expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأحد، 15 مايو 2011

انتهى الدرس يا غبي


عندما شاهدت أحداث كنيسة إمبابة منذ بضعة أيام وسبقتها في بداية العام كنيسة القديسين بالأسكندرية وغيرها وغيرها أخذ هذا السؤال يُلح علي كثيراً ....
من يكون وراء تلك السلسلة من الأحداث التي لا تتوقف أيكون تنظيم القاعدة ؟؟ أم الجماعة الإسلامية ؟؟ أم عصابات المافيا ؟؟.....

في الحقيقة لم أجد تفسيراً منطقياً لتلك الأحداث إلا عندما قمت بمشاهدة مسرحية الفنان القدير محمد صبحي " انتهى الدرس يا غبي " ....

ممثل قدير ومسرحية عملاقة ولكنني عندما شاهدتها لم أشاهد العبقري محمد صبحي على خشبة المسرح ولم أجد أيضاً القدير محمود المليجي ولكنني رأيت مصر بشعبها ورأيتهم على المقابل ...

رأيت من يحملون في رؤوسهم ذلك الفكر الصهيوني اللعين لم يكونوا جميعاً ممن يدينون بالتوراة فقد كانوا من مختلف الديانات ولكن جميعهم يحملون ذلك الفكر والعالم بأسره يشاهد تلك المسرحية ....
حاولوا من خلالها إقناع العالم بمختلف الطرق بأنهم علي حق وبأن العيب فينا ولم نكن نحن سوى دافع لترسيخ ذلك المفهوم في أذهان الجميع بأفعالنا ....

تفجيرات بإحدي الكنائس فيتهم المسيحيون الجماعة الإسلامية والدعوة السلفية بالوقوف وراء الجريمة فتسرع جزارة الداخلية بالقبض علي بعض عناصرهم وتلصق بهم تهماً عديدة منها تنفيذ الحادث الإرهابي والعمل لصالح عدة جهات أجنبية مجهولة .. إلخ ....

ويشتعل الموقف وتخرج المظاهرات فالمشاحنات فالمشاجرات فالقتلى فالفتنة ويشاهد العالم هذا الشعب الإرهابي يقتل بعضه بعضاً ويحتفل هؤلاء الملاعين بإشعال نار الفتنة التي لم نكن فيها سوى فأر تجارب أو قرد يستخدم لإضحاك الناس في السيرك ثم يخرج علينا بعض الإعلاميين - مدفوعي الأجر-  بجانب بعض الفنانين من المسلمين والمسيحين معاً لنرى فيهم صورة الوحدة الوطنية في أوبريت جماعي ونغني ونرقص علي نغمات " يا حبيبتي يا مصر " فرحين بتماسك الشعب المصري وقدرته علي صد الفتنة .....

وتهدأ الأوضاع وتعود الأمور إلي طبيعتها بعد أن يوصلوا لنا وللعالم ما يريدونه وننتظر حدوث كارثة أخرى فسرعان ما تحدث ونعود إلي نقطة الصفر مرة أخرى لأننا حمقى ....

نعم بالفعل حمقى لأننا نحتفل وأثناء الإحتفال يحمل كل منا كره وضغينة لصاحب الديانة الأخرى تقدر بالجبال وينتظر الفرصة القادمة ليثبت للطرف الأخر أنه على حق فيذهب المسلم إلي منزله ليخبر أولاده أن الشخص المسيحي شخص أثم لا يستحق الإحسان ولا المعاملة الطيبة ويذهب المسيحي هو الأخر ليخبر أولاده أن الإسلاميين هم من يقتلونهم ويفجرون كنائسهم ...

لم نفكر يوماً من المستفيد من تلك الفتنة ؟؟ لم نفكر فيمن يحمل هذا الفكر الصهيوني اللعين ؟؟ هل سألنا أنفسنا لماذا يتم تفجير الكنائس ولا يتم تفجير المساجد بالمثل ؟؟ ....

الإجابة بالطبع لا تحمل ذماً في المسلمين لأنهم يقومون بالتفجير ولا مدحاً في المسيحين لأنهم ملائكة ولكن هذا هو مبدأ الفتنة فالمنطق يقول أن المسلمين هم أكثر عدداً وصورتهم هي الإرهاب أمام العالم فهم الوحيدون القادرون علي فعل ذلك العمل الإرهابي لذلك يتم تفجير الكنائس ....

صور كثيرة لإشعال نار الفتنة بين المسلمين والمسيحين فهنا تفجير وهنا تنصير وهنا اختطاف والنار تزداد اشتعالاً ومازلنا نحن الوقود والمحترقون في ذات الوقت ....

لقد اتفقنا بالطبع أن الحل لا يكمن في عمل احتفالية ضخمة في التلفاز لنظهر عظمة الوحدة الوطنية ثم تخرج المظاهرات علي الفور لرفع الهلال مع الصليب !!!!! .

تلك المظاهرات ما هي إلا دليل علي استمرار الفتنة....

نستطيع أن نقول أن الفتنة ستنتهي عندما نربي أولادنا علي الدين الصحيح سواء كان الإسلام أو غيره فجميع الديانات نزلت من عند المولى عزوجل وجميعها تدعو إلى حسن معاملة أصحاب الديانات الأخرى ، ستنتهي الفتنة عندما نعامل الأشخاص لشخصهم وليس لديانتهم ، ستنتهي الفتنة عندما يعمل كل منا في دعوته ونترك من يريد أن يتنصر ليتنصر ومن يريد أن يسلم ليسلم فلهذة حدود شرعها الله وللأخرى حدود أيضاً ، ستنتهي الفتنة فعلياً إذا حولنا الشعارات إلي أعمال لا أقوال ...

إذا حاولنا البحث وراء كل جريمة تحدث بعين حيادية وربطنا الأحداث بعضها ببعض فأستطيع أن أقسم لك أن ما حدث تفجير أو عمل إرهابي إلا وتلاه جريمة سياسية بشعة أرادوا أن يلهونا عنها ...

لا تتساوى التفجيرات مطلقاً فالأكثر فاعلية وتأثيراً هو تفجير الكنائس لما يحيطه من مناخ نشترك فيه يسهل كثيراً ما يحدث وهو أخر ورقة مرئية لنا في مقامرتهم وإذا أردنا إخراج الكنائس من اللعبة فلابد أن نغير ما تحدثت عنه مسبقاً حينها سيبحثون عن شيئ أخر !!

وأخيراً وليس أخراً ....

عندما أفاق القدير محمد صبحي في نهاية المسرحية وعاد إلي عقله قال جملة شهيرة " إذا كان الإنسان اللي بيضرب علي قفاة عقله بيضلم فالحل الوحيد إن الكل يبطل يضرب علي قفاة " ...

الفكر الصهيوني بمختلف طوائفة وأديانة يقول لنا أيها المصري " انتهي الدرس يا غبي " لقد شعروا بالملل من تلك اللعبة ويريدون أن يلعبوا غيرها ...

فهل فهمنا الدرس أم سنعود أغبياء مرة أخري لنستعد للفتنة القادمة ؟؟؟ ...

بقلم : محمد مندور

15/5/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق