بعد انقطاع التيار الكهربي وعلي أضواء الشموع بدأ الظلام الكامن
بداخلي تأديه دوره علي أكمل وجه ...
عشرون عاماً من حياتي بدأت تمر أمام عيني بكل لحظات الحزن والفرح .. النجاح والفشل .. اللقاء والفراق .. وأخذ هذا السؤال يُلح علي كثيراً ...
عشرون عاماً من حياتي بدأت تمر أمام عيني بكل لحظات الحزن والفرح .. النجاح والفشل .. اللقاء والفراق .. وأخذ هذا السؤال يُلح علي كثيراً ...
لماذا شُكلت حياتي بتلك الهيئة ولماذا أكثر ما فيها يحزنني .. أهذا عذاب
لذنب اقترفته أم أن هذا سبب خلقي ؟! .. أخُلقت لأعذب ؟! ...
لم تمر فترة كبيرة حتي أضاء النور بداخلي واستغفرت الله ولكنني عدت
أسأل نفسي ..
ماذا كان سيحدث إن لم تتزوج أمي من أبي ؟! .. ماذا لو كنت أنا طفل أمي
الأول والذي مات في شهره الخامس ؟! ...
ماذا لو لم أدخل مدرستي الإبتدائية ؟! .. ماذا لو لم يمت والدي في
عامي السادس ؟! .. ماذا لو لم تعلمني والدتي أن أكون مجتهداً في دراستي ؟! .. هل
كنت سأحصل علي الترتيب الثالث علي مستوي المدرسة في السنة النهائية أم لا ؟! ...
ماذا لو لم ينحدر المستوي الدراسي في فترة الإعدادية هل كنت سأصبح
طبيباً مثلاً ؟! .. ماذا كان سيحدث إن لم تنحدر أخلاقي بشكل كبير في الثانوية
العامة ؟! .. ولماذا توقفت أنا وضاع غيري
؟! .. هل لأصبح طالباً في كلية الهندسة أم أنه لا صلة بينهما ...
لماذا فقدت والدي ولماذا أحتاج إليه إلي الأن ؟! .. لماذا فقدت أحبتي
ولماذا أشعر دائماً أن برقبتي طوق يجذبني للأسفل ؟! .. حِمل وهم يجعلني أكبر من
عمري بأعوام كثيرة ..
أضاء نور المصباح بعد ساعة كاملة من الأسئلة فوجدت نفسي أحمد الله
فربما تعرض غيري لجزء بسيط من معاناتي وهو الأن يعيش في الظلام ولا يملك حتي هذا
المصباح ...
تُعلمنا الأيام دروساً كثيرة وربما تقسو الحياة علينا أحياناً لنظن
أنها مقصودة ولكن إذا فكرنا بشكل أخر سنجد ان كل ما حدث لنا من معاناة في يوم من
الأيام كان بهدف جعل حياتنا تسير بشكل أفضل . سلسلة من الإبتلائات والنعم رتبها
المولي عزوجل لتسير حياتنا بشكل أفضل ...
دعونا نتفق أننا لم نُخلق لنعذب ..
حمداً إليك ربي علي أن رزقتني القدرة علي قول هذا وكتابته فربما لا
يستطيع غيري ..
حمداً
إليك ربي ...
محمد مندور
20-2-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق