expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الخميس، 27 ديسمبر 2012

من يحكم مصر ؟!؟!


 في ظل الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد يبقى الشعب نائماً لم يشترك بعد ولم يفهم بعد ما يحدث على الصعيد السياسي ويبقى المهتمون حائرون كلُ على حسب وظيفته داخل المطبخ السياسي ويظل السؤال المُحير يلعب بعقولنا " من يحكم مصر ؟!؟! "..

أعتقد أن هذا السؤال لو آتى إجبارياً في اختبار للشعب المصري سيدخل موسوعة جينيس كأكثر سؤال تمت إجابته إجابة واحدة وهي " المُرشد " ولو أنني كُلفت بتصحيح ذلك السؤال للشعب المصري لأعطيت الجميع نصف الدرجة لإجابة صحيحة ولكن ضيقة الأفق فمن الطبيعي أن يكون للمرشد العام للإخوان دور في حكم مصر فهو شيئ بديهي ولكن المقصد الحقيقي من السؤال لو أن الساحة خالية الأن من تراه يستطيع حكم مصر ؟! والغباء السياسي يحيط بالجميع ...

لقد أثبتت الأيام الماضية أن بالفعل الغباء السياسي يحيط بالجميع بداية من رئاسة الجمهورية مروراً بجميع الأحزاب والمعارضين والسياسيين ونهاية بكل خروف يمشي في قطيع ولا يكلف نفسه عناء التفكير وكشفت لنا أيضاً بكل وضوح عن حقيقة رموز سياسية مزيفة وطنياً لا تريد إلا الخراب ......

كانت البداية مع إعلان مؤسسة الرئاسة عن إعلان دستوري جديد يقضي بما تعرفونه جيداً وقد نتج عن ذلك تقسيم المناخ السياسي إلى مؤيد خروف ومؤيد يحسن الظن بالرئيس ومعارض لا يحسن الظن بالرئيس وجميعهم وطنيون وعلى الجانب الأخر وقفت مؤسستي الشرطة والقوات المسلحة موقف المُشاهد لاصطدام مصالحهم مع إعادة محاكمة الفاسدين التي نص عليها الإعلان الدستوري وتحرك الكارهون من المتلونين ، الطماعين ، المتغربين والفلول ضد الإعلان الدستوري ....

حدث ما حدث من حرق لمقرات الحزب الحاكم نظرياً وتدمير شامل بها في ظل تراجع الشرطة عن التأمين وكان لجماعة الإخوان المسلمين الحق حينها ووقف معهم جميع من وقفوا بجانب الإعلان الدستوري في البداية وجميع المعارضين الوطنيين ووقف الضّالون في صفوف الأعداء .....

مرت الأيام والمظاهرات تزداد والشارع السياسي في حالة هياج دائم فتجمعت القوى الإسلامية على قرار بإيضاح حجم كل فريق في البلاد في مظاهرة مهولة العدد لمناصرة الشريعة بتأيدهم للرئيس على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين وقفوا موقف الحياد من قضية الشريعة في الجمعية التأسيسية ولكنها قضية تستفذ جحافل الدعوة السلفية وتابعيها فوجب ضم القضية وتسمية المليونية مليونية " الشريعة والشرعية " ومرت بما لها وما عليها من حماقات ......

زاد الاحتقان فتم تصعيد الأمور على الجانب الأخر إلى اعتصام عند القصر الجمهوري في غياب للشرطة والجيش فصدر قرار دموي بفض الإعتصام بتكليف من جماعة الإخوان المسلمين لأفرادها وسالت الدماء وتأزمت الأمور أكثر وأكثر .. .... إلي أن حدثت لعبة الإستبدال بذكاء سياسي من أشخاص معدودين !!!

فرح المعارضون أشد فرحة فقد انتصروا - جتكوا خيبة - لقد تم تعديل الإعلان الدستوري بعد ما أصبح بلا فائدة فلا دعاوى قضائية تهدد التأسيسية الأن وبالطبع بعد ما ارتفع سقف المطالب في مواجهة الديكتاتورية النظرية أصبحت التأسيسية شيئ ثانوي وأصبح إرجاع الديكتاتور عن قراراته هي القضية الأولي - مبروك عليكم الخابور - !!!! ..

عزيزي القارئ أدعوك لقراءة الفقرات الماضية مرة أخري وإجابة سؤالي " من يصلح لحكم مصر ؟!! " في ظل ذلك العته السياسي المشترك بين جميع القيادات ...

عندما بحثت في تاريخ الحُكام المسلمين وجدت الكثير من الحُكام الصالحين ولكنني انبهرت بالفاروق عمر - اللهم ارزقنا مثله -   كان عمر يقول " أشكو إلى الله جلد الفاجر وعجز الثقة " وعندما أُطبق تلك المقولة على زماننا أجد أن الفاجر قد ظهرت صورته كالشمس وظهر فُجوره بيّناً واضحاً للجميع ....

 فالعلماني قد أفصح عن معتقداته ، الطماع ، الفلول ، القاتل والسارق . الجميع قد أفصح عن حماقاته !!
ولكني لم أستقر بعد على أهل الثقة حتى أتأكد من ضعفهم .. للأسف الشديد لم أجد من يعمل من أجل مصر إلا أقل القليل من الشخصيات السياسية فلنا ولمصر الله ........ 
  
إن مصر في أزمة حقيقية للأسف الشديد في ظل استمرار المناخ الضبابي فيما يخص السياسة فالمواطن المصري لا يعرف الصالح من الطالح لا يعرف كيف تُحاك المؤامرات لا يعرف شيئاً غير الظاهر والظاهر كذب ونفاق ...

ولكننا إذا أردنا أن ينصلح الحال وتستقر أوضاع البلاد فما علينا سوي توسيع منظومة من يعمل من أجل مصر وفتح الباب أمام الأعضاء الجدد للتسجيل حينها فقط ستنصلح الأحوال ولكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه فلن نتقدم خطوة واحدة وسنظل في نطاق الصراع اللانهائي بين الحق المزيف والباطل الحقيقي أما الحق الحقيقي فله رب يحميه !! ...

ربما تقرأ هذا المقال قبل يومين من الإستفتاء علي الدستور الجديد وربما تقرأه يوم الإستفتاء ودعني أعترف هو لن يفيدك في شيئ فيما يخص الدستور سوي جملتي القادمة والتي لا أتمني أن يقتنع بها أحد " منذ بداية الثورة وأنا أسير علي مبدأ واحد وهو حرمة الدماء فأينما سالت الدماء وقفت حداداً لها وامتنعت عن الإشتراك فيما يصاحبها من عته سياسي " .....

حزنت كثيراً بعد ما تنازلت عن مبادئي وشاركت في انتخابات مجلس الشعب الماضية والدماء تسيل في محمد محمود ولكن كان لي أسبابي فكنت أعرف عدوي جيداً والذي كنا نريد التخلص من قبضته وكنت أعرف القاتل والمقتول ...

أما الأن فالدماء تسيل ولكن من القاتل ؟! ومن المقتول ؟! .....

سأقاطع ذلك الإستفتاء رغم تحمسي الشديد قبل ذلك للتصويت بنعم رغم بعض العيوب في الدستور إلا أنها قابلة للتقييد أو التعديل في مجلس الشعب القادم لذلك لو لم تكن تلك الدماء قد سالت لكان يشرفني أن أقول نعم !! ....

عزيزي القارئ أرجو أن تغفر لي حالة التوهان التي تصاحب هذا المقال لأنها بالفعل هي حالة عقلي وحالة عقول جميع أصدقائي ممن لا يجدون فريقاً نظيفاً يستطيعون الوقوف في صفوفه .....

أعدك أن لا أكتب مرة ثانية وعقلي بتلك الحالة فإما أستطيع أن أفهم أسباب ما يدور حولي فأكتب عنه وإما أسلك مسلكاً أخر في كتاباتي ....

بقلم : محمد مندور
13-12-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق