expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأربعاء، 4 يونيو 2014

الدولة العبيطة


لا أعرف إن كان هذا ترتيب رباني أم أنه من خصائص المناصب في المجتمع المصري ، ذلك الغباء المشترك الذي يتجسد في كل من يأتي لدور القيادة ..
لن أقول لك أنهم لا يقرأون تاريخ الأمم بل هم لا يقرأون تاريخ من سبقوهم مباشرة ، تلك الكوميديا السوداء التي تجعلك تدخل في دائرة مغلقة من الأسئلة الوجودية التي لا تحمل الأيام بين طياتها إجابة لها ..

ماذا لو خرج مبارك في أول خطاب له وأعلن عن تشكيل وزاري جديد بدون تعرض فرد واحد من أفراد الشرطة للمواطنين ؟! ..
ماذا لو لم يفض طنطاوي ماسبيرو بهذا الشكل ؟! ..
ماذا لو لم يفض السيسي رابعة بهذا الشكل ؟! ..

أسئلة تقليدية وقد مللنا من البحث عن إجابة لها ولذلك دعونا نطرح الأمر بشكل مختلف ..

هل يستطيع السيسي أن يصبح ديكتاتوراً كما قال الكتاب ؟! ..
ولا لا هنبقى فالحين في ديموقراطية ولا فالحين في ديكتاتورية ؟! ..

دعني أذكر لك موقفاً ربما يفتح شهيتك بعض الشيئ لإكمال هذا المقال الثئيل ..

مواطن مصري تم اعتقاله شهر يوليو 2013 بعدها بشهر يقل أو يزيد اكتشفوا أنه مطلوب رغم أنه لديهم فذهبوا لإحضاره من منزله فلم يجدوه ..
ثم اكتشف المحامي أن هذا الشخص متهم في قضية في شهر أكتوبر 2013 وهو داخل أسوار السجن وتم الحكم عليه فيها غيابياً بسنتين وغرامة مالية وعندما ذهب المحامي لإثبات أنه لم يكن بالخارج في ذلك الوقت رفض القاضي الاستماع وأقر العقوبة ,,
فقط للتسلية في دولتنا العبيطة ..

إن من يحاول النظر لما نحن فيه بنظرة شمولية يجد أن ما حدث كان معداً ومدروساً جيداً منذ بداية تنحي مبارك .. تختلف شدته وحكمته باختلاف من يقوم بالتنفيذ ولكنه يبقى مُعد سلفاً ..

انقلب السيسي على الحكم في مشهد يعتبر الوحيد الخالي من العك ! فقد استطاع قرطسة الجميع ..
استعان ببعض الخونة من المشايخ والسياسيين والإعلاميين وفصيل كبير من الشعب كان قد شُحن قبل ذلك للثورة الوهمية فقط لينقلب ونجح في ذلك ...

كان الطريق ممهد أمامه لتظل الدولة العسكرية كما هي الحاكم والمتحكم في كل ما يخص الشعب ، معه دعم سياسي وديني وشعبي وبركة الرب ! ..

على المقابل كان هناك الإخوان معتصمين ، هم وحدهم من يطالبون بشرعية الرئيس وبالطبع كان البعض أيضاً يرى هذا انقلاباً عسكرياً ولكنهم كانوا قلة ..

تم أخذ القرار بفض اعتصام رابعة العدوية بقوة دموية وتم لهم ما أرادوه ، أرادوا أيضاً أن يظهروا للعالم كيف أن هذا الاعتصام مسلح ودموي وخطر على الأمن القومي ففشلوا ..
حيث أن أيام قليلة وبدأت الفيديوهات والتسجيلات الحقيقية لفض الاعتصام في الظهور وخرج هذا المشهد ملئ بالخروق ربما لعدم كفاءة أدوات الديكتاتور المحتمل ..

قُتل من قتل وأصيب من أصيب وسط ترحيب عارم من جموع الشعب المصري العظيم بإباده جميع أفراد الإخوان المسلمين الإرهابيين ...
ذلك الطريق يشير أنه يفكر في طحن إحدى طوائف الشعب والترحيب بالأخرين تحت جناحيه كما فسرها احنا شعب وانتوا شعب ولكن الأمر لم يطل فاستعدى الجميع ..
هو بذلك يريد أن يصبح ديكتاتوراً بحق ..

كل من عاد إلى رشده عُجن تحت قدميه ..
فأصبح في كل بيت جرح إن لم يكن في أهل ففي الأقارب أو الأصدقاء وبالطبع هذا في صفوف شعبنا وليس شعبهم ..

جميع المؤشرات تدل على أنه على خطى ديكتاتور عظيم ولكن لا جيشه ولا كلاب داخليته ولا إعلامه ولا من يحيطون به على كفاءة تسمح له بإحكام القبضة على الشعب لا مخابراتياً فقد أثبت هذا الشعب أنه كتلة حرجة تقلب موازين الأمور لمن يحسن استخدامها وإذا استخدمها غيرهم لنجح ولا عسكرياً في المواجهات المباشرة في الشوارع فمن يحارب وهو يخفي روحه خلف درع واقي وأكثر ما يخاف عليه في حياته هو روحه وسلطانه ونفوذه غير من يحارب واضعاً روحه على كفه يقاتل بها ..
وعلى الرغم أن المواجهات ليست متكافئة إلا أنها لا تشهد لهم بنجاح عظيم أيضاً فعلى الرغم من ضعف صفوف من يحارب ميدانياً وقوتهم إلا أنها لا تحسم لصالحهم في جميع الحالات ..

ما نراه الأن ليس نموذجاً إلا للدولة العبيطة لا دولة عسكرية ولا دولة ديكتاتورية بل دولة عبيطة ..

بداية من شخص من يقود المرحلة وعدم مناسبة شخصيته لقائد جيش أو ربما أنه بارع في التمثيل لدرجة تجعلك تقر بأنها حقيقة ومروراً بإعلامه وأذرعته القتالية من الجيش والشرطة وشعبه العظيم ! ..

لا أرى سبباً واحداً في اعتقال الأشخاص في حين أن القضاء يمنحهم البراءات ، هل تحاول شد أذنيه؟! في حين أنه عندما يخرج أول ما يفعله هو الهتاف ضدك من جديد !
أم أن سيطرة دولتكم على المؤسسة القضائية ليست كاملة ؟!
ولماذا يُمنح البعض البراءة ثم يعتقل غيرهم ..
هل تظن بذلك أنك كممت أفوه الجميع ؟!
أم أنكم تعتقدون حقاً أن هناك إرهابيين وتبحثون عنهم بين صفوف الشعب ..

جميع الطرق تؤدي إلي الدولة العبيطة رغم قذارتها وسطوتها وجرمها الذي لا ينتهي ..
أو ربما هم بالفعل يدركون جيداً معنى احنا شعب وانتوا شعب فقد انفصلوا بدولتهم وسلطتهم وإعلامهم وشعبهم ولم سعد لنا حق العيش على أرضهم ..

ونهاية أيضاً لهذا المقال العبيط ..
لن تمروا فوق صدري وعلى أرضي حجارة ..

محمد مندور

 26-4-2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق