expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأربعاء، 5 مارس 2014

حزب النور وشيوخ الزور والدستور


حزب النور أو بشكل أعم الدعوة السلفية التي أسسها الدكتور ياسر برهامي ورفاقه ..
سمعت عنها في صغري وقد كان ما يميزهم ظاهرياً " لحيتهم ولباسهم " على الأقل عن الفصيل الدعوي الأخر " الإخوان المسلمين " أما في بواطن الأمور فكان هناك اختلافاً إلى حد كبير يلمسه من تعامل مع الفئتين ..

لم يدخلوا في نطاق ما يسمى بالسياسة مطلقاً قبل الثورة وإن كان فهو بشكل غير معلن وإجمالاً لقد عملوا في مجال الدعوة وتحملوا في سبيلها وقدموا تضحيات كثيرة ورغم أنهم نجحوا في الحفاظ على ثوابت دينية وعقائدية كثيرة كانت ستدهس بالأرجل وتكون طي النسيان بعد زمن ليس بالطويل ..
إلا أنني أرى بوجهة نظر شخصية أنهم لم يصلوا إلى الطبقة التي تستحق منا المجهود والعمل الدؤوب وهذا فشل ذريع ... !!

ربما لأنهم لا يجارون العصور ولا يحاولون التقدم مع الأجيال أو ربما لأنهم لا يستطيعون الإبداع في الإسلوب الدعوي بما يجعلهم قادرين على التواصل مع مختلف القلوب .. في الوقت الذي يصل فيه غيرهم ! ومن شدة تأخرهم عن الركب ربما يسُب أحدهم من وصل دونه إن فرط قليلاً في ثوابته ليصل إلى قلوب الناس رغم أنه لم يحاول الحفاظ على ثوابته والوصول إلى الناس في ذات الوقت أو علي الأقل استلام تلك القلوب منه والعمل عليها ..

عيب كبير أن ترى أن من  دونك سراب ! .. أنت المحافظ وغيرك الهلاسون !!

كل ذلك مع الوقت ينمو ويزداد ليصل بقلوب البعض إلى مرحلة حمل الكره والضغينة ..
وهذا ما وصلت إليه قلوب الكثيرين منهم للأسف الشديد !! ..
ولكن أيضاً إحقاقاً للحق لقد غرست الدعوة في شباب التيار الإسلامي عموماً مبادئ وثوابت عظيمة يتبعونها الان ...  الغريب في الأمر أن من غرسها تخلى عنها أما من غُرست فيه فيشد عليها الأن ..
إنه سمو المبادئ ودنو الأشخاص ..

قبيل ثورة الخامس والعشرين من يناير لم يخرج منهم موقف موحد تجاه المظاهرات وانتفاضة الشعب ..
ولكنها كانت مواقف فردية فمنهم من سب الشباب ، ومنهم من قال شباب يثور من أجل حشاش " خالد سعيد " ، ومنهم من جمع تلاميذه في أطول درس عرفوه من الظهر حتى العشاء ليضمن عدم نزولهم ومنهم من أباح النزول ومنهم من نزل ..

على الرغم من تأكدنا من أنه " وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ "
وعلى الرغم من أننا كنا نريد الوصول إليها بالتدرج وأن لا سبيل لهذا إلا بدخولنا معترك السياسة
إلا أنهم كانوا يأكدون دائماً أن الديموقراطية كفر وإن الإخوان المسلمين خسروا على مدار ثمانين عاماً..
فقط لأنهم قبلوا الحياة السياسية ... 

بعد ذلك بفترة ليست بالطويلة أنشؤوا حزب النور !! ..
وبدأوا في الاستفادة من الثورة التي كان معظمهم ضدها من قبل ..

بعد إسقاط مبارك أو إن صح التعبير بعد تمثيلية إسقاطه أصبحنا في أحضان حكم مجلس عسكري ساقط .. 
اتضحت لنا الأمور وضوح الشمس فبعد الحروب التي خاضها الجيش المصري ضد الشعب المصري كان هناك يقيناً بأنه مجلس قاتل يجب رحيله هكذا نظرنا نحن !! ..

أما هم في تلك الفترة فكانوا من أقرب الأقربين لمجلس طنطاوي ..
سخروا إعلامهم وبياناتهم طوال تلك الفترة للذم في شباب اليسار ومن يناضل معهم من شباب التيار الإسلامي ..
سمعنا عن التمويلات الأجنبية وتدخل أمريكا وسمعنا عن خيانة الثوار للوطن والمواقف كثيرة لمن يريد الإطلاع لأن المقال لا يتسع لذكرها ..

عندما تأسس مجلس الشعب رأينا كوادرهم التي ترهب الأبصار .. كوادر غير مؤهلة وشخصيات لا تفقه شيئاً في شيئ إلا من رحم ربي ..

جائنا رئيس بانتخابات شرعية أذكر أنها الموقف الوحيد الذي يُحسب لهم فقد حاولوا الوقوف بجانب الأصلح بعد دراسة من وجهة نظرهم ..
إلا أنهم زينوا عملهم بخراء ليس له مثيل عند جلوسهم مع المرشح الفاسد أحمد شفيق ليأخذوا عليه العهود ويستحلفوه بالله بأن لا يستحل دماء الإسلاميين وأعراضهم عند فوزه ..

بعد فوز الدكتور محمد مرسي بدأت في مصر فترة من المفترض أنها لنهضة مصر ورفعتها .. و سواء كان الإخوان استهانوا بالسلفيين وأبعدوهم عن السباق على الوزارات أو نواب الرئيس ومستشاريه أم لا فإن السلفيين " حزب النور " للمرة الأولى في تاريخهم يتبنون الفكر الثوري .. كانوا جيفارا في عصر الإخوان حتى سقطوا ...
فأصبحوا كأي شيئ تود أنت أن تصفهم به وحاول أن تنتقي ألفاظاً نابية " ..... "
بجانب بالطبع الفئة التي كانوا يتملصون منها دائماً والتي خلقت مع النظام فزاعة الإسلاميين كقنوات الناس والحافظ وغيرهما ..

حتي تلك اللحظة كان جميع السياسيين يتخبطون في قراراتهم بما فيهم الأحزاب الإسلامية بأسرها ..
إلا أن ماحدث بعد ذلك غير موازين كثيرة في الحكم على الأشخاص ...

على الرغم من سكوتهم عن الحق قبل ذلك وقربهم الشديد من العسكر ووقوفهم المتكرر في وجه الثوار وضدهم بل ورميهم بالتهم الباطلة جرائم تُعاقب عليها الثورة ومنافية تماماً لمبادئ عظيمة زُرعت فينا من قبلهم ....
إلا أننا من الممكن أن نعتبرها سنة أولى ثورة " مسموح بالهرتلة " أما الأن وبعد أن اتضح كل شيئ وزاد الظلم وارتفع فوق كل شيئ غيرمقبول أن تتعدى قذارتهم كل شيئ فقد أصبحنا نرى " مضاجعة في مزبلة "

# صرحوا وأعلنوا أن ثورة 30-6 ثورة شعبية خالصة على الرغم من أنهم يعرفون جيداً دوافعها وأنها إن كاتب شعبية فهي مأجورة ومدفوعة بتوجيهات أمنية وقد عادوا بعد ذلك للإعتراف بأن الدولة ظلت في إيدي رجال الأعمال والقانون والجيش والشرطة ولذلك قرروا أن ينضموا إليهم !! لينقذوا مصر ..

# انضموا إلى الفريق الشيطاني الذي تجمع لوضع خارطة الطريق أي " جهنم " ما نحن فيه وبالطبع استخدمتهم القيادة العسكرية في عمل غطاء ديني ومباركة لجريمة شنعاء حدثت بعد ذلك ..

# حدث ما حدث في ميدان رابعة العدوية ومات من مات وأُصيب من أُصيب واعتقل من اعتقل وبقوا هم يأكدون على أنهم نصحوا الإخوان بفك الاعتصام ولكنهم رفضوا !! .. لم تهتز لحية فيهم لترد غيبة إخوانهم عندما تم وصفهم بالقتلة وأنهم كانوا يملكون الأسلحة الثقيلة تحت منصة رابعة العدوية ..

حتي تلك الفترة كانت تلك المواقف هي الأسوء منهم أما ما بعد ذلك فحدث ولا حرج ..

يري الجميع ما يحدث في مصر الأن من قتل وسحل وتعذيب واعتقال في الشوارع لكل من يحاول أن يعارض أو يقول كلمة الحق ..
في مصر وعلى عكس كل العالم المخالف للرأي حينها يصمت ويغمض عينيه عن ما يحدث ..

أما حزب النور فلم يكفيهم ذلك بل أخرجوا ألسنتهم لتفصح عن قذارات قلوبهم ..

لن أذكر لك مواقفاً بل حاول أن تبحث أنت عن تعليقاتهم علي جميع الأمور في الفترة الأخيرة حيث تبدأ نجاستهم من  قولهم بأنهم حقنوا دماء رجال دعوتهم إلي أن نساء الإخوان يتلفظون بألفاظ نابية ..

وتبدأ نجاسة أفعالهم من الدعوة للتصويت بنعم على الدستور رغم تزويره بعد إقراره ورغم سحب مادة الشريعة التي كانت دونها الرقاب إلى مشاركة الأجهزة الأمنية في الإيقاع بالشباب ! " الاعتقال ..

لن أحاول أن أثبت لك أن موقفك خاطئاً من الناحية الدينية رغم جهلي وعلمك ولكنني سأقول لك شيئاً واحداً عند الله تجتمع الخصوم ..

أكملوا مسيرة الضغينة ، أكملوا مسيرة النفاق ، أكملوا مسيرة القذارة ...

أصبحتم الأن في كفة بالنسبة لي وللكثيرين توازن كفة شيوخ السلطان " الأزهرين " إلا من رحم ربي إن لم تكونوا في كفة السلطان ..

لكم دستوركم الذي وضعتموه مع حثالة المجتمع ولنا قضيتنا ولنا ثورتنا ولنا طريقنا الذي سنكمله وحينما ننتصر سواء في الدنيا او أمام رب العالمين لن نغفر لكم ما فعلتموه ومازلتم ..


لا يحزنني أولاد القحبة بل يحزنني الذين يجب أن لا يكونوا أولاد قحبة 

محمد مندور 
18-1-2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق