expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

افتكر ... اعمل عبيط !!!



لم يحالفني الحظ في أن أضحي من قبل لا بيدي ولا عن طريق الجزار علي الرغم من أنها كانت المهنة المفضلة لدي في الصغر إلا أنني كبرت أبغض منظر الدماء حتي ولو كانت دماء حيوانية ...
إلا أن فصيلاً من البشر أو إن أردت أن أكون أكثر دقة " أكلي لحوم البشر " يشتهون منظر الدماء وليست بالطبع دماء حيوانية بل دماء بشرية ...
نضحي دائماً بالخراف ومهانة أن نكون منهم ونضحي في عيد الأضحى ويالحزننا أن تكون أيامنا جميعها أضحى بدون عيد ...

منذ سبعة أعوام وبالتحديد في " 30-12-2006 " بالعراق كان ذلك اليوم هو أول أيام عيد الأضحى المبارك حيث ضحت أمريكا والمُسخ العربية منها بالقائد صدام حسين ... لم تكن مصادفة أن يُعدم أول أيام عيد الأضحى المبارك ولم تكن مصادفة أن يعدم صباحاً تزامناً مع صلاة العيد ولم تكن مصادفة أن يتم تصويره وهو في اللحظات الأخيرة قبل قتله ... فقد كانت لكسرنا وقد كُسرنا .. !!

كانت تلك هي المصادفة الوحيدة التي أذكرها في حياتي القصيرة والتي اتفق فيها موعد عيد أضحى المسلمين بأعياد أضاحي أكلي لحوم البشر !!

في كل يوم بل كل ساعة بل كل دقيقة يأخذ أحد الطغاة قراراً بأن يضحي بشخص ما لإشباع رغبته القاتلة ولا أحد يعارض بل الأسوء من ذلك أننا ننسى ...

هل تذكرون ... صدام حسين ، ياسر عرفات ، محمد الدرة ، أحمد ياسين ، الرنتيسي ، حسن البنا ، سيد قطب ، سليمان خاطر ... 
هل تذكرون أسماء من ضحي بهم عبد الناصر في سجونه أم أننا لا نعرف أسمائهم في الأساس ..

هل تذكرون المواطن المصري عماد الكبير الذي اغتصبته قوات الشرطة بأحد الأقسام وشاهده الشعب المصري بأكلمه ...

هل تذكرون ... خالد سعيد ، سيد بلال ، ضحايا كنيسة القديسين ، ركاب قطار الصعيد

هل تذكرون الأم الي تفحمت وهي تحتضن ولدها في قطار الصعيد .. هل تذكرون صخرة الدويقة

هل حفظتم أسماء من ماتوا في مستشفيات القطاع الحكومي بالدم الملوث والإهمال ..

هل تذكرون .. أحمد بسيوني ، أحمد إيهاب ، حسين طة ، إسلام بكير ، كريم بنونة ، مصطفي الصاوي ، عمرو غريب !!
هل تذكرون ... علاء عبد الهادي ، عماد عفت ، مينا دانيال ..

هل تذكرون أسم أي مجند قتل غدراً علي حدودنا المصرية في مسلسلات إجرامية أبوخ من التركي ...

هل تذكرون الطالبة جهاد موسي والتي دهستها سيارة أحد أعضاء هيئة التدريس ولأنها تُحسب علي التيار الإسلامي لم يتحدث عنها أحد ..

هل تذكرون شهداء الألتراس ... أنس ، الغندور ... هل تذكرون ... هل تذكرون !!
هل تذكرون شهداء رابعة العدوية أم أن الذاكرة الأن تصنف الشهداء والقتلي قبل التسجيل ؟! ..


في هذا العيد وفي كل عيد يفرح الجميع ماعدا من أُجبر علي التضحية بأحد أفراد عائلته أو صديق له بل في كل يوم وليس كل عيد ...

ها قد وصلنا إلي عصر اختفت فيه هيبة الدماء وثقل ذنبها وأصبحت الحياة تمضي كما تمضي
فهل تذكرهم ؟! أم أنني أثقلت عليك ؟! .. علي كل حال لا عليك ... افتكر واعمل عبيط !! ...

بقلم : محمد مندور

17-10-2013  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق