قامت الثورة واندلعت شرارتها بعد أن عانى الشعب المصري قرابة الثلاثون عاماً من الذل والقهر ونهب الثروات
وجميع صورالظلم التي يمكن أن تراها في حياتك وبقيامك بعملية حسابية بسيطة لقدرة
هذا الشعب على القيام بالثورة وقدرة حكومة النظام السابق على ردع هذا الشعب تجد
تفاوتاً كبيراً في النسبة بينهم وتفوقاً بالطبع في صالح الحكومة التي استطاعت أن
تُسكت هذا الشعب ثلاثون عاماً وأكثر ...
ولكنها كانت معجزة ربانية أن يتفوق مجموعة من الشباب العُزل على قوات
الأمن التي لا تعرف الرحمة طريق إلى قلوبها قط وانتهت الثورة وسقط الفساد وبدأت
عملية محاكمة الفاسدين السابقين وبالرغم من أنها تحركت بصورة بطيئة في البداية
ولكن الحمد لله أنها حققت حتى الأن نسبة كبيرة من العدالة في استدعاء هؤلاء
الفاسدين للتحقيق معهم ...
وكنتيجة طبيعية للثورة تجد مصر بمواردها التي نُهبت ومشاكلها الكثيرة
واقتصادها الفقير ومشاكلها الصحية والسياسية والأمنية وألخ ....
الجميع فيها ينتظر " سوبر مان " الذي سيأتي لينقذ مصر من تلك المحنة وبالتأكيد هذا " السوبر مان " لا يوجد إلا على شاشات " سبيس تووووون " ...
الجميع فيها ينتظر " سوبر مان " الذي سيأتي لينقذ مصر من تلك المحنة وبالتأكيد هذا " السوبر مان " لا يوجد إلا على شاشات " سبيس تووووون " ...
خوف كبير من المستقبل وتذكر لبعض ألام الماضي كفيل بأن يجعل الشعب
يفقد الثقة في جميع مرشحي الرئاسة القادمين وجميع مرشحي أي منصب في أي مكان داخل
مصر فنحن نرى على سبيل المثال " عمر موسي " رجل عجوز من بقايا النظام
السابق فقد عمل وزيراً للخارجية سابقاً وأيضاً لم يقدم شيئ للوطن العربي أثناء
قيادتة لجامعة الدول العربية ....
أما " البرادعي " فقد عاش خارج البلاد معظم حياته وله علاقات مريبة مع إسرائيل وشخص علماني وكان السبب في غزو العراق ....
وإذا ذهبت إلى السيد " مصطفي الفقي " المرشح لشغل مكان أمين عام جامعة الدول العربية ستجد أول تعليق أنه كان ينام في اجتماعات مجلس الشعب في الحكومة السابقة !!! ..
أما " البرادعي " فقد عاش خارج البلاد معظم حياته وله علاقات مريبة مع إسرائيل وشخص علماني وكان السبب في غزو العراق ....
وإذا ذهبت إلى السيد " مصطفي الفقي " المرشح لشغل مكان أمين عام جامعة الدول العربية ستجد أول تعليق أنه كان ينام في اجتماعات مجلس الشعب في الحكومة السابقة !!! ..
أراء كثيرة وتوجهات متعددة لها جميعها كامل الأحترام وأتفق مع البعض
منها ولكننا بتلك الطريقة لن نجد من يرضينا لقيادة مصر في الفترة القادمة لأننا
أغفلنا جزءاً هاماً للغاية في تلك المرحلة فكيف نطلب " سوبر مان " لقيادة
مصر ونحن مازلنا لا نستحق هذا الكائن الخرافي .....
إذا كان " مصطفي الفقي " ينام في مجلس الشعب فكم من
المصريين ينامون أثناء تأدية عملهم كم عدد المرات التي نمت فيها خلال محاضراتك أو
مدرستك أو عملك ؟؟؟ أسئلة كثيرة لابد أن نطرحها على أنفسنا فكما يتم الأن محاكمة
الرئيس المخلوع بتهمات متعددة منها نهب الثروات لابد أن يحاكم كل منا نفسه على ما
فعله خلال الأعوام الماضية وما زال يفعله حتى الأن من أخذ رشوة ، ومن سرق ، ومن غش
في عمله ، ومن تكاسل عن خدمة وطنه ، ومن أضر بمصالح البلاد لابد أن نحاسب أنفسنا
حتى يكمل الله نعمته علينا بإنجاح تلك الثورة ولكي يرزقنا الله - عزوجل - بقائد
يرعى مصالح البلاد لابد أن نكون على قدر تلك النعمة...
الثورة لا تأتي كل يوم والنعمة إن لم تُحمد يكن ذلك هو عين الجحود
ولذلك دعونا نصحح من أوضاعنا وليبدأ كل فرد بنفسه أولاً ثم بأسرته وأصدقائه
وهكذا....
سنكون بذلك قد قمنا ببناء قاعدة صحيحة لشعب مصري كريم يستحق أن يرزقه
الله حاكماً يرعى مصالح البلاد وينشر الخير والرخاء ويجعل لدماء هؤلاء الشهداء
الذين ضحوا بأرواحهم نفعاً في قيام دولة مصرية عريقة كما كانت وكما ستظل إلى الأبد
...
بقلم : محمد مندور
3/5/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق