expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأربعاء، 9 أكتوبر 2013

وحلمنا أن لنا دولة ...


عندما يسيطر الشيطان على عقول الحكام ربما يكون من الخطأ أن نحلم بأن لنا دولة... ولكننا قبلنا الحلم فهل أجرمنا ؟ّ!! ... هل أخطأنا حينما طلبنا وطناً نعيش فيه لا يعيش حكامه على ظهورنا ؟؟ ..
إننا لم نختر ذلك ولكن أجبرتنا الدماء ... أجبرتنا دماء خالد سعيد وسيد بلال ومن سبقوهم ومن اصطفاهم الله  من بعدهم .....

نزلنا بحلمنا إلى أرض الواقع فلم يصدقنا أحد سوانا ... تخلف الجميع ووقفوا في صفوف المشاهدين لأن لهم حساباتهم الخاصة التي لا نفهمها ...

سقط القناع عن مبارك فارتداه الجميع وأوهمونا بإنه سقط وربما يكونوا محقين وسواء سقط أو لم يسقط فهناك حقيقة واحدة وهي أنه لم يترك لنا دولة فقد خرب كل شيئ ....

لقد عاشت مصر منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير أسوء عصر لها على مدار التاريخ فلقد كشفت الثورة عن كل قبيح أخفته السنين
وإذا اعتبرنا أن الفترة من تنحي مبارك إلى فوز مرسي سيئة فإن الأسوء حقاً هي ما بعد عزل مرسي .... لأنها الأقبح ولا تقارن أي مقارنة بالفترة التي سبقتها بعد الثورة من تنحي مبارك لعزل مرسي ...

رأينا إعلاماً حكومياً يلهث وراء أي نظام فهؤلاء المنافقون ورأينا إعلاماً خاصاً يتحرك حسب التمويل والمصالح الشخصية فتارة مع العسكر وتارة ضد العسكر مرة يولول ومرة يبتسم وهؤلاء المتلونون ...

رأينا العسكر بجبروته والذي لا أرى فيه إلا ما قال الشاعر محمد جودة " لابسين لعدانا قميص النوم وعلينا الشنبات العيرة "  ....

رأينا جزارة الداخلية التي حاولت إظهار أنها ابتعدت عن كل ما له علاقة بالسياسة من قريب أو بعيد وخاصة بعد فوز مرسي أما قبله فقد كان الجيش حينها في الصدارة وها هي تعود من جديد بعد أن نظمت صفوفها ...

رأينا موظفي الدولة الذين تكالبوا على نظام مرسي لأنه لاح في الأفق شبح أنه ربما تصبح مؤسسات الدولة نظيفة مما لا يتناسب مع نجاستهم ...

رأينا شيوخ السلطة وشيوخ الأزهر الشريف وهم يغلفون قذارات الأنظمة بالدين الذي هو بعيد كل البعد عن ذلك 

رأينا تعود السلفيون التزام مساجدهم كما اعتادوها دائماً ولا يخرجون علينا سوي لقول ثلاثة أشياء
" المادة التانية " ... " منعاً لإراقة الدماء " ... " كلو حلو وجميل " ... علي الرغم من أنهم يزنون في المجتمع وزناً ربما لو قرروا أن يواجهوا به  لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه ,,,

رأينا الإخوان المسلمين وفشلهم الذريع في إدارة الدولة بعد نقلة نفسية كبيرة من أقصى صفوف المعارضة لأعلى سلطات الدولة  ....

ورأينا رجال الأعمال ورأينا الفلول ورأينا ورأينا ....
رأينا بصمته في كل شيئ ولكن هذا لا يزن شيئاً أيضاً مقارنة بالفترة الأقبح على الإطلاق والتي رأيناها بعد عزل مرسي ....

إنهم يمحون التاريخ .. ينظفوا قذارتهم بدماء الأخرين ...

في مصر الثورة بعد الإنقلاب العسكري البيّن في 30 يونيو أصبحت عملية فتح السجون أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير من تدبير الإخوان المسلمين وأصبحت عملية تهريب مرسي إن كانت حقيقية من السجون جريمة بشعة رغم أنها كانت اعتقالاً ....
أصبحت موقعة الجمل رغم شهادة الجميع حينها أنها من تدبير نظام المخلوع وأن الإخوان هم من قاموا بحماية المتظاهرين فيها .... أصبحت من الألف للياء من تدبير الإخوان المسلمين وأصبح قتل الجنود علي الحدود وأصبحت حادثة بورسعيد من تدبير الإخوان وقطارات الصعيد وقتل المتظاهرين في الخامس والعشرين من يناير ....

وإذا استمر الوضع هكذا سنجد أن التاريخ سيذكر أن من قام بكشوف العذرية إخوان متنكرين في الزي العسكري ومن قتل خالد سعيد ورفاقه ميليشيات الإخوان

إنهم لا يزورون التاريخ إنهم يقتلون ضمير الأمة ...

أصبحنا نجد في صفوفنا الأن من يبرر القتل ويزغرد للدماء المسالة ويفرح للقضاء على المساجد .. أصبحنا نجد بيننا كائنات لا ترقى إلى درجة الحيوانات فالحيوانات تشعر بفطرتها ....

إذا أردت أن أحمل المسئولية لأحد فلن أجد ... الجميع يتحملها على مستوى جميع الأطراف وستحاسبون جميعاً من أقصى التيارات اليمينية اعتدالاً إلى أقصى التيارات اليسارية انحلالا .. دمائنا جميعاً في رقبتكم !

عزيزي القارئ فكر لحظة ...

تخيل أن أمامك صندوق مغلق وبه فرد من الإخوان المسلمين أو أي من التيارات الإسلامية المعتدلة  وفرد من الجيش أو الشرطة وتم الإغلاق جيدا وأخبرتك أن أحدهما قتل الأخر فمن تتوقع قتل الأخر ... قناعتني تخبرني أن فرد الشرطة هو من قتل ولكن عليك أن تعتبرني أهطل !!! ...

ابحث وفتش وفكر ولك القرار ...

إن ما يقلقني كثيراً هو الخطاب الموجه للشعب الأن فهو عاطفي بشكل يثير السخرية ليغطي بشكل أو بأخر علي سفكهم للدماء ....
قيادات الجيش تستشهد بآيات القرآن ولا تخشى الوقوف أمام الله والمسئولون دائماً يضغطون على طرف عظمة مصر وتاريخها في مواجهة سيطرة الدول الخارجية عليها رغم أنها بعد اللقاء تعود لتلعق أحذيتهم وربما أشياء أخري ....

إن الأزمة تدار من جانبهم بذكاء شديد وهو يؤكد إما أنهم قتله ومنافقون أو قتله ويبررون لأنفسهم ولنا وكلاهما أفظع من الأخر ...

في النهاية أود أن أوجه تحية كبيرة لجهاز المخابرات الحربية فقد ربحتم في عمل ما عجز فيه أمن الدولة لسنوات وأنت يا سيادة الرئيس المخلوع تحية لك فما نراه الأن صناعتك وقد أحسنت تربية رجالك

ونهاية لكلامي ... " إن مبارك لم يتنحى ولم يبق لنا سوى الـ ... " إنه عائد بعد أن انتصر على الظلم !!

يسقط حكم العسكر
الداخلية بلطجية
يسقط كل من خان


أخي إن نمت تلق أحبابنا فروضات ربي أعدت لنا وأطيافها رفرفت حولنا فطوبي لنا في ديار الخلود

بقلم : محمد مندور
18-8-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق