اعتاد أن يقول الحق
منذ بداية إدراكه أنه من الواجب عليه ذلك وازداد تمسكه بذلك خاصة في الأوقات التي
يرى فيها أعداد المتقاعسين عن ذلك تزداد ..
كتب يسقط حكم العسكر
في الوقت الذي كانت أغلبية القوى الإسلامية تدعو إلى الجلوس مع المجلس العسكري
لاستلام السلطة منه ..
كتبها على حقيبته
ليريها للعالم كله ..
كان يسير بها بكل
حرية يتحمل مضايقات الناس والتي ازدادت بشكل ملحوظ مع تولي الرئيس محمد مرسي
مسئولية البلاد ..
تركها اقتناعاً منه
بأن العسكر لم يسقط حتى عاد العسكر مرة أخرى ولكن تلك المرة لم يكن الأمر يتضمن
مضايقات الناس فحسب فالأمر قد يصل إلى الاعتقال أو ربما القنص ! ...
تركها كثيراً خشية
ذلك وعاد إليها يوماً لحاجته أن يحمل فيها بعض متعلقاته ..
استيقظ مبكراً ليذهب
إلى الجامعة واستقل القطار محتضناً حقيبته ليخفي ما كُتب عليها ..
جلس يراقب عيون
الناس ويغلبه إحساس أن الجميع ينظر إليه فشغل نفسه بالاستماع إلى الحوارات الدائرة
بين الناس حتى لا يرتاب في أمره أحد ..
كالعادة بعد الثورة
الجميع يتحدث في السياسة بعلم وبدون علم حتى الطبقة الكادحة التي لا تكاد تجد من
الوقت كي تعرف شيئاً ربما فقط يسلمون أدمغتهم لوسائل الإعلام ساعة أو ساعتين أخر
النهار بعد يوم عمل شاق ...
بدأ الحوار بين
اثنين من الموظفين بعدموا تناجوا قليلاً في متاعب العمل وقلة الحيلة والمرتب !
تحدث أحدهم في البداية عن من حكموا مصر خلال العصور الماضية وقد رأى أن جميعهم يتفوقون على الأخير بتاع الإخوان ! ..
تحدث أحدهم في البداية عن من حكموا مصر خلال العصور الماضية وقد رأى أن جميعهم يتفوقون على الأخير بتاع الإخوان ! ..
فعبد الناصر هو زعيم
الأمة وهو صاحب فضل المعاشات ، وأراضي الفلاحين ، ووحدة الصف العربي ، هو من أنشأ
السد العالي صاحب الفضل علينا والذي نحيا من خيره إلى الأن ، الرئيس الذي ضحى
بنفسه من أجل مصر .. ، الرئيس الذي خانه الإخوان المسلمون أعداء الوطن وحاولوا
اغتياله في حادث المنشية ..
أما السادات ذاك
الأسد بطل الحرب والسلام ، صاحب انتصار أكتوبر العظيم ، وصاحب الانفتاح الاقتصادي
المصري الرهيب ، هو من سحق اليهود ، وهو من قرر التوقف عن سحقهم ليضمن السلام
وليحافظ على دماء المصريين !
والذي اغتاله في نهاية الأمر الإخوان أيضاً بفكرهم اللعين فهم أصحاب فكر إرهابي لا يتوقف ...
والذي اغتاله في نهاية الأمر الإخوان أيضاً بفكرهم اللعين فهم أصحاب فكر إرهابي لا يتوقف ...
وعلى الرغم من أن
مبارك رئيس مخلوع قامت عليه ثورة أو انتفاضة والتي أصبحت بعد ذلك انتكاسة قام بها جيل
جاهل من الشباب إلا أن الشعب كان يعيش في عصره ويسافر ومن كان يريد عمل كان يجد ..
إلخ
جائت سيرة مرسي
فانقلب الحال ..
هذا الخائن الذي باع
البلاد لجماعته وحزبه ولفرعه الإرهابي الأخر الذي ساعده في الهرب من السجن "
حماس " حيث كان يرد لهم الجميل فيصدر لهم الغاز الطبيعي والكهرباء ليل نهار
ونحن هنا لا نجد لمبة الجاز ..
وقد فضحنا أمام العالم باللعب في الساعة والبتاع وأصبحت صورة مصر أمام العالم سيئة للغاية بعد أن حكمتها الجماعة الإرهابية ..
وقد فضحنا أمام العالم باللعب في الساعة والبتاع وأصبحت صورة مصر أمام العالم سيئة للغاية بعد أن حكمتها الجماعة الإرهابية ..
كما أنه مسئول عن
اختطاف الجنود وقطع الكهرباء وازدحام الطريق وضعف المرتبات وتخيل أن الأمر وصل أنه
يريد تغيير الديانة الإسلامية حسب رؤية الإخوان وطبعهم ونسى هذا التعيس أن مصر هي
بلد الإسلام وأن الشعب المصري متدين بطبعه ..
ناهيك عن الأعمال الإرهابية التي تحدث في سيناء وولائه لحماس على حساب إسرائيل وأمريكا ..
والكثير والكثير الذي لن يسعفني الوقت لتذكره ولا لذكره ..
ناهيك عن الأعمال الإرهابية التي تحدث في سيناء وولائه لحماس على حساب إسرائيل وأمريكا ..
والكثير والكثير الذي لن يسعفني الوقت لتذكره ولا لذكره ..
ولكن حمداً لله أن
السيسي أعاد للشعب هيبته ورماهم في السجون وسحقهم في رابعة هذا الاعتصام المسلح ..
بلا بلا بلا !
كان صديقنا يبدي
علامات الارتياح على وجهه حتى لا ينتبه إليه أحد وينعتوه بأنه إخواني !
إلا أن سحنه الموظف الأول
قد تغيرت فاخضرت واحمرت واصفرت جراء مكالمة جائته من زوجته تبلغه فيها أن ابنه تم
القبض عليه من الشارع كمتهم سياسي محسوب على الجماعة !
اذبهل الرجل قليلاً
وهو ما جعله يتسائل كيف يتم القبض علي ولده كإرهابي وهو يدخن السجائر ويشرب
المخدرات أحياناً ولا يملك أي وعي سياسي ولا علاقة له بما يحدث من قريب أو بعيد ..
لم يترك الموظف
الأخر الأمر يمر دون وضع بصمته فقد رأى أن الداخليه معذورة الإرهابيين ملوا الدنيا
..
الداخليه بتاخد أي
حد اشتباه ولو ملوش دعوة بحاجة بيخرجوه !! ..
توقف القطار في
المحطة قبل الأخيرة ، نزل صاحبنا محتضناً حقيبته يتلفت يميناً ويساراً حتى وصل إلى
الكلية ..
ونزل الموظف هو
الأخر مسرعاً يبحث عن ولده ..
انتهي اليوم وقد عاد
صاحبنا إلى منزله سالماً بعد مشاركته مع زملائه في الجامعة في فاعلية ضد الانقلاب
العسكري
وظل الموظف طوال
اليوم يبحث عن ولده حتى وجده في مديرية الأمن وانتظر عرضه على النيابة في الصباح
..
وفوجئ بأنه تم حبسه احتياطياً لمدة خمسة عشر يوماً على ذمة قضية ! ثم تم ترحيله إلى السجن ..
مرت الأيام والموظف
كما هو رغم ما حدث وربما اقتنع أن ابنه هو المخطئ لأنه قرر السير في الشارع !!
ربما كان للقدماء
المصريين نظرة مستقبلية حيث كانوا يرسمون الأشخاص برؤوس حيوانات وربما يكون هذا
الموظف من هذا النسل المهجن الذي عاد في الانتشار مؤخراً ..
على الرغم من أن
الرحلة ملعونة بكل ما فيها إلا أن ربما فيها من الخير غير أن صاحبنا عاد سالماً ..
وهو أن ذلك الشاب
الذي اعتقل ظلماً خرج بعد فترة ما شخصاً مختلفاً وهذا ما سيدعو الحيوان المدعو
والده إلى إنكار نسبه في الغالب !
محمد مندور
14-6-2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق