار الحشيش مع اختلاف المُسببات في التشبيه ثم أكمل القراءة مرة أخرى
وأترك لك التعليق !!
بالعودة إلى مراحل تطور تجارة الحشيش أستطيع
أن أذكر لك مرحلة هامة من مراحل تجارة وتوزيع الحشيش حدثت في عصر النظام الراحل
عندما منعت وزارة الداخلية المتحكم الأول في سوق المخدرات " مخدر الحشيش " فلم يكن من التجار
الكبار إلا أنهم وفروا كميات قليلة من الحشيش وقاموا بإعادة طحنها وخلطها بالحنة
والبرشام وبعض الزيوت فأنتجوا خليطاً جديداً يحمل مظهر الحشيش ولكن لا يحمل
مفعوله فما كان من أصحاب المزاج إلا أن
أوهموا أنفسهم أن الحشيش المضروب بيسطل وظلوا هائمين مساطيل إلا القليل منهم فقد
أزاحوا عن عقولهم الستار وبدأوا في مشاهدة العالم على حقيقته ..
إن تلك المرحلة تجسد مرحلة التحول التي خاضها
الإعلام وقت الثورة وما بعدها ورغم أن معتادي التغييب اكتشفوا حقيقة كذب وتضليل
هؤلاء التجار إلا انهم عادوا إليهم مرة أخري بعد استقرار الأمور ومرور المرحلة.
لعلك تدرك مثلي عزيزي القارئ أن الإعلام
بهيئته الحالية ربما يشكل السلطة الأولى في البلاد لا الرابعة ولا الخامسة بل الأولى
فهو فوق الجميع ومن لا يملك منبراً إعلامياً ليدافع به عن قضيته هو خاسر لا محالة
وإن كان يكسب مؤقتاً فسيخسر في القادم وربما القريب ...
إذا كنت من متابعي الإعلام وأردت الحكم على
قضية ما وعلي سبيل المثال " اعتصام الإتحادية " الأخير ...
وقمت بتشغيل قنوات " مصر25 ، الرحمة ، الحافظ ، الناس .... " ستجد أن المتظاهرين جميعهم من الشواذ ، وأصحاب الفكر المتحرر في الممارسة الجنسية ، وشاربي الخمر ، وضاربي التيمو ، وحاقني الهيروين ، وشاربي الشيشة بالفحم والدليل ، والمُمولين وقابضي الأموال .......
وإذا قمت بتشغيل قنوات " سي بي سي .. المحور .. دريم .. أون تي في .. النهار ... " ستجد أن المتظاهرين هم خيرة شباب مصر وأن كلاب المُعتدين من الإخوان هم من فتكوا بهم بأوامر من الرئيس الفعلي للبلاد خيرت بك الشاطر ونائبه المرشد العام والمتحدث الرسمي بإسميهما الرئيس محمد مرسي ...
على النقيض مع اعتراف القنوات الموالية
للتيار الإسلامي بأنهم ذهبوا لفض الإعتصام بالفعل ومع اعتراف التيار المدني بأنه
تم الإعتداء عليه من طرف الإخوان والإسلاميين تجد أن أكثر قتلي المعركة من الإخوان
المسلمين طب إزاي ؟! ..
الغالبية العظمي لا تسأل نفسها هذا السؤال لأنها أخذت عهداً مسبقاً بتصديق ذلك الفكر وتكذيب ما عداه ورغم أن الطرفين يُذهبون عقلك بالكذب والتضليل إلا أنك متكيف !!! ....
الغالبية العظمي لا تسأل نفسها هذا السؤال لأنها أخذت عهداً مسبقاً بتصديق ذلك الفكر وتكذيب ما عداه ورغم أن الطرفين يُذهبون عقلك بالكذب والتضليل إلا أنك متكيف !!! ....
إن فكرة هذا المقال قد كُتبت في أجندتي
مسبقاً قبل شهور من الأن وأخرتها كثيراً لأسباب متعددة ولكن ما جعلني أكثر حرصاً
الأن علي كتابتها ونشرها ليس أن المجتمع المصري مُغيب عن الواقع الفعلي بشكل كامل
للأسف الشديد فحسب بل لأن من نفضوا غبار الإدمان عن عقولهم واتضحت أمامهم الصورة
في يوم من الأيام عادوا مرة أخرى للحشيش !!.
إن العلاقة الأن بين أعداد العائدين إلى
الإدمان مرة أخرى والوقت أصبحت طردية ونتائجها نجدها ونعاني منها كثيراً في
نقاشاتنا ومتابعتنا لبعضنا البعض من تحجر في العقول ، هذيان وتناقض وازدواجية ،
كذب وتضليل وأشياء أخرى كثيرة نتيجة هذا المخدر ..
إن الوضع بالنسبة لي وأنا أتخذ الإنصاف
مبدئاً لحياتي قمة في الصعوبة . الجموع تتحرك من حولي الكل يبتعد ويقف في مكان ما
ثم يعصب عينيه بغطاء لا يرى منه إلا حسن موقفه ......
لا أجد الأن غير جيلي من الشباب والمنصفين
منهم بالأخص لأحملهم عبء حل تلك الأزمة فعلينا دور كبير في التنوير في بيوتنا
وجامعاتنا وأماكن عملنا وفي كل شيئ لابد أن تزيد الصفوف مرة أخرى لنوقف سريان السم
القاتل المسمى بالإعلام المضلل داخل عقول المصريين ولابد أن نصنع البديل للشعب وإن
لم نصنعه فلا نلوم إلا أنفسنا علي نتائج أفعال شعبنا ولا يستحق منا حينها وصفه
بالجهل لأننا رأيناه يغرق ولم نقم بإنقاذة من الحشيش الفكري ...
مازال ذلك الحلم يراودني .. شقة واسعة في أحد
الأحياء نقوم بتجهيزها كاستوديو صغير ، مجموعة من المُصورين الشباب بعدتهم وما
أكثرهم ، قيادة شبابية مُنصفة خالصة ، مجموعة اختبارات لاختيار محاورين ومعدين
وفريق عمل شبابي مُنصف ، مجموعة من الشباب المهتمين بالتنوير والحياة السياسية
كضيوف ، عصف ذهني لإخراج أفكار تنويريه للمشاهد المصري ، هجمة تنويرية مُنصفة على
الإنترنت لفئة الشباب المُخرفن والشباب المُغيب ، توقع بالنجاح بعون الله ... ،
غزو للبيوت المصرية وإنشاء الإعلام البديل الإعلام الذي ينقل الحقيقة خالصة ليست
الحقيقة التي تخدم مصالحه ...
حلم كبير بالنسبة لي ربما يراه البعض صعب
المنال ولكنه حلم لن أتوقف عن الإحساس به فربما يتحقق يوماً ما ...
بقلم : محمد مندور
22-12-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق