expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الخميس، 19 ديسمبر 2013

ارحموا ميتين أبونا !!


على مدار التاريخ هناك نزاع دائم بين الحق والباطل ، بين الخير والشر ..
نزاع دائم ومستمر إلى أن تنتهي دورة حياة بني البشر على الأرض ... تستطيع بقرائتك للتاريخ أن ترى الصورة كاملة لتتعرف على جبهة الحق وجبهة الباطل وتقف مع أي منهما حيث تكمن توجهاتك ..
ربما لأنه أصبح في تعداد الماضي ... رحل وقد اكتملت صورته حتى ولو كانت هناك درجة من النسبية بين الحق والباطل إلا أنك تستطيع أن تتخذ قراراً بعد أن أصبح كل شيئ أمامك ولا شيئ على طاولة النكاح المبرر في الاجتماعات السرية ...

أما عندما تكون أنت جزء من التاريخ يكون الوضع أكثر تعقيداً وصعوبة !! . . ولكن لها حل ! .

ابحث وفكر وناقش مبادئك .. ستجد نفسك تهتدي في النهاية للحق ربما لن تكون ملماً بكل التفاصيل لعدم قربك من جبانة المطبخ السياسي ولكنك ستهتدي للحق !! ..
فكرت كثيراً في الحقيقة قبل أن أتاكد أننا لسنا في وقت فتنة فالحق والباطل يتضحان للجميع وضوح الشمس ربما كما ذكرت مسبقاً بدون تفاصيل دقيقة ولكنهما يتضحان في النهاية !! ..

بعد رحيل نظام الطاغية مبارك نظرياً اتضح لنا أن أكبر مشكلة نعاني منها هي مشكلة وعي عوام الشعب المصري ثم تمر الأيام لنكتشف أن المشكلة ليست في عوام الشعب المصري بل هي في الشعب المصري !

أكثر ما يصيبني بالإحباط في تلك المسالة هو أن أشخاصاً من المفترض أن يدافعوا عن قضية معينة حسب توجهاتهم تجدهم يدافعون دائماً عن قضايا مشوشة ومنقوصة بسبب أمراض نفسية تسيطر على عقولهم !!

وإذا أردنا أن نضرب أمثلة علي سبيل الإيضاح ! .. فهناك .

حزب النور أو إن أردت أن أكون أكثر دقة الدعوة السلفية أو تلخيصاً لتلك المسميات الوهمية أقصد الشيخ ياسر برهامي لأنه الأنشط والأكثر مركزية في جموع المحركين لتلك الكيانات ...
كل من ذكرتهم مسبقاً بنوا حكمهم على جماعة الإخوان المسلمين كحكم عسكري غير قابل للتفاوض ولا النقض بعد حادثة الطرد الشهيرة التي قام بها أحد أعضاء الجماعة ضد الشيخ ياسر من أحد المساجد والتي مازال يذكرها الشيخ إلى الأن ... على الرغم من أن الإخوان المسلمين لهم من الأخطاء الكثير والكثير جداً ومن حق عموم الناس أخذ موقف ضدهم ..
إلا أن بقاء الشيخ حتى الأن وحزب النور ومن ورائه ضد الإخوان في محنتهم تلك هذا ما يستدعي عدة ألفاظ قبيحة لا داعي لذكرها حفاظاً علي الأداب العامة ...

يخرج علينا الأخ نادر بكار ليبرر لنا عدم وقوف حزب النور بجانب الإخوان المسلمين " أصل قولنالهم ومسمعوش الكلام " ويصمت كالأبكم عندما يتم وصفهم بالقتلة والإرهابيين ويجلس مع عدوهم وعدوه طال الوقت أو قصر ؟! ...
كيف تقبلون أن يقترن إسمكم بالعفو في مقرات نجاسات هذا النظام الدموي الساقط .. 

متى سنراكم تقولون كلمة حق في وجه سلطان جائر ولا " متقدروش على الحمار تتشطروا على البردعة "
لم تتحرك منكم لحية في عصور الطغيان وكنتم جيفارا في عصر الإخوان ..
متى ستنتفضون لحرمات الدماء !! .. قائدهم غبي وعدوهم قاتل أفلا تدافعون عنهم ...
حركتم جيوشاً قبل ذلك لنصرة كاميليا شحاتة ولم يخرج منكم تصريح واحد يدين اعتقال الفتيات والنساء !!
حدثني أكثر عن أدواركم الخفية التي تلعبونها دائماً حفاظاً على الثواب .. " جتكم ستين نيلة " !!

أنتم أقرب منا للدين ونحن كما نحن لا يحركنا سوى ما نعرف من الدين وكفانا أن ننصر أخانا المظلوم !

لا تهتموا ستظلوا مرضى نفسيين تدمرون مصير أمة بفساد عقولكم ..

ليس حزب النور فقط هو من يدار بواسطة من يخفون ضغائن وأمراض نفسية بداخلهم ..

تجد علي الجانب الأخر مطاريد الإخوان يذهلوننا بمواقفهم ...

لا يقلقني كثيراً الرجل الواحد بل يقلقني الرجل ومن ورائه جيش من الأتباع .. لا يهم ثروت الخرباوي قدر ما يهم أبو الفتوح ..
شارك أبو الفتوح في الثورة من البداية لا أحد ينكر ذلك ومع تطور الأحداث كان رجلاً على قدر المسئولية حتى انتخابات الرئاسة فقد كان الأمل والحلم الذي يتعلق به الجميع وبالأخص الشباب ..
إلى أن فاز مرسي وخسر أبو الفتوح
أعرف جيداً أن الإخوان المسلمين لهم دور يكبر أو يصغر حسب التفاصيل في خسارة أبو الفتوح لكن هذا ليس مبرراً لما يحدث الأن ...

غير منطقي بالمرة ان تظهر مقاومة أبو الفتوح لما يحدث الأن في الأحاديث التليفزيونية فقط وغير منطقي بالمرة أن تظل مواقفه مهزوزة يمشي علي الحبل حتي لا يخسر شيئاً ..

غير منطقي بالمرة أن يورث كرهه للإخوان وخلله النفسي تجاههم لرجاله فتجدهم يحاولون إخبار العالم كله أنهم ليسوا إخوان وتجدهم أيضاً يقفون في صف كل شيئ يظنونه حقاً لكن طالما فيها إخوان ينقلب المنطق وتتبدل المواقف .. أصبحوا أكثر قرباً لليسار رغم أنهم أصحاب مشروع إسلامي !! ..

وبذكر اليسار فحدث ولا حرج .. " مكس كل حاجة والعكس "
يدعو للحرية ومثله الأعلى عبد الناصر ومنهم من يري بشار الأسد بطلاً !!
ينادي بالمبادئ الثورية ويقف مع الظلم ضد من يختلف معه في الأيدلوجية ...
المهم أنك لن تستطيع فهمه حقاً خاصة عندما يبدأ بكلمة يا " رفاق " ..

حتي لا تصنفني إخوانياً أريد أن أختم بهم ...
هم أكثر من أريد أن أقول لهم ارحموا ميِتيِن أبونا !!
أقف الأن معهم لأن ما حدث في مصر انقلاب عسكري صريح وما حدث في رابعة العدوية جريمة حرب تعاقب عليها الإنسانية وما حدث بعد ذلك بداية لإرساء حكم عسكري وطيد بالبلاد ..

ولكن متخودنيش في دوكة !!

ما وصلنا إليه الأن يتحمل جزء كبير من مسئوليته قيادات الجماعة بداية من الدكتور مرسي ولا مجال للشك في ذلك ..
فلا تحدثني الأن عن الخلافة الراشدة ولا عن حكم الإخوان الذي كان سيرفع مصر عالية في صفوف الأمم المتقدمة . . .
ولا تحدثني عن الانبهار الذي كان يستخدمه الدكور مرسي وقيادات الإخوان في حكم مصر فقد أخطأوا أخطاء جثيمة أودت بنا إلى ما نحن فيه وبالطبع كان هناك محاولات مستميتة ولا تزال لعرقلة أي محاولة للنهوض بمصر ولكن أخطائكم تحتاج منكم إعادة النظر في أمور كثيرة ...

أتمني منكم جميعاً السابق ذكركم أن تغتسلوا وكفاكم إدعاء الوضوء وأنتم بكامل نجاستكم كما هي وتفضلوا بقبول نصيحتي المتواضعة " ارحموا ميِتيِن أبونا "  فلتصمتوا حتي لا تزعجوا أرواح الشهداء ...

أما إلي المواطنين الشرفاء من الشعب المصري و إلى الإعلاميين الأعزاء وإلى السياسيين العباقرة                " ارحموا مـ***ـن أبونا " بدون الكسرتين !! ..

الجدير بالذكر أن تلك الكلمة لا نعرف جميعاً المعنى الحقيقي لها إلا أنها تظل سبة تقال في حالة الضيق من المشتوم ولذلك فإنها للمواطنين الشرفاء ومن يحركهم أما الباقون فيكفيهم أن يرحموا الميتين " الأموات "!  ..


محمد مندور 

18-12-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق