expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الاثنين، 30 يونيو 2014

لكن الله يعرفهم ..


استقل القطار في الصباح الباكر من المركز التابع له قريته بصحبة زوجته متوجهاً إلى مدينة الأسكندرية ..
لا يملك في جيبة إلا ثمن تذكرتي العودة في هذا القطار الذي يسبب آلاماً في العمود الفقرى على المدى القريب تشعر بها بمجرد نزولك من القطار ! بالإضافة إلى بعض الأموال القليلة والتي استطاع تدبيرها خلال الأسبوع الماضي من عمل إضافى في أرض أحد الأقارب ..
نزل من القطار في الأسكندرية واستقل قدميه للذهاب إلى منطقة المنشية تلك المنطقة الملعونة ...
ولده الوحيد اعتقل ظلماً من المدينة الجامعية لنشاطه الملحوظ في رفض الظلم ولم يكن هو ليظلمه فقد ازداد شرفاً بأن يكون ولده أحد الأبطال ولكن !! ..
ظل يبحث عنه .. ينتقل من مكتب إلى مكتب ، ومن ضابط إلى أمين شرطة ، ومن مُحضر إلى كاتب إلى قاضي ليعرف أين ولده وهل وصل إلى المحكمة ليحضر جلسته أم لم يصل بعد ..
لم يستطع أن يعرف شيئاً فقاده الأمل ناحية تجمع بعض الأشخاص في انتظار خروج ذويهم من حجز المحكمة ..
ظل واقفاً بجانبهم تحمل زوجته في يديها حقيبة متهتكة بها زجاجة مياة وبعض عبوات العصير وبعض الأرغفة التي استطاعت تدبيرها لتعطيها لولدها يستعين بها على تلك الرحلة الشاقة ..
خرج هذا فحياه الكثير ممن يعرفونه والتقطوا له الصور وحياهم بالمثل ، وهذا خرج فواساه الجميع بعد أن تم الحكم عليه وكان في انتظارة عشرات المحبين ..
وهذا يقف بجانب زوجته يبحث بقلبه بين الأحرار عن ولده فلم يجده !
انتهي اليوم بالنسبة للكثيرين .. منهم من فرح ومنهم من حزن قليلاً ومنهم من اعتاد على هذا المشهد فلم يشعر بشيئ !
أما هو فلم يستطع رؤية ولده ، ولم يستطيع تخليد ذكراه أثناء خروجه في صفوف الأبطال ، ولم يستطع حتى معرفة إن كان قد حضر أم لا ، ولم يستطع أن يعرف حتى الحكم الصادر تجاهه ..
ربما لم يستطع توكيل محامي لولده من الأساس ..
استقل القطار عائداً إلى منزله تتملكه حسرة وقهر يخفيه عن زوجته التي لم تتوقف عن البكاء بعد أن خاب أملها في رؤية ولدها اليوم ..
وظلت عين الله تراقبهم ولو نزل وحياً لأخبرهم بأن الله يعرفه وما نفعه بمعرفة العباد ؟!


محمد مندور 
26- 6 - 2014 

الجمعة، 27 يونيو 2014

قبلة الحياة


استيقظت من نومها أو ربما شبه نومها فقد كانت ليلة صعبة للغاية قضتها تفكر فيما تستطيع أن تفعل فلم تصل إلى شيئ سوى ..
ركعتين قبل الفجر أخبرت فيهم ربها بكل شيئ ! ..
أعدت نفسها للرحيل بعد أن ارتدت أفضل ما لديها وجعلت فتاتها الصغيرة ملكة جمال فاليوم هو النطق بالحكم في قضية زوجها المعتقل منذ أشهر ...
لم تتخيل سيناريو اليوم فقد تركته للقدر ..
ربما تستطع أن تراه أو ربما ترمقه بنظرة خاطفة أثناء ركوبه عربة الترحيلات أو ربما لن تستطيع في تلك المدينة الملعونة ..
سيخرج ؟! ربما ..
ربما تنعم بصحبته مرة أخرى وربما تطول المدة فلا تستطيع ! ..
على غير العادة استطاعت أن تصل إلى مقر احتجازه داخل المحكمة ، اقتربت من المقر تسيرها روحها لا قدميها وشعرت بالدفئ فقط للقرب !
جائت الانفراجه وانزاج السجان قليلاً فاستطاع أن يشير إليها فاقتربت في زحام غير عادي من المشتاقين له ولغيره من الأحرار ..
استطاعت أن تصل وتمد يديها إليه فالتقفها وضم أصابعها ليقبلها قبلة سرت في جسدها بأكمله وصنعت به مفعول السحر ..
هنا تقبل الأرواح بعضها البعض ..
زادت الانفراجة وفي غياب من السجان مد يده فقبلتها قبلة ألهبت حرارتها ما يكفي لانشطار نووي ..
ظلت تنظر إلى مقر احتجازه باسمة ، تنظر إلى الجميع وتبتسم ربما تريد منهم أن يشعروا فقط بما شعرت به ..
انصرفت بعد أن ودعته وهو يركب عربة الترحيلات متوجهاً إلى معتقله مرة أخرى قبل أن تعرف تفاصيل الحكم عليه ..
عادت إلى بيتها في انتظار اتصال من المحامي ليخبرها بما سيمنحها الحياة ..
فأخبرها أنه تم الحكم باعتقاله عدة سنوات أخرى ..
لم تستطع إلا أن تعانق وحدتها ليلة أخرى ثم تقوم قبل الفجر بدقائق لتخبر ربها بكل شيئ ! وحده هو من يستطيع ..

محمد مندور 
25-6-2014

السبت، 14 يونيو 2014

الرحلة الملعونة


اعتاد أن يقول الحق منذ بداية إدراكه أنه من الواجب عليه ذلك وازداد تمسكه بذلك خاصة في الأوقات التي يرى فيها أعداد المتقاعسين عن ذلك تزداد ..

كتب يسقط حكم العسكر في الوقت الذي كانت أغلبية القوى الإسلامية تدعو إلى الجلوس مع المجلس العسكري لاستلام السلطة منه ..

كتبها على حقيبته ليريها للعالم كله ..

كان يسير بها بكل حرية يتحمل مضايقات الناس والتي ازدادت بشكل ملحوظ مع تولي الرئيس محمد مرسي مسئولية البلاد ..

تركها اقتناعاً منه بأن العسكر لم يسقط حتى عاد العسكر مرة أخرى ولكن تلك المرة لم يكن الأمر يتضمن مضايقات الناس فحسب فالأمر قد يصل إلى الاعتقال أو ربما القنص ! ...

تركها كثيراً خشية ذلك وعاد إليها يوماً لحاجته أن يحمل فيها بعض متعلقاته ..

استيقظ مبكراً ليذهب إلى الجامعة واستقل القطار محتضناً حقيبته ليخفي ما كُتب عليها ..

جلس يراقب عيون الناس ويغلبه إحساس أن الجميع ينظر إليه فشغل نفسه بالاستماع إلى الحوارات الدائرة بين الناس حتى لا يرتاب في أمره أحد ..

كالعادة بعد الثورة الجميع يتحدث في السياسة بعلم وبدون علم حتى الطبقة الكادحة التي لا تكاد تجد من الوقت كي تعرف شيئاً ربما فقط يسلمون أدمغتهم لوسائل الإعلام ساعة أو ساعتين أخر النهار بعد يوم عمل شاق ...

بدأ الحوار بين اثنين من الموظفين بعدموا تناجوا قليلاً في متاعب العمل وقلة الحيلة والمرتب !
تحدث أحدهم في البداية عن من حكموا مصر خلال العصور الماضية وقد رأى أن جميعهم يتفوقون على الأخير بتاع الإخوان ! ..

فعبد الناصر هو زعيم الأمة وهو صاحب فضل المعاشات ، وأراضي الفلاحين ، ووحدة الصف العربي ، هو من أنشأ السد العالي صاحب الفضل علينا والذي نحيا من خيره إلى الأن ، الرئيس الذي ضحى بنفسه من أجل مصر .. ، الرئيس الذي خانه الإخوان المسلمون أعداء الوطن وحاولوا اغتياله في حادث المنشية ..

أما السادات ذاك الأسد بطل الحرب والسلام ، صاحب انتصار أكتوبر العظيم ، وصاحب الانفتاح الاقتصادي المصري الرهيب ، هو من سحق اليهود ، وهو من قرر التوقف عن سحقهم ليضمن السلام وليحافظ على دماء المصريين !
والذي اغتاله في نهاية الأمر الإخوان أيضاً بفكرهم اللعين فهم أصحاب فكر إرهابي لا يتوقف ...

وعلى الرغم من أن مبارك رئيس مخلوع قامت عليه ثورة أو انتفاضة والتي أصبحت بعد ذلك انتكاسة قام بها جيل جاهل من الشباب إلا أن الشعب كان يعيش في عصره ويسافر ومن كان يريد عمل كان يجد .. إلخ

جائت سيرة مرسي فانقلب الحال ..

هذا الخائن الذي باع البلاد لجماعته وحزبه ولفرعه الإرهابي الأخر الذي ساعده في الهرب من السجن " حماس " حيث كان يرد لهم الجميل فيصدر لهم الغاز الطبيعي والكهرباء ليل نهار ونحن هنا لا نجد لمبة الجاز ..
وقد فضحنا أمام العالم باللعب في الساعة والبتاع وأصبحت صورة مصر أمام العالم سيئة للغاية بعد أن حكمتها الجماعة الإرهابية ..

كما أنه مسئول عن اختطاف الجنود وقطع الكهرباء وازدحام الطريق وضعف المرتبات وتخيل أن الأمر وصل أنه يريد تغيير الديانة الإسلامية حسب رؤية الإخوان وطبعهم ونسى هذا التعيس أن مصر هي بلد الإسلام وأن الشعب المصري متدين بطبعه ..
ناهيك عن الأعمال الإرهابية التي تحدث في سيناء وولائه لحماس على حساب إسرائيل وأمريكا ..
والكثير والكثير الذي لن يسعفني الوقت لتذكره ولا لذكره ..

ولكن حمداً لله أن السيسي أعاد للشعب هيبته ورماهم في السجون وسحقهم في رابعة هذا الاعتصام المسلح .. بلا بلا بلا !

كان صديقنا يبدي علامات الارتياح على وجهه حتى لا ينتبه إليه أحد وينعتوه بأنه إخواني !

إلا أن سحنه الموظف الأول قد تغيرت فاخضرت واحمرت واصفرت جراء مكالمة جائته من زوجته تبلغه فيها أن ابنه تم القبض عليه من الشارع كمتهم سياسي محسوب على الجماعة !

اذبهل الرجل قليلاً وهو ما جعله يتسائل كيف يتم القبض علي ولده كإرهابي وهو يدخن السجائر ويشرب المخدرات أحياناً ولا يملك أي وعي سياسي ولا علاقة له بما يحدث من قريب أو بعيد ..

لم يترك الموظف الأخر الأمر يمر دون وضع بصمته فقد رأى أن الداخليه معذورة الإرهابيين ملوا الدنيا ..

الداخليه بتاخد أي حد اشتباه ولو ملوش دعوة بحاجة بيخرجوه !! ..

توقف القطار في المحطة قبل الأخيرة ، نزل صاحبنا محتضناً حقيبته يتلفت يميناً ويساراً حتى وصل إلى الكلية ..
ونزل الموظف هو الأخر مسرعاً يبحث عن ولده ..

انتهي اليوم وقد عاد صاحبنا إلى منزله سالماً بعد مشاركته مع زملائه في الجامعة في فاعلية ضد الانقلاب العسكري

وظل الموظف طوال اليوم يبحث عن ولده حتى وجده في مديرية الأمن وانتظر عرضه على النيابة في الصباح .. 

وفوجئ بأنه تم حبسه احتياطياً لمدة خمسة عشر يوماً على ذمة قضية ! ثم تم ترحيله إلى السجن ..

مرت الأيام والموظف كما هو رغم ما حدث وربما اقتنع أن ابنه هو المخطئ لأنه قرر السير في الشارع !!

ربما كان للقدماء المصريين نظرة مستقبلية حيث كانوا يرسمون الأشخاص برؤوس حيوانات وربما يكون هذا الموظف من هذا النسل المهجن الذي عاد في الانتشار مؤخراً ..

على الرغم من أن الرحلة ملعونة بكل ما فيها إلا أن ربما فيها من الخير غير أن صاحبنا عاد سالماً ..

وهو أن ذلك الشاب الذي اعتقل ظلماً خرج بعد فترة ما شخصاً مختلفاً وهذا ما سيدعو الحيوان المدعو والده إلى إنكار نسبه في الغالب !


محمد مندور
14-6-2014 

الثلاثاء، 10 يونيو 2014

بحلم لو عاد الإخوان


علمتني الحياة أن من شيم الرجال في الأوقات العصيبة التي تشتد فيها المعركة بين الحق والباطل عدم مشاركة الجلاد في ذبح الضحية حتى لو كانت الضحية تدافع عن الحق بشكل خاطئ ..

أنت تدافع عن القضية لا عن من يحملونها وإن كان دفاعك عنها يتضمن الدفاع عن من يحملونها معك ..
والتجرد للحق يجعلك لا تدافع عن باطل يفعلونه خلال المشوار بل من الواجب عليك انتقاده وردهم إلى الطريق الصحيح ..
إلا أن اختيار الوقت والطريقة المناسبة هو ما أتحدث عنه ...

إذا أسقطنا هذا على ما نحن فيه سنجد أننا أمام ضحية تتمثل في جماعة الإخوان المسلمين وأتباعهم وجلاد يتمثل في السيسي ومن وراءه العسكر بدولتهم العميقة بأتباعهم من أنجس خلق الله ..
وأمام قضية نبيلة تتلخص في رد ظلم نظام عسكري يتحكم في مجريات الأمور في البلاد لمدة تزيد عن الستين عاماً ...

وقد عاهدت نفسي على عدم التحدث عن أخطاء الإخوان المسلمين رغم كثرتها لحين إنهاء المعركة بين الحق والباطل ..
إلا أن ما يحدث منهم إلى الأن أصبح فوق طاقة تحمل أي أحد ..

أفجعتنا الجماعة منذ فترة ليست بالطويلة ببيان لا تستطيع مع قرائته الحفاظ على ما تبقى لديك من صبر وحسن خلق وكأنهم ما زالوا لم يراجعوا أنفسهم عن دورهم طوال الفترة الماضية ..

تناسوا كل شيئ وتذكروا فقط أن يخبرونا ..
أنهم يكذبون تصريحات السيسي والتي تتضمن كونهم جماعة إرهابية وأنهم يسعون إلى تعطيل مصالح الدولة ومؤسساتها ..

لا أعرف أي إرهاب يتحدثون عنه وهل يعتقدون بالفعل أن ما يتبرأون منه دوماً من أفعال شباب وجماعات أخرى تهدف إلى الانتقام من الجلاد بالقوة هو الإرهاب ؟!

ستكون كارثة بالنسبة لي لأنني حينها سأطلب منهم رأياً واضحاً في بعض الجماعات التي تحمل نفس منهجهم وتقاوم الباطل بالقوة ..

أما فيما يخص تعطيل مصالح الدولة فهذا يجعلنا نتطرق لسؤال في غاية الوضوح .. ماذا تعتقدون فيما يخص المظاهرات سواء في الجامعات أو الشوارع ؟!
رجاء لا تخبروني أنها للتعبير عن الرأي ورفع وعي الشعب وتعريفه بالقضية لأن هذا يعد درباً من دروب الخيال بالنسبة لشعب يصنفكم كإرهابيين من الدرجة الأولى .. 

وفي ما يخص الشرح المبسط لمؤسسات الدولة كبرهان على فهمكم الواضح لها فهذا ليس له إلا أنه حشو زائد ..

تطرق البيان بعد ذلك إلى المرار الذي نعيش فيه منذ أكثر من ستين عاماً وسيطرة العسكر على جميع مؤسسات الدولة وهذا ما نعرفه جيداً وما نعرفه أيضاً في هذا السياق دوركم الذي لعبتوه في النضال ضد هذا النظام طوال الستين عام الماضيين بما له وما عليه !

وهو ما دفعنا لتصنيفكم من أهل الخبرة وهو ما ظهر عكسه تماماً في فترة كانت لكم فيها مقاليد الحكم .
ذكر البيان أن الدولة العسكرية وضعت الكثير من المعوقات وحاكت الكثير من المؤامرات ضد النظام القائم حينها مما أدى إلى سقوطه وهذا صحيح جداً ولكن ! ..

تناست الجماعة أن ترفق بالبيان خيبة ووكسة الإخوان المسلمين خلال ذلك العام ومساهمتهم بغبائهم في تسهيل ما حدث ..
وأنهم بالفعل يتحملون جزء من مسئولية ما وصلنا إليه الأن ..

بعد ذلك تحدث البيان عن ما يريده الإخوان المسلمون من حيث أن يعود الشعب هو السيد ، وإنهاء حكم العسكر ، وأنهوا البيان بالنهاية المعتادة

الضحية التي تضحي وتبذل من أجل مصر وترابها ونيلها ولا تنتظر من أحد شيئاً جزاء ذلك !

انتهى البيان
ثم تلى البيان موقفهم وتصريحاتهم خلال الانتخابات الرئاسية ، وكيف أن الشعب أسقط الفرعون بالمقاطعة وكيف أن رؤيتهم تؤتي بثمارها .. إلخ

ثم تلى هذا وذاك فيلم المندس !

انتهى البيان !

وسؤالي لمن كتبوه ..
إلى من توجهون البيان ؟!
هل إلى صفوف الشعب المصري العظيم الذي يصنفكم كإرهابيين من الدرجة الأولى ويستحل دمائكم وأعراضكم ليل نهار ؟!
أم إلى السيسي بدولته العسكرية والتي انقلبت عليكم وأنتم في سابع نومة ؟!
أم إلى المجتمع الدولي الذي يدعم الاستقرار والديموقراطية الوهمية المتمثلة في فوز السيسي بالرئاسة ؟!
أم إلينا نحن ؟!
أم هو بيض مش أكتر !

أعتقد أن السطر الأخير هو الأدق ! .. لذا هذا بياني فاقرأوه ..

شارك الإخوان المسلمون في معارضة النظام العسكري على مدار ستين عاماً ولا أستطيع أن أصفها بالشريفة على طول الخط فأحياناً كانوا ضمن المعارضة المحسوبة وكانوا يعرفون ذلك جيداً ..

شارك الإخوان المسلمون في ثورة الخامس والعشرين من يناير دون الإعلان عن ذلك ولكنهم شاركوا بشبابهم في الشوارع بالفعل ..

قدموا الكثير من الشهداء في الثورة وكانوا من أوائل المدافعين عن الميادين المصرية ضد العدوان الغاشم من قوات الشرطة ..

هم أول من دعوا إلى التهدئة والحوار والجلوس مع قيادات المجلس العسكري لتسليم الدولة ...

باعوا الثوار في جميع المعارك الثورية بداية من مسرح البالون إلى أحداث العباسية بادعاء أن العسكر دائماً كان يحاول جرهم للعنف وأنهم يسعون إلى المضي في المسار الديموقراطي ..

حاولوا الاستيلاء على جميع وظائف الدولة المصرية بنظام الحشو لا الكفائات ربما للسيطرة على مفاصل الدولة !
فازوا في جميع المعارك الانتخابية التي خاضوها بأساليب شرعية وغير شرعية والدلائل كثيرة ..

فازوا في الانتخابات الأكبر " رئاسة الجمهورية " بدعم كامل من جميع الشباب الثوري والأحزاب التي كانت تبدو محترمة آن ذاك ..

أيام قليلة مضت وبدأوا في لفظ الشباب وعدم الإحساس بالشارع وعدم احتواء السياسين الموجودين على الساحة ومخالفة الوعود والإدلاء بتصريحات استفزازية .. إلخ

الرئيس مرسي هو من عين عبد الفتاح السيسي وزيراً للدفاع ..
الرئيس محمد مرسي وجماعته هو من كانوا يأكلون رز باللبن مع الملايكة في حين أن السيسي ودولته كانوا يجهزون لانقلاب عسكري مكتمل الأركان ..
بدأ اعتصام رابعة العدوية وكان الإخوان مسئولون عن جميع الخراء الذي يتم على منصته ليل نهار ..
تم فض الاعتصام بالقوة وكانت تلك هي الخطوة الأخيرة ليرى من تبقى من بني البشر الصورة واضحة ويقوم بحمل القضية ..

من هنا والقضية ليست قضيتكم ولا نعمل بها نحن لندافع عنكم ولا أنتم من سيقول لنا كيف نمضي في الطريق ..
القضية قضية الحق والباطل وأنتم جزء منها كما نحن ..

ستون عاماً جربتم فيها كل شيئ إلا أن تكونوا رجالاً على قدر المسئولية
كفاكم لعب دور الضحية ، كفاكم اتباع نغمة الديموقراطية الحقيقية ومؤسسات الدولة فنحن في زمن اللادولة ، كفاكم خنوع ..

ستون عاماً في الصراع وعام في مقاليد الحكم كفيل لإثبات طموح العسكر ومخاوفهم وأنتم كما انتم !

أخر ما لدي بعض الأسئلة ..

ماذا لو تم فتح سبيل للتفاوض مع الدولة الحالية مقابل بعض المكاسب ستذكر حينها ؟!
ما هو التوقع لسيناريو قادم بعد استقرار دولتهم
ماذا لو عاد الزمن من جديد وعدتم لما قبل الانقلاب مذا أنتم فاعلون ؟!

أحلم حقاً لو عاد الإخوان للحكم ثواني لأثبت لنفسي ولهم أن لا خير في عقول شاخت وتحجرت والخوف كل الخوف من نقل العدوى لمن يقود الأن لأن البدايات لا تبدو مبشرة ..

محمد مندور
2-6-2014

الأحد، 8 يونيو 2014

مجتمع موازي لمجتمع عفن


وكأن الزمان يتوقف بعض الوقت وتنقسم الكرة الأرضية فعلياً إلى عدة مجتمعات لا يرى بعضها بعضاً ، صم بكم عمي !! ...
الغريب في الأمر أن ما بين المجتمعات وبعضها ليس اختلافاً مثلاً بل هو تناقض تام وليس بينك وبين عدوك بل هو بينك وبين من من المفترض أن يكون مثلك ...

بعد مهاجمة الداخلية مدعومة بجيش من البلطجية لهندسة الأسكندرية يومي 20 ، 21 مايو الماضيين وعلى الرغم من عدم تنظيم الصفوف وعدم وجود خطة صريحة غير الإيمان بالقضية الذي يملأ القلوب إلا أن هذا المجتمع الطلابي قدم ملحمة في صد هجمات تلك القوات المدعومة بالبلطجية ...

طال اليوم الثاني عن الأول واستبسل ذلك المجتمع وكثرت الإصابات وسالت الدماء على الأرض ...
والغريب أن المواطنين الشرفاء من المارة في المنطقة كانوا لا يمرون دون أن يقوموا بالواجب مع هؤلاء الطلاب الإرهابيين لدرجة رجل عجوز يخرج من مستشفى جمال عبد الناصر بـ " الجلابية الفلاحي " ويشارك البلطجية في رمي الطوب والاشتباك وسيدة أيضاً كانت تقوم بعمليات الكر والفر معهم ..

طوب ، رصاص ، خرطوش ، قنابل مسيلة للدموع لساعات متواصلة

عاد الطلاب إلى داخل الكلية من جديد لتجد أن كل شيئ كما هو لا شيئ تغير ينبأ عن أنك كنت تُقتل منذ قليل ..
مجتمع مختلف تماماً ...

مازال هذا يطعم هذة في فمها ، ومازال هذا جالساً يتأمل في رسمة هذا المبنى رغم صوت الرصاص الذي خرق جهته الخلفية ، ومازال من يدرس يدرس ، ومن يشرح يشرح ، كل شيئ كما هو إلا أنت ! ..

الجميع يستطيع أن يخرج من الكلية ليذهب إلى منزله إلا أنت لابد أن تبدل هيئتك لأنهم بانتظارك بالخارج منتشرين في الشوارع المحيطة ..

تذهب لزيارة أسرة أحد الأصدقاء الذين يقضون أفضل أيام شبابهم في المعتقلات فتغضب لدموع أم لم تتوقف وأنت لا تستطيع أن تقدم لها شيئاً ..
وربما تهزمك حشرجة صوت أب يقاوم الدموع من قهر الرجال ..

تنهي جلستك وتعود للشارع لتجد مجاذيب في كل مكان يرفعون صورته ويتراقصون بها ولم يشعر أحد بما شعرت به ..
ربما لأنه سبب فيه بشكل أو بأخر ! ..

تجلس لتتابع ما يزعمون أنها انتخابات لاختيار فرعون مصر القادم فترى ما لا يستحسن وصفه ..

مجتمع متخلف ، ربما منحل ، أو ساقط ، أو جاهل
أنصاف الرجال يتراقصون جمباً إلى جمب مع مجموعة من العاهرات لتأييد سفاح على دماء أخرين ..

كذب ونفاق وتدليس وإسفاف وإضف إليه أيضاً ما تجده مناسباً على جميع القنوات وفي معظم البيوت والشوارع ..

تتذكر من قبلة القاضي البهية لذلك السفاح مشوار المحكمة وانتظارك لصيق أخر أمام المحكمة لتراه من فتحات عربة الترحيلات أو إن صح التعبير تسمعه !
فتُسب ويُلعن أبوك وأمك وتُضرب من نفس تلك الأشكال الساقطة ..
رغم أنك لم ترتكب جرماً ! ..

يفوز السفاح فيجتمع المخنثون من أتباعه ليتراقصون على دماء شهداء ميدان رابعة العدوية ..
ربما أقر لهم أحد الشيوخ طالما الدم نشف وعدى عليه شهور العدة وكدا كدا دم خوراج يترقص عليه ! ..

تنظر في الوجه الأخر على ابتسامة شهيد فلا تجد ما يعبر عن ما تشعر به ..

مجتمع موازي لمجتمع عفن في الحقيقة فلا أوجه تشابه ولا مجال للمقارنة ..

أصبح تعايشهما معاً أمر في غاية الصعوبة ربما سينتهي الطريق في النهاية لصدام حتمي مباشر ..

لا أعتقد ان أحد يتصور أويتخيل تأجج دوافع مجتمعنا للانتقام غير من يعيش فيه !

اللهم ثبات !

اللهم نقاء !

بقلم : محمد مندور

29-5-2014