expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الخميس، 29 نوفمبر 2012

لا أري شيئاً في الأفق ...



أستطيع أن أعترف بلا خجل أنني ربما تواجهني بعض الصعوبة أحياناً في فهم ما يدور حولي من أحداث سياسية وخاصة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير...
ربما قبل الثورة كان من السهل علينا أن نعي أن الظلم مصدره نظام الحكم وأنه واجب علينا التصدي له ولو على سبيل الحلم وكان من السهل علينا أيضاً مواكبة ما يحدث خلال فترة تحقيق مطالب الثورة بداية من تنحي الرئيس المخلوع ونهاية بفوز رئيس جديد يحمل في جعبته ما نكمل به الطريق نحو تحقيق مطالب الثورة ........
أما الأن  فإنني أجد صعوبة بالغة في معرفة السبب . لماذا ؟!؟! ...
وإن أكثر ما أجده يدمر القواعد التي أبنيها لمحاولة الفهم هو اختلاف مقاييس الحكم على الأشياء بطريقة مقززة ربما تجعلك تعتزل التفكير في الحياة السياسية ...

 وعلى سبيل المثال وليس الحصر ....

# انتفضت جامعة الأسكندرية وبالأخص كلية الهندسة لما يحدث في غزة الأن في مشهد لم أراه من قبل . طب وسوريا ؟! ، طب والعراق راحت فين ؟! ، حد فاكر ؟! ، حد يسمع عن الشيشان؟ طب كشمير ؟ .. طب هو عشان حماس إخوان ولا عشان العدوان صهيوني ؟ ....
هل ننتفض لحرمة الدماء أم نكاية بالعدو ؟! ....
هل يتساوي بشار بالكيان الصهيوني بالعدوان الأمريكي أم ماذا ؟! .

# أيستطيع أحد من الذين يمنحون شهادات الشهادة في سبيل الله الخروج علينا للتشكيك مجرد التشكيك في أن الذين يموتون في غزة أو سوريا أو .. ليسوا من الشهداء أو يستطيع وصف أطفال حادث أسيوط بشيئ غير أنهم شهداء  رغم اختلاف الموقف ؟ ...
إذن فلماذا تم وصف الألتراس في حادث بورسعيد بأنهم بلطجية ولماذا تم وصف الثوار في أحداث ليست بالقليلة خلال مواجهات مع العسكر أنهم بالفعل يستحقون القتل ؟! ..

# تعرضت غزة للقصف فتم فتح المعابر وتعبئة قافلات كاملة بمختلف أنواع الدواء لتعبر في سلام تام إلى الأراضي الفلسطينية وعلى الجانب الأخر فالمستشفي التي كانت تستقبل أطفال حادث أسيوط كانت تجد معاناة في توفير الأدوية في استقبال المستشفى وربما يموت يومياً أعداد مضاعفة أمام أبواب المستشفيات الحكومية ممن لا يستطيعون كتابة شيك تحت الحساب حتى يتم مداواة مرضاهم .. لا تعتقد أنني لا أريد أن نقدم يد العون لغزة ولكن لماذا لا نساوي في ردود أفعالنا أمام من يحتاج للدعم ؟! ...

# يمرعام علي أحداث محمد محمود فلا تكتفي شوارعنا من الدماء فتطلب قرباناً أخر في نفس المكان والزمان وبنفس طرفي المواجهة ورغم ذلك لا تجد رد فعل مختلف غير استدعاء الوزير الفلاني للمناقشة وإصدار البيان العلاني  للتنديد وكأن الله قد أعطى سماحية لإدارة البلاد على أن يبدأ الحساب بعد أن تقف البلاد على قدميها ؟!..

# تُنحي القيادات ويأتي أخرون ويظل الفكر كما هو . تُنقض المواثيق وتتغير لهجة حديث الرجال ويظل المواطن يبحث عن نسمات التغيير فيجد الجو شديد الحرارة والشمس حارقة ويظل هذا يدفع الثمن وهذا يستقبل النفع والجديد أن طبالين القيادات الجديدة لا يهدأون ولا يكفون عن التبرير مهما كان الخطاً أو الصواب على الرغم من أنهم يصفون أعدائهم السياسيين بالخرفان للإتباع بدون فهم !! أعتقد أنهم يقصدون نوعاً أخر من الخرفان ليس من عشيرتهم لأنهم في النهاية جميعاً بِلِية واحدة !!! ..

# تكلفة موت الطفل المصري في حادث لا تتحمل مسئوليته سوي إدارة البلاد  ربما أقل قيمة من راتب وزير النقل بل هو أقل قيمة من سعر الموبايل الذي يحمله الوزير !! ..  

# تتجمل المدن وتتزين ويتم صرف ما ليس بالقليل على زيارة الرئيس وحكومته وعلى غلق المواقع الإباحية ويبقي المشهد الأكثر - قباحة - كما هو " الشارع المصري " ومرافقه الحيوية .....

# تجد أشخاصاً مهمتهم الأولى في الحياة هي سب جماعة الإخوان المسلمين في جميع الأحوال بحق أو بغير حق مع أن فكرهم السياسي والمجتمعي وفكر من يتبعونه أنجس ملايين المرات من فكر أنجس عضو في الإخوان ...

# الملايين تصب غضبها على النادي الأهلي ولاعبيه لأنهم لعبوا مباراة بطولة أفريقيا في نفس يوم حادث أسيوط وعلى الجماهير التي تشاهد المباراة على الرغم من أن نفس الشخص يتابع مباريات الدوري الإنجليزي لا أقول بعدها بيومين بل ربما في نفس اليوم وسيذهب إلى عمله غداً لا يبالي بما حدث وهو يطالب لاعبي الأهلي بأن لا يذهبوا إلى عملهم !! ...

# سياسي يدعي الثورية وإعلامي خائن للمهنة تشيل النائب العام يقولك مش قانوني ، تسيبه يقول فين تحقيق مطالب الثورة ، تشيله بالقانون يقولك تعدي على الدستور ، تأسس يطالب بالحل ، تحل يطالب بسرعة التأسيس ... إنهم لا يتوقفون عن التعريض والزمر مهما كان الطبال ومهما كانت الراقصة ....

# إدارة سياسية منفصلة عن الناس .. سياسي بذئ فكرياً .. إعلام الظياط الأعظم والذي يجعل شعبنا العظيم الذي لا يزال مدمناً للبانجو يعتقد بأن الفلسطينين يريدون أن يسيطروا على أرض سيناء مهملاً بذلك فكرة أنهم يقاومون العدوان من أجل استرداد أراضيهم فقط كل تلك السنوات الماضية ....

ربما نحتاج إلى فصل السياسة عن الحق فأما نستبدل السياسة بالحق لنتقدم وإما نظل كما نحن ...
 ولكن على الأقل لا نلوث الحق فلنتركه نظيفاً ولذلك أدعو خرفان الشباب من مختلف الأطياف " سلفي وإخوان وليبرالي وناصري وعلماني واشتراكي .. " إلى التفكير مجرد التفكير!!
 لقد سقط من قبلنا لأنهم لم يفكروا لا أطلب منكم أن تكونوا جميعاً كيان واحد فهذا يخسف بنا ولكن فلنتفق على الأقل في الحق .. فلنصل إلى الإنصاف يرحمكم الله ....

هذا التخريف والهذيان السياسي يجعلني أسأل أصدقائي الغير مسيسين في مثل تلك المواقف دائماً فأجدهم ربما يرشدونني إلي شيئ لا أراه  فأفهم ما يدور حولي وقد سألتهم وانتظرت إجابة تُشفي حيرتي ولكنني لم أجد سوى ... 

لا أرى يا صديقي شيئاً في الأفق
أما أنا وللأسف الشديد يا أصدقائي لم أعد أرى الأفق !!

بقلم : محمد مندور

23-11-2012 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق