expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

أفة النسيان ... لأننا ننسي !!


كم هو صعب أن تستيقظ في الصباح على ذاكرة خالية ... تشعرأنك بلا ماضي ولا حاضر وحتى المستقبل سيصبح غداً ماضي لا تستطيع تذكره ... شعور صعب !!

أما الأصعب حقاً فهو أن تُكمد ذاكرتك بطريقة ممنهجة ...
تتذكر ما يريدونه فقط ... ترى بنصف عين ومع الوقت يفقأ عينيك فلا ترى حتى بنصف عين ترى فقط ما يريد هو أن يصف لك ....

إعطني إعلاماً بلا ضمير أعطيك شعباً كالحمير ، إعطني إعلاماً بلا مهنية أعطيك شعباَ في الملوخية ، إعطني إعلاماَ بلا رقابة أعطيك شعباً كالذبابة ....
ولو ارتجلت أياما لما توقفت ولما استطعت أن أصف واقعنا الأليم ولعل أقرب وصف هو الإرتجالة الأخيرة فنحن شعب كالذباب نُهش فنطير ثم نعود إلى حيث كنا وننسى أننا كنا واقفون هنا وتم الإعتداء علينا !! ..

لو علم خالد سعيد بأن الشرطة ستتنصل من عارها على مدار سنين طويلة وتلصقه في جماعة الإخوان المسلمين فيخرج علينا أحد القيادات ليقول ها قد عرفتم من كان يقتل الثوار في الخامس والعشرين من يناير ويصبح الأمر شبه مصدق عليه من ثوار الثلاثين من يونيو فيحملون أفراد الشرطة على الأكتاف في ميدان الشهداء .....
لو علم خالد سعيد ذلك لتأكد أنه مفيش فايدة وسلمهم الفيديو الذي تسبب في مقتله على يد سفاحي الداخلية  ..

واقع مرير يُظهر أمام أعيننا أن الشعب المصري تعرض لإجهاد ذهني وتخريب في طبيعة العقول بطريقة يصعب تصديقها

فأصبح من الثوابت لدى المواطن المصري على مدار عقود طويلة أن مهمته في تلك الحياة هي أكل العيش والمشي جمب الحيط وأن من يعارض ذلك هو المخطئ لا جدال ولذلك كان النظام يعمل بحرية تامة لأنه رسخ بين صفوف الشعب أن من ثوابت الحكم القضاء على المعارضين لأنهم يريدون دائماً تدمير البلاد ..

ولم تكن ثورة الخامس والعشرين من يناير هي الأخرى إلا إجهاد أخر يضاف إلى عقل المواطن المصري وكأنه استفاق للحظات أدرك فيها الحقائق فشعر من داخله أن ربما تلك الأحداث تحسن من ظروف أكل العيش وتزيد أمان المشي جمب الحيط ...

ولكن عندما تأخر المطلوب أصبح يبحث عن من يعلق عليه خيبة أمله وتم تصدير عدة طوائف له أو تقريباً كل الطوائف فالجميع أخد على قفاه في سبيل أن يجد الشعب من يعلق عليه أسباب ضيق الظروف ...

وعلي جانب أخر رغم أن مصر هي بلد الأزهر وقد صدرت بالفعل الدين للعالم إلا أن الشعب قد تربى على التدين الظاهري ممثل في الأزهر الذي ربما ييسر أشياء كثيرة لتكتمل الخطة ويكتمل مثلث الإجهاد ..

وهذا ما ساعد كثيراً النظام في إسقاط الإسلاميين فقد ربي داخل كل مواطن ذعر غير مسبوق منهم وعلى الرغم من أنهم لم يجربوهم إلا أن المبدأ السائد هو عصفور في اليد ولا عشرة في إيد الإسلاميين ..

وأصبح بعدها المواطن المصري جاهر لأي شيئ كالبودرجية !! ..

في الحقيقة لو بحثنا في العلوم لوجدنا في العلم الهندسي غايتنا التي تفسر ما يحدث في مجتمعنا ...

فعلى منحني المرونة هناك فترة زمنية إذا أثرت فيها بضغط على شيئ ما يستطيع أن يسترد طبيعته بعد أن تزيل الضغط ...

وهناك نقاط حرجة وهناك مرحلة إذا وصلت إليها المادة لن تعود إلى طبيعتها أبداً وتصبح الخواص حين إذن ليست دائما تحت السيطرة ...

وهذا ما وصلنا إليه تحديداً فعلى جميع الأطراف وصل الجميع إلى الفترة الحرجة وتخطاها ...  

النظام يظلم والشرطة تقتل والمعارضون يتمتعون بدور الضحية دائماً والشعب مازال يبحث عن لقمة العيش والحيط حتى يسير بجانبه والعسكر هو مسئول مسرح العرائس ...

للأسف المجتمع المصري يعيش حالة ضمور فكري تستحق الدراسة والتحقيق وإحقاقا للحق الشعب المصري فيها الضحية وليس الجلاد وكما عودتنا الطبيعة أن لكل قاعدة شواذ ...

فإذا اتفقت معي ووجدت نفسك في صفوفنا ....

فاعلم أنك شاذ !!!

محمد مندور

12-9-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق