expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الجمعة، 27 أبريل 2012

بين رسائل البنا وصنائع الإخوان



بين رسائل الإمام الشهيد حسن البنا وصنائع الإخوان المسلمين الكثير والكثير من المتشابهات والمتضادات يكثر تواجدها في جيل العواجيز حيث المرشد ورفاقه ويقل أو يندر تواجدها في جيل الشباب وهذا عموم حال المجتمع المصري ففي أي جماعة أو حزب أو أي تيار تجد أن هناك فوارق كثيرة بين الجيلين ...  

وعلى غير العادة فيما كتبت سابقاً لن أنتقد تلك المرة أحد ولكنني قادم إليكم بالنصيحة إلى الشباب بالأخص لأنني فقدت الأمل في جيل العواجيز أو بالمعني الأدق أنا أعرفكم جيداً وأعرف كيف تتعاملون مع الأمور بحكم إنتمائنا لنفس الجيل على عكس العواجيز لذلك ستكون النصيحة قانونية .

" لعل من أخطر النواحي في الأمة الناهضة – وهي في فجر نهضتها – اختلاف الدعوات ، واختلاف الصيحات ، وتعدد المناهج ، وتباين الخطط والطرائق ، وكثرة المتصدين للتزعم والقيادة . وكل هذا تفريق للجهود وتوزيع للقوى يتعذر معه الوصول إلى الغايات . ومن هنا كانت دراسة هذة الدعوات والموازنة بينهما أمراً أساسياً لابد منه لمن يريد الإصلاح ....
وسأبدأ من حيث انتهي الإمام ........

# في ظل عدم وصول التربية داخل المسجد فقط إلى تكوين الشخصية المثالية للشاب الإخواني فإنني أرى أنه من الواجب عليه القراءة والإطلاع على الأنظمة المختلفة الموازية والمضادة وهذا ما يفرق في نظري بين الإخواني الفاهم والإخواني الزايط ..

# بعد الثورة وفي ظل ثقافة " ركز على فضائح اللي جمبك " لابد من حدوث التصفية بين صفوف الشباب لأنه بوجود تسعة أشخاص فاهمين وخروف واحد على سبيل المثال سيحدث تركيز على الخروف وذبح بقية المجموعة بأخطائه . لا أعني بالطبع تسريحهم " زي خيل الحكومة " ولكن لا بد من عمل نظام لتحسين أداء الجميع من قِبل الشباب أنفسهم . .

# لو تمت قراءة رسائل الإمام البنا فعلياً من الجميع والعمل بها فلن يكن الشباب في حاجة إلى تصفية صفوفهم لذلك لا تجعلوا رسائل الإمام مجرد حبر على ورق .....

# عندما تقبل الجماعة على أخذ قرار هام باجتماع مجلس شورى الجماعة لابد أن يكون لك رأياً خاصاً تمتلكه وهذا لا يتعارض مع الإذعان والرضا بتطبيق قرار الشورى سواء جاء مطابقاً لرأيك أو مخالفاً ولكن هذا لا نجده إطلاقاً فعندما يتم أخذ قرار ويتم عمل اجتماع موسع في إحدى المحافظات لشباب الجامعات على سبيل المثال تجد أن الجميع يخرجون مهللين بالقرار مدافعين عنه باستماتة غير عادية وهذا يتعارض مع التفكير العقلي في الأمر ...

# الفرق واضح وكبير بين الشورى والإجماع فالشوري هي أخذ أراء المجلس وإقرار رأي الأغلبية وهذا يعطي للقرار نسبة صواب وخطأ فكما يوافق عليه بعض الأعضاء يرفضه الأخرون وهكذا يخالف الإجماع جملة وتفصيلاً ولكن للأسف الشديد ما يُنقل إليكم هو ما أدى إلى اختيار هذا القرار أي وجهة نظر واحدة .. 

# وانطلاقاً من المبدأ السابق لا أجد مبرراً على الإطلاق للدفاع عن قرار مجلس شوري الإخوان باستماتة شديدة مع التهميش والتقليل من بقية الأراء فكما قبله كبار جماعتك رفضه أخرون وهذا يعطي الحق للمخالفين إذا نظرت إلى الأمور بنظرة محايدة ..

# ليس معنى أنك ذقت مرار الذل والهوان على مدار السنين الماضية فبت تظهر لنفسك وللناس مضحياً في سبيل الله أن تظل هكذا دائماً فما أراه الأن أحياناً هو تحميل نتيجة بعض الأخطاء والتي يليها ردود فعل غاضبة من البعض علي شماعة " التضحية في سبيل الله " فهذا يصنع منك شخصاً تخشي القيادة وتفشل فيها بحجة التضحية في سبيل الله ... 

# يوماً ما سيصير منكم عضو مجلس الشعب والمرشد وعضو مجلس الشوري و.... و.... مما يعني أن جزءاً من مستقبل مصر بين أيديكم فلا تكونوا كالعواجيز ولا تفقدوا روحكم الثورية في دنيا المصالح والإتفاقات والمقايضات لا تصبحوا جنوداً بلا سيوف ..

# بالعودة إلى الأخلاق وفي ظل انحطاط المستوي الأخلاقي للجميع إلا من رحم ربي لابد أن تعرف أن الناس ينظرون إلى الإسلام في تصرفاتك باعتبارك أحد نماذج التربية الإسلامية على الساحة ..

# انطلاقاً من النقطة السابقة عندما تخطئ سيكون عقابك مضاعفاً من الناس فعندما أخطئ أنا ليس كما تخطئ أنت لأنك من المفترض أنك ربيت على نهج إسلامي خالص ...

# راهنت كثيراً على قدرة شباب الإخوان في الإنغماس داخل المجتمع والتغلغل وسط جميع الطبقات والعقليات ولكنني أرى الأن اهتزازاً لهذة العلاقة ليس لأنكم كاذبون ولا لأن الأخرون مخطئون بل لأنكم كما ذكرت مسبقاً تدافعون عن أشياء تحمل الخطأ والصواب لذلك ابحثوا عن الأشياء المشتركة ودافعوا عنها ..

# مش عيب تقول الجماعة أخطأت
# مش عيب تقول أنا رأيي كذا لكن ملتزم بالشورى
# المرشد مش الصادق الأمين ولا خيرت الشاطر يوسف مصر ولا مرسي لقمان زي ما بيقولوا كلنا بشر نصيب ونخطئ
# عشان إنت في جماعة لها مقعد سياسي لازم تبقي فاهم ومثقف وواعي واختيارك إنك تكون فلول أو خروف أو .... يتطلب إنك تسيب الجماعة ..

وعشان احنا شباب وعشان احنا أولي الألباب لازم نفكر ونقرر ونخطئ ونصيب وفي النهاية نموت فندخل الجنة بالنية الحسنة للإصلاح رغم اختلاف رؤيتنا لكثير من الأمور والمشاكل ....
وأخيراً لابد أن تتذكروا جيداً ونتذكر جيداً جميعاً أن من سيحاسب هو أنت لا المرشد ولا الشيخ ولا رئيس الحزب ولا .. ولا .. فكن مستمعاً جيداً ثم مفكراً حيادياً ولك في النهاية القرار السليم

بقلم : محمد مندور

27/4/2012   

الاثنين، 2 أبريل 2012

خسر الإخوان وإن صدقوا ....




شعور غريب يتملكني دائماً عندما أبدأ في الكتابة عن مشكلة أو أزمة ما و يكون للإخوان المسلمين دور فيها وهذا يرجع ربما إلى أصولي الإخوانية وكثرة معارفي وأصدقائي من الجماعة إلا أن هذا لا يمنعني أبداً أن أكتب في الحق وطالما جاء زكر الأزمة وتحدثنا أيضاً عن الحق فلابد من الكتابة عن أزمة " الشاطر رئيساً للجمهورية " 

أنا بصراحة لقيتهم كلهم بيظيطوا قلت أظيط أنا كماااان - بس أوعدك بظييييييط مختلف -

وخير البدء هو تقديم التهنئة إلى الشيخ حازم لحصوله على حكم بالبراءة من ألش الفيس بوك ومرحباً بالعضو الجديد الشاطر المنتقل حديثاً من السجن الحربي إلى سجن ألش الفيس بوك ...

مقدمة ملهاش أي تلاتين لزمة بس هما علمونا كدا نتكلم جد شوية بقى !! ..

عندما عقدت جماعة الإخوان المسلمين مؤتمراً ليتحدث فيه مجلس شورى الجماعة عن دورها في انتخابات الرئاسة القادمة وأفصحوا عن نيتهم لترشيح خيرت الشاطر رئيساً للجمهورية قامت الدنيا ولم تقعد في جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي الكل يتهم الجماعة بالكذب والنفاق ، الكل ينشر أحاديث الكذب والنفاق " يا واد يا مؤمن "!! ...

حقيقة هذا لا ينم سوى عن تخلف ناشريها وخوفهم الشديد من فوز خيرت الشاطر وإن كنت أدري أنهم يمتلكون بعض الحق في خوفهم والذي أمتلك بعضه إلا أن هذا لا يبرر أفعالهم لأن فعلياً الجماعة لم تكذب ولم تخلف وعداً 

نعم خرج المرشد والشاطر نفسه في بداية الثورة ليقولوا لنا أن الجماعة لن تدفع بمرشح رئاسي في الانتخابات القادمة وأن الجماعة ستكتفي بالبرلمان إلا أن تغيير الرؤية حالياً لا يعتبر كذب أو نفاق لأنه لم يحدث على سبيل المثال اجتماع بين جميع الأحزاب وتم الإتفاق على عدم الدفع بمرشح رئاسي واتفق الإخوان معهم على ذلك ثم نقضوا عهدهم ورشحوا أحد هكذا يكون نقض العهود وهكذا يكون النفاق والكذب ...

ولأثبت صحة كلامي سأسألك سؤالاً واحداً هل يصح أن نقول أن البرادعي منافق وخاننا جميعاً بعد انسحابه من سباق الرئاسة وأنه كان يمتلك مخططاً تم تنفيذه وبذلك انسحب بعدما ملأ قلوبنا أملاً في التغيير من قبل الثورة !! 

لو كانت الإجابة " لاااااا طبعاً " البرادعي مش خاين إنت هتقارن البرادعي بالإخوان أحب أقولك إنت " غبي وعنصري " فالحقيقة أنه لا البرادعي خائن ولا الإخوان كاذبون فما هي إلا تغيير رؤية ووجهة نظر تجاه شيئ لا أكثر .

بالعودة سريعاً إلى خيرت الشاطر نفسه وما سيترتب على ترشحه للرئاسة أرى أن الأزمة الحقيقية التي ستتضح معالمها قريباً هى تفتيت الأصوات بين ثلاثة مرشحين  يتبنوا المشروع الإسلامي بوجهات نظر مختلفة " الشاطر ، أبو الفتوح ، حازم " أحدهم مرشح الجماعة والأخر مرشح من ينتظر خليفة المسلمين القادم وأحدهم مرشح التيار المعتدل ....

عندما يتم تفتيت الأصوات بين تلك الثلاثة شخصيات لا تستبعد أن يكون رئيس مصر القادم هو عمرو موسي ونائبه أحمد بك شفيق إلا إذا حدث ما يقلب موازين الأمور وهو انسحاب الشيخ حازم وصب الدعم كله علي خيرت الشاطر حينها سيكون رئيساً للجمهورية بمباركة وموافقة العسكري والقوى العظمي ...

وحتي لا يرى البعض أن هذا المقال " مواساه للإخوان رغم أنهم مخطئون " أقول لهم إني أرى بالفعل أن الإخوان مخطئون " ...

- أخطأوا عندما تخلوا عن الشارع الثوري رغم أنه القوة الحقيقية القادرة على قلب موازين كل شيئ في أي لحظة ....
- أخطأوا عندما اعتقدوا أنهم يمتلكون من الذكاء ما يجعلهم يستطيعون مواجهة العسكري بمفردهم وما نتج عنه أنهم شوهوا بعض التيارات الأخري في سبيل استرضاء المجلس .
- أخطأوا عندما دفعوا بجميع أدوات المشروع الإسلامي في جميع الميادين " شعب وشورى ونقابات ومحليات ورئاسة " ففي ظل تخليهم عن الشارع الثوري إذا تم إحكام القبضة عليهم ستكون نهاية المشروع الإسلامي قبل أن يبدأ .....
- أخطأوا عندما انتظروا بشغف الجزاء الحسن نتيجة الكفاح طيلة الأعوام الماضية مما جعلهم يتمسكون بكل خيط يصل إلى السلطة التي حرموا منها أعواماً طويلة مما أضعف تلك الأرض الصلبة التي من المفترض أن يقفوا عليها نتيجة كثير من التنازلات ...
- أخطأوا ومازالوا يخطئون في اعتبار أنفسهم الجماعة التي تضحي والتي تقدم نفسها لخدمة مصر وتتحمل ما لا يتحمله بشر مما أضعف من ثقتهم بأنفسهم في تصدر معظم المشاهد .....
أرى حقيقة أنها بداية النهاية للأسف الشديد ، أرى أنه المسمار الأقوى في نعش تلك الجماعة وهو ما يحزنني كثيراً ...

لذلك أدعو الجميع إلى التروي والتفكير جيداً قبل الهجوم فكرياً على أحد فعلى الرغم من أنني أعرف أن الحزب أو الجماعة لا تفكر في دماء شهداء ولا قصاص ليس تخاذلاً منهم وإنما لأن تلك الأمور ليست على قائمة أولوياتهم وعلى الرغم أيضأ من أنني متأكد من أن الجماعة على استعداد أن تتخلى عن الشارع مرة أخري بثواره بقوته العظيمة في سبيل تحقيق قائمة أولوياتهم إلا أن كل ذلك لا يضع الإخوان المسلمين ضمن قائمة من يرغبون في هدم البلاد أو يريدون لها السوء والهلاك ...

ما يحدث هو اختلاف رؤية ولكن الهدف إلى حد كبير واحد ولكن ما أراه لا يعبر سوى عن تخلف وسطحية وعنصرية في النقد لا توضح سوى الخوووووف الشديد من قوتهم ...

في النهاية لا أستبعد أن أرى الأيام القادمة حملة " إخوان كاذبون " وأتمنى أن لا يتحول الأمر عند إخواني إلى تحمل ومعاناة في سبيل الدعوة والمشروع الإسلامي فحتى النقد الغير موضوعي يمكن أن نتعلم منه أين أخطئنا ومتى وكيف نتلافي هذا الخطأ مجدداً ....

حقيقة لا أتمني سوى أن أكون مخطئاً فيما اعتقدت وأن تكون الجماعة على الطريق الصحيح في بناء المشروع الإسلامي وكما قال الرسول صلي الله عليه وسلم " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ، فقال : رجل يا رسول الله أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم ، فإن ذلك نصره " ......

بقلم : محمد مندور
    3/4/2012