expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الخميس، 27 ديسمبر 2012

من يحكم مصر ؟!؟!


 في ظل الأحداث السياسية التي تشهدها البلاد يبقى الشعب نائماً لم يشترك بعد ولم يفهم بعد ما يحدث على الصعيد السياسي ويبقى المهتمون حائرون كلُ على حسب وظيفته داخل المطبخ السياسي ويظل السؤال المُحير يلعب بعقولنا " من يحكم مصر ؟!؟! "..

أعتقد أن هذا السؤال لو آتى إجبارياً في اختبار للشعب المصري سيدخل موسوعة جينيس كأكثر سؤال تمت إجابته إجابة واحدة وهي " المُرشد " ولو أنني كُلفت بتصحيح ذلك السؤال للشعب المصري لأعطيت الجميع نصف الدرجة لإجابة صحيحة ولكن ضيقة الأفق فمن الطبيعي أن يكون للمرشد العام للإخوان دور في حكم مصر فهو شيئ بديهي ولكن المقصد الحقيقي من السؤال لو أن الساحة خالية الأن من تراه يستطيع حكم مصر ؟! والغباء السياسي يحيط بالجميع ...

لقد أثبتت الأيام الماضية أن بالفعل الغباء السياسي يحيط بالجميع بداية من رئاسة الجمهورية مروراً بجميع الأحزاب والمعارضين والسياسيين ونهاية بكل خروف يمشي في قطيع ولا يكلف نفسه عناء التفكير وكشفت لنا أيضاً بكل وضوح عن حقيقة رموز سياسية مزيفة وطنياً لا تريد إلا الخراب ......

كانت البداية مع إعلان مؤسسة الرئاسة عن إعلان دستوري جديد يقضي بما تعرفونه جيداً وقد نتج عن ذلك تقسيم المناخ السياسي إلى مؤيد خروف ومؤيد يحسن الظن بالرئيس ومعارض لا يحسن الظن بالرئيس وجميعهم وطنيون وعلى الجانب الأخر وقفت مؤسستي الشرطة والقوات المسلحة موقف المُشاهد لاصطدام مصالحهم مع إعادة محاكمة الفاسدين التي نص عليها الإعلان الدستوري وتحرك الكارهون من المتلونين ، الطماعين ، المتغربين والفلول ضد الإعلان الدستوري ....

حدث ما حدث من حرق لمقرات الحزب الحاكم نظرياً وتدمير شامل بها في ظل تراجع الشرطة عن التأمين وكان لجماعة الإخوان المسلمين الحق حينها ووقف معهم جميع من وقفوا بجانب الإعلان الدستوري في البداية وجميع المعارضين الوطنيين ووقف الضّالون في صفوف الأعداء .....

مرت الأيام والمظاهرات تزداد والشارع السياسي في حالة هياج دائم فتجمعت القوى الإسلامية على قرار بإيضاح حجم كل فريق في البلاد في مظاهرة مهولة العدد لمناصرة الشريعة بتأيدهم للرئيس على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين وقفوا موقف الحياد من قضية الشريعة في الجمعية التأسيسية ولكنها قضية تستفذ جحافل الدعوة السلفية وتابعيها فوجب ضم القضية وتسمية المليونية مليونية " الشريعة والشرعية " ومرت بما لها وما عليها من حماقات ......

زاد الاحتقان فتم تصعيد الأمور على الجانب الأخر إلى اعتصام عند القصر الجمهوري في غياب للشرطة والجيش فصدر قرار دموي بفض الإعتصام بتكليف من جماعة الإخوان المسلمين لأفرادها وسالت الدماء وتأزمت الأمور أكثر وأكثر .. .... إلي أن حدثت لعبة الإستبدال بذكاء سياسي من أشخاص معدودين !!!

فرح المعارضون أشد فرحة فقد انتصروا - جتكوا خيبة - لقد تم تعديل الإعلان الدستوري بعد ما أصبح بلا فائدة فلا دعاوى قضائية تهدد التأسيسية الأن وبالطبع بعد ما ارتفع سقف المطالب في مواجهة الديكتاتورية النظرية أصبحت التأسيسية شيئ ثانوي وأصبح إرجاع الديكتاتور عن قراراته هي القضية الأولي - مبروك عليكم الخابور - !!!! ..

عزيزي القارئ أدعوك لقراءة الفقرات الماضية مرة أخري وإجابة سؤالي " من يصلح لحكم مصر ؟!! " في ظل ذلك العته السياسي المشترك بين جميع القيادات ...

عندما بحثت في تاريخ الحُكام المسلمين وجدت الكثير من الحُكام الصالحين ولكنني انبهرت بالفاروق عمر - اللهم ارزقنا مثله -   كان عمر يقول " أشكو إلى الله جلد الفاجر وعجز الثقة " وعندما أُطبق تلك المقولة على زماننا أجد أن الفاجر قد ظهرت صورته كالشمس وظهر فُجوره بيّناً واضحاً للجميع ....

 فالعلماني قد أفصح عن معتقداته ، الطماع ، الفلول ، القاتل والسارق . الجميع قد أفصح عن حماقاته !!
ولكني لم أستقر بعد على أهل الثقة حتى أتأكد من ضعفهم .. للأسف الشديد لم أجد من يعمل من أجل مصر إلا أقل القليل من الشخصيات السياسية فلنا ولمصر الله ........ 
  
إن مصر في أزمة حقيقية للأسف الشديد في ظل استمرار المناخ الضبابي فيما يخص السياسة فالمواطن المصري لا يعرف الصالح من الطالح لا يعرف كيف تُحاك المؤامرات لا يعرف شيئاً غير الظاهر والظاهر كذب ونفاق ...

ولكننا إذا أردنا أن ينصلح الحال وتستقر أوضاع البلاد فما علينا سوي توسيع منظومة من يعمل من أجل مصر وفتح الباب أمام الأعضاء الجدد للتسجيل حينها فقط ستنصلح الأحوال ولكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه فلن نتقدم خطوة واحدة وسنظل في نطاق الصراع اللانهائي بين الحق المزيف والباطل الحقيقي أما الحق الحقيقي فله رب يحميه !! ...

ربما تقرأ هذا المقال قبل يومين من الإستفتاء علي الدستور الجديد وربما تقرأه يوم الإستفتاء ودعني أعترف هو لن يفيدك في شيئ فيما يخص الدستور سوي جملتي القادمة والتي لا أتمني أن يقتنع بها أحد " منذ بداية الثورة وأنا أسير علي مبدأ واحد وهو حرمة الدماء فأينما سالت الدماء وقفت حداداً لها وامتنعت عن الإشتراك فيما يصاحبها من عته سياسي " .....

حزنت كثيراً بعد ما تنازلت عن مبادئي وشاركت في انتخابات مجلس الشعب الماضية والدماء تسيل في محمد محمود ولكن كان لي أسبابي فكنت أعرف عدوي جيداً والذي كنا نريد التخلص من قبضته وكنت أعرف القاتل والمقتول ...

أما الأن فالدماء تسيل ولكن من القاتل ؟! ومن المقتول ؟! .....

سأقاطع ذلك الإستفتاء رغم تحمسي الشديد قبل ذلك للتصويت بنعم رغم بعض العيوب في الدستور إلا أنها قابلة للتقييد أو التعديل في مجلس الشعب القادم لذلك لو لم تكن تلك الدماء قد سالت لكان يشرفني أن أقول نعم !! ....

عزيزي القارئ أرجو أن تغفر لي حالة التوهان التي تصاحب هذا المقال لأنها بالفعل هي حالة عقلي وحالة عقول جميع أصدقائي ممن لا يجدون فريقاً نظيفاً يستطيعون الوقوف في صفوفه .....

أعدك أن لا أكتب مرة ثانية وعقلي بتلك الحالة فإما أستطيع أن أفهم أسباب ما يدور حولي فأكتب عنه وإما أسلك مسلكاً أخر في كتاباتي ....

بقلم : محمد مندور
13-12-2012

الأحد، 2 ديسمبر 2012

النقص الثوري بعيد عنك !!!



ثلاثون عاماً عاشتهم مصر خلال فترة حكم النظام السابق في فساد للرُكب انتشر في خلايا جسد المجتمع المصري كالسرطان بداية من أعلى سلطة في البلاد إلى اللاسلطة والتي كنا نقوم نحن بدورها ...
وقد وصل إلينا طاعون الفساد بجرعات صغيرة أخذت تنمو مع الوقت ولا نشعر بها بداخلنا حتى جاء وقت أخذ عينات التحليل بقيام ثورة الخامس والعشرين من يناير وظهر لنا حجم مبارك الفاسد الذي عاش داخل كل منا واختلفت النتائج فصدقها البعض وأنكرها البعض وسارت الأمور بأمر الله وحده يعرف كيف كان الطريق !...

إن أكثر ما يلفت النظر خلال دراسة سياسة النظام السابق هو النظام فقد كان النظام ناجحاً في الفساد بشتى طرقه نجاحاً منظماً ... لا يتعدى أحد الفاسدين النظام ، الكل يسير في حدود قد رسمها الشيطان مُسبقاً حتى معارضة النظام نفسه قد رُسم لها طريق مُسبق انساق إليه فصيل واحد وطني من الفصائل السياسية وبعض أبطال مسرح العرائس الأخرين والذين كان يستخدمهم النظام حسب معطيات الأمور لعمل توازن سياسي في البلاد ....

لقد كان فصيل جماعة الإخوان المسلمين هو الفصيل المعارض الوحيد علي الساحة السياسية بالإضافة إلى بعض المعارضين المُستقلين ورغم أخطائهم في بعض الأحيان إلا أن وجودهم كان مهماً للغاية حيث جعل النظام وللمرة الأولي يفتقد التنظيم في توجيه ضربة إلى المعارضة والتي كانت في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة قبل الثورة وقد كان هذا بالتزامن مع كفاح بعض الحركات المستقلة كـ 6 إبريل وكفاية وحركة التغيير التابعة للبرادعي وبعض الشباب المستقلين وهكذا قامت الثورة في ملحمة قدرية يعلم مجريات أمورها الله ...

نجحت الثورة نظرياً فظهر لنا عدة فصائل ممن تعشق ركوب الظهور وتسلق الأكتاف وبدأت في تغيير جلودها ومحاولة التسلق على أكتاف الثوار ...
لا أقصد بالطبع من كان مبتعداً عن الحياة السياسية ولكنه رافضاً للظلم الذي يحدث بسببها ويرى طريقة أخرى للإصلاح غير المواجهة الواضحة والمباشرة ولكنني أقصد من تلون جلده وتغيير ليواكب موجه التغيير بنفس مبادئه القذرة ....

لقد قامت الثورة بدون قواعد حضور وغياب بدون دفتر تسجيل للأسماء ولكن التاريخ لم يغفل عن التسجيل وسجل ومازال يسجل المواقف السياسية والثورية لمشاهير المجتمع أما أنا وأنت فدفتر حضورنا هو الضمير فإذا استطعت الكذب على الناس لن تستطيع الكذب على نفسك .....

يحزنني كثيراً أن أرى عمرو موسى في مظاهرات للإعتراض على قرارات الرئيس في شارع محمد محمود وقد رُسمت صورته على جرافيتي " اللي كلف مماتش " والسيد البدوي يجوب ميدان التحرير!!! وغيرهم وغيرهم ممن انضموا إلى قائمة الفلول بالنسبة لي لا لعملهم مع النظام السابق بل لعملهم مع الشيطان بعد الثورة مواقف متباينة ولا مبادئ في قرارات لا تهدف إلا إلى مجد شخصي لا لمصلحة الوطن 

عزيزي القارئ أستطيع أن أجد تفسيراً بسيطاً لما يفعله هؤلاء وهو الخوف من الشحاتة ! ..
نعم شحاتة الظهورالإعلامي والمجتمعي اللامع فبدلاً من أن ينضموا إلى صفوف التعمير لننسى ما اشتركوا فيه من أفعال دنيئة مع الشيطان وقفوا ليثوروا ضد الحق .. - حافظين مش فاهمين !! - ..

أما أنت أيها الشاب الذي ربما لا يعرفك أحد غير نفسك ما هو مبررك ؟؟!!
ربما هوالنقص الثوري .. الثورة ليس لها دفتر حضور بعد نزولك عدداً معيناً من المظاهرات واستقبال جسدك عدداً معيناً من طلقات الخرطوش يُسجل لك حضور فيها ...
الفكرة مش ثورة بالعافية ..
كنت ساكت عن الحق قبل كدا والأحرار عملوا ثورة تقوم إنت تيجي دلوقتي تعمل ثورة على الحق طب لمصلحة مين ؟؟!!! .. على الأقل انضم إلى صفوف المُعمرين وحينها سيكون لك دور في بناء ما تتمناه الثورة ...

عندما كانت تأتي أيام عيد الأضحي كنت أخرج إلى الشرفة وأنظر إلى الخرفان التي أحضرها الجزار استعداداً للعيد وكان يلفت نظري منظر خروفين يتناطحان فسألت أحد الكبار حينها لماذا يتناطحان فرد قائلاً
" كلاً منهم يملك مجموعة من الدود في رأسه كلما تحركوا أصابه الهياج وأخذ يناطح الأخر "
ورغم عدم ثقتي الكاملة في السبب الذي قاله لي لكنني أجده مناسباً لما نحن فيه فخرفان تتناطح من جميع الفصائل وياليتهم معترفون بأنهم خرفان يغلي الدود في عقولهم فيزداد العراك وكأن عيونهم قد اقتُلعت من جفونهم فلا يرون أنفسهم ! ..

صديقي العزيز لا أريد أن أفقد الأمل فينا فلتعرف جيداً أن من يخدم مصر حقاً في تلك المرحة قليلون للغاية فجاورهم محتفظاً بما تعتقد ضع يدك في أيديهم ، ناقشهم لا تجادلهم لمجرد الجدال ، اسمع ، اقرأ ، افهم ، احكم ، قرر !!
لا تنتظر من يجعلك تتحدث بما يقول إلا عن فهم حقيقي ..........

إن الحق يفصح دائماً عن طريقه عندما تجعل نيتك هي البحث عن الحق فلا تجعلوا من الأشخاص آلهه تعبدونهم دون الحق ..


بقلم : محمد مندور
30-11-2012 

الخميس، 29 نوفمبر 2012

لا أري شيئاً في الأفق ...



أستطيع أن أعترف بلا خجل أنني ربما تواجهني بعض الصعوبة أحياناً في فهم ما يدور حولي من أحداث سياسية وخاصة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير...
ربما قبل الثورة كان من السهل علينا أن نعي أن الظلم مصدره نظام الحكم وأنه واجب علينا التصدي له ولو على سبيل الحلم وكان من السهل علينا أيضاً مواكبة ما يحدث خلال فترة تحقيق مطالب الثورة بداية من تنحي الرئيس المخلوع ونهاية بفوز رئيس جديد يحمل في جعبته ما نكمل به الطريق نحو تحقيق مطالب الثورة ........
أما الأن  فإنني أجد صعوبة بالغة في معرفة السبب . لماذا ؟!؟! ...
وإن أكثر ما أجده يدمر القواعد التي أبنيها لمحاولة الفهم هو اختلاف مقاييس الحكم على الأشياء بطريقة مقززة ربما تجعلك تعتزل التفكير في الحياة السياسية ...

 وعلى سبيل المثال وليس الحصر ....

# انتفضت جامعة الأسكندرية وبالأخص كلية الهندسة لما يحدث في غزة الأن في مشهد لم أراه من قبل . طب وسوريا ؟! ، طب والعراق راحت فين ؟! ، حد فاكر ؟! ، حد يسمع عن الشيشان؟ طب كشمير ؟ .. طب هو عشان حماس إخوان ولا عشان العدوان صهيوني ؟ ....
هل ننتفض لحرمة الدماء أم نكاية بالعدو ؟! ....
هل يتساوي بشار بالكيان الصهيوني بالعدوان الأمريكي أم ماذا ؟! .

# أيستطيع أحد من الذين يمنحون شهادات الشهادة في سبيل الله الخروج علينا للتشكيك مجرد التشكيك في أن الذين يموتون في غزة أو سوريا أو .. ليسوا من الشهداء أو يستطيع وصف أطفال حادث أسيوط بشيئ غير أنهم شهداء  رغم اختلاف الموقف ؟ ...
إذن فلماذا تم وصف الألتراس في حادث بورسعيد بأنهم بلطجية ولماذا تم وصف الثوار في أحداث ليست بالقليلة خلال مواجهات مع العسكر أنهم بالفعل يستحقون القتل ؟! ..

# تعرضت غزة للقصف فتم فتح المعابر وتعبئة قافلات كاملة بمختلف أنواع الدواء لتعبر في سلام تام إلى الأراضي الفلسطينية وعلى الجانب الأخر فالمستشفي التي كانت تستقبل أطفال حادث أسيوط كانت تجد معاناة في توفير الأدوية في استقبال المستشفى وربما يموت يومياً أعداد مضاعفة أمام أبواب المستشفيات الحكومية ممن لا يستطيعون كتابة شيك تحت الحساب حتى يتم مداواة مرضاهم .. لا تعتقد أنني لا أريد أن نقدم يد العون لغزة ولكن لماذا لا نساوي في ردود أفعالنا أمام من يحتاج للدعم ؟! ...

# يمرعام علي أحداث محمد محمود فلا تكتفي شوارعنا من الدماء فتطلب قرباناً أخر في نفس المكان والزمان وبنفس طرفي المواجهة ورغم ذلك لا تجد رد فعل مختلف غير استدعاء الوزير الفلاني للمناقشة وإصدار البيان العلاني  للتنديد وكأن الله قد أعطى سماحية لإدارة البلاد على أن يبدأ الحساب بعد أن تقف البلاد على قدميها ؟!..

# تُنحي القيادات ويأتي أخرون ويظل الفكر كما هو . تُنقض المواثيق وتتغير لهجة حديث الرجال ويظل المواطن يبحث عن نسمات التغيير فيجد الجو شديد الحرارة والشمس حارقة ويظل هذا يدفع الثمن وهذا يستقبل النفع والجديد أن طبالين القيادات الجديدة لا يهدأون ولا يكفون عن التبرير مهما كان الخطاً أو الصواب على الرغم من أنهم يصفون أعدائهم السياسيين بالخرفان للإتباع بدون فهم !! أعتقد أنهم يقصدون نوعاً أخر من الخرفان ليس من عشيرتهم لأنهم في النهاية جميعاً بِلِية واحدة !!! ..

# تكلفة موت الطفل المصري في حادث لا تتحمل مسئوليته سوي إدارة البلاد  ربما أقل قيمة من راتب وزير النقل بل هو أقل قيمة من سعر الموبايل الذي يحمله الوزير !! ..  

# تتجمل المدن وتتزين ويتم صرف ما ليس بالقليل على زيارة الرئيس وحكومته وعلى غلق المواقع الإباحية ويبقي المشهد الأكثر - قباحة - كما هو " الشارع المصري " ومرافقه الحيوية .....

# تجد أشخاصاً مهمتهم الأولى في الحياة هي سب جماعة الإخوان المسلمين في جميع الأحوال بحق أو بغير حق مع أن فكرهم السياسي والمجتمعي وفكر من يتبعونه أنجس ملايين المرات من فكر أنجس عضو في الإخوان ...

# الملايين تصب غضبها على النادي الأهلي ولاعبيه لأنهم لعبوا مباراة بطولة أفريقيا في نفس يوم حادث أسيوط وعلى الجماهير التي تشاهد المباراة على الرغم من أن نفس الشخص يتابع مباريات الدوري الإنجليزي لا أقول بعدها بيومين بل ربما في نفس اليوم وسيذهب إلى عمله غداً لا يبالي بما حدث وهو يطالب لاعبي الأهلي بأن لا يذهبوا إلى عملهم !! ...

# سياسي يدعي الثورية وإعلامي خائن للمهنة تشيل النائب العام يقولك مش قانوني ، تسيبه يقول فين تحقيق مطالب الثورة ، تشيله بالقانون يقولك تعدي على الدستور ، تأسس يطالب بالحل ، تحل يطالب بسرعة التأسيس ... إنهم لا يتوقفون عن التعريض والزمر مهما كان الطبال ومهما كانت الراقصة ....

# إدارة سياسية منفصلة عن الناس .. سياسي بذئ فكرياً .. إعلام الظياط الأعظم والذي يجعل شعبنا العظيم الذي لا يزال مدمناً للبانجو يعتقد بأن الفلسطينين يريدون أن يسيطروا على أرض سيناء مهملاً بذلك فكرة أنهم يقاومون العدوان من أجل استرداد أراضيهم فقط كل تلك السنوات الماضية ....

ربما نحتاج إلى فصل السياسة عن الحق فأما نستبدل السياسة بالحق لنتقدم وإما نظل كما نحن ...
 ولكن على الأقل لا نلوث الحق فلنتركه نظيفاً ولذلك أدعو خرفان الشباب من مختلف الأطياف " سلفي وإخوان وليبرالي وناصري وعلماني واشتراكي .. " إلى التفكير مجرد التفكير!!
 لقد سقط من قبلنا لأنهم لم يفكروا لا أطلب منكم أن تكونوا جميعاً كيان واحد فهذا يخسف بنا ولكن فلنتفق على الأقل في الحق .. فلنصل إلى الإنصاف يرحمكم الله ....

هذا التخريف والهذيان السياسي يجعلني أسأل أصدقائي الغير مسيسين في مثل تلك المواقف دائماً فأجدهم ربما يرشدونني إلي شيئ لا أراه  فأفهم ما يدور حولي وقد سألتهم وانتظرت إجابة تُشفي حيرتي ولكنني لم أجد سوى ... 

لا أرى يا صديقي شيئاً في الأفق
أما أنا وللأسف الشديد يا أصدقائي لم أعد أرى الأفق !!

بقلم : محمد مندور

23-11-2012 

الأحد، 18 نوفمبر 2012

قصيدة " دم فـ كراسة "



كان شايل قلمه وكراسته
وبيحلم بالعمر الجاي
كان دايماً كاتب علي فصله
راح أكون لك وتكوني معاي
كان حلمه صغير وقصير
ومكنش فـ باله دة ازاي
كان هادي وكان عاقل جداً
وساعات يتشاقي محبوش
وساعات يفرسني بعايز ألعب
وأشوف الواجب منقوش
فأزعق واتنرفز جداً
لو الاقي سؤاله محلوش
فاندهله واشد علي ودانه
واسمح له يعيد اللي نساه
علي وعد يخلص واجباته
والعب في البيت أنا وياه
يرجعلي يقولي منيش عارف
في سؤال محتاجلك وياي
كاتبين دة سؤال للشاطرين
هو الموت بيكون إزاي ؟
وياريتك ما سألته يا ولدي
متجاوب في الدرس العملي
راح تعمل تجربته بنفسك
مخبارك بالدم اتعتق
والنار تتقاد من تحتيه
فبيغلي فـ قلبي اللي اتفتق
ونتايجك هات كتبهالك
ببقايا الحزن اللي فـ قلبي
كان نفسي أربيك جوايا
وأشوفك وبتكبر جمبي
وتخش الثانوي والجامعة
وتطخن صوتك علي أمك
تغلط وتلف وترجعلي
ما تلاقي غير حضني يضمك
كان حلمي أشوفك دكتور
أو حتي مهندس أو عالم
أو حتي تمرجي مش فارقة
كان نفسي تكون إنت الحالم
كان نفسي أشوفك يا ولدي
بحبيبتك بتجيني أشوفها
وأغير من شوقك لعنيها
وأشوفها تخبيك بـ رموشها
فادعيلكم يحميكم ربي
وأشوف بحياتكم أحفادي
كان نفسي ونفسي ومحلمتش
أكتر من حقي فـ أولادي
مكتوبلي أعيش دنيا لوحدي
بهرب من ذكري الموت فيها
وافتكرك تتوجع بطني
مدفون أحلامك وسطيها
بشكيلك عالم بالحال دة
دبحوني بإهمال الغير
جايين يدوني من التركة
بيقولوا نيتهم خير 
ما الموت فـ بلادنا مهوش غالي
وخصوصاً لو حد فقير
دلوقتي مفيش فـ الإمكان
غير بس يارب أكون صابرة
وادعيلك تستعجل أجلي
وأشوفه يارب ولو بكرة
ماسكك في إيديه وبيخطي
وواخدني لجنة في الأخرة

بقلم : محمد مندور 
19-11-2012

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

عندما تُصلي فتأخذ ذنوباً !!!


هل صليت من قبل في أحد المساجد وبدلاً من أن تأخذ ثواب صلاتك كما كتبه الله لك أخذت ذنوباً ؟؟!! .. سؤال محير وإجابته ربما تزيد من حيرتك فأنت لا تعرف حقاً إن كنت أخذت ثواباً لصلاتك أم لا !! إنه علم الغيب ....
ولكنني سأعيد عليك السؤال مرة أخرى هل صليت في مكان ما قبل ذلك وبدلاً من أن تأخذ ثواب صلاتك أخذت ذنوباً ؟؟ ..

عزيزي القارئ سأزيح عنك حيرتك فإجابتي عند توجيه السؤال لي كانت نعم !!! . لا تتسرع في الحكم على الكاتب فلست مدعياً ديناً جديداً ولا مُحرفاً في ديني الإسلام ولكنها الحقيقة فقد صليت في مكان ما قبل ذلك وأعتقد أنني أخذت ذنوباً جزاء تلك الصلاة المثيرة للجدل ...........

إنها كلية الهندسة وإن كنت من أبنائها فستتفهم مقصد كلامي قبل أن أكمله أما إذا كنت ممن لم ينالوا شرف دخول هذا المكان العريق فبالطبع تحتاج إلى بعض التوضيح ولكنني قبل أن أكمل أرى في داخلك سؤالاً مُلحاً تريد طرحه علي ...

" عمال تقولي مكان عريق وشرف دخوله هو انتوا معندكوش مسجد في الكلية ؟؟!! " ...
أقف عوج واتكلم عدل لو سمحت !!  فنحن نمتلك في كليتنا العريقة مسجداً عظيماً أسفل أسفل أسفل مبنى كهربا ويتم تجديده منذ حوالي عام أو أكثر بالإضافة إلى مجموعة من المُصليات في مباني الكلية المختلفة وإحقاقاً للحق نحن نمتلك أيضاً مصلي أخر للبنات ولكن الغريب في هذا المُصلي أن كثيراً ممن يدخلونه هن من صاحبات الزي العمراوي " خالداً من فوق وديابياً من تحت !!! "  لا أدري كيف يصلون بتلك الثياب ولكنها ليست مشكلتنا الحالية فصلاتهم في النهاية تصعد لخالقها وهو من سيحاسبهم ....

وبعودتنا إلى مبني كهربا وذكريات السنة الإعدادية ومن فضلك لا تسأل ما هي العلاقة بين السنة الإعدادية ومبني وقسم كهربا واتركني أحدثك عن هذا المسجد الرائع .......
مسجد على مساحة ليست بالقليلة ولكنها لا تتناسب مع عدد الطلاب ، له مدخل واحد وهو المنفذ الوحيد لدخول الهواء إليه إذا اعتبرنا أن شبابيك الحمام ليست إلا لتهوية الحمام ، يُصلي فيه الظهر عشر أو خمسة عشرمرة وكذلك بقية الصلوات ، يتمتع فراشه برائحة ربما تخرج من بنطالك بعد عدة أسابيع من عدم الإستحمام إنها - الشرابات - يا صديقي ولأنها لا تجد منفذاً للخروج فإنها تتراكم وتتراكم وتتراكم حتي يسقط المُصلي مغشياً عليه 

ولكن قبل أن يسقط مغشياً عليه فإنه يبدأ الصلاة محاولاً التقاط أنفاسه التي سلبها منه هذا العدد الضخم ومحاولاً أيضاً إغلاق صنابير العرق التي تنهال عليه ويظل مشغولاً بذلك حتى يأتي وقت السجود فتبدأ الغيبوبة والحل الوحيد في تلك الحالة هو أن تسجد من بعيد فلا تجعل أنفك تلامس الأرض  - حدث بالفعل - حتى لا يُخرج فمك سيلاً من السباب الذي لا يتناسب بالطبع مع قدسية المسجد
ينهي المُصلي صلاته مسرعاً بسرعة الصاروخ ليهرب من هذا الجحيم وربما قد يحتاج بعدها إلى عدة صدمات كهربية لتعود به إلى الحياة مرة أخرى .......

وبالإشارة إلى مصليات بقية المباني فحدث ولا حرج .
هل جربت قبل ذلك شعور الصلاة في السوق ؟؟!! نفس الرائحة النتنة ولكنها على مكان أصغر ربما لا يسع خمسون فرداً ، نفس العرق ، نفس الهروب ولكن أضف عليه بعض المشاهد الساخنة فحينما تكون مشغولاً في محاربة " العفانة "  ربما تمر بجانبك عفانة بشرية أخري " فتاة تلبس بنطالاً يكاد يمزق فخذيها وقميصاً يبرز جيداً ندبات نهديها وضحكات رقيعة ربما تجعل  من صلاتك مراجعة سريعة لأخر إصدارات مواقع البورنو !! ..

ربما تجدني متحاملاً بعض الشيئ على كليتي العريقة فمن الطبيعي أن يمتلأ الفرش برائحة - شراب -   شاب يمشي به في عز الحر لساعات ولكن ليس من الطبيعي أن لا يتم تنظيف ذلك الفرش الغير مناسب لذلك العدد ....

عزيزي القارئ أمام كل مشكلة طبيعية ليس لها حل مئة حل أخر وإلا فلن نصلي في أي مسجد في الكرة الأرضية !!!

وهذا ما دفعنا إلى التفكير في عرض فكرة بناء مسجد مستقل بذاته في كلية الهندسة على إدارة الكلية وخاصة بعد ما توفي أحد زملائنا وقررنا في حينها عمل صدقة جارية له وكان القرار أن تكون تلك الصدقة هي اللبنة الأولي في مشروع بناء المسجد  ....
صعدنا إلى وكيل الكلية لشئون البيئة ولكنه كان مشغولاً عدة مرات فاقترحت علينا مديرة مكتبه أن نكتب طلباً بما نريده وستعرضه عليه ويحدد هو موعداً نناقش فيه ذلك الطلب وبالفعل كتبنا ذلك الطلب وقدمناه إليه وجاء وقت اللقاء !! ....
" شحنة حماس غير عادية " سنبني مسجداً بإسهامات الطلاب وصدقة جارية على روح زميلنا ولكنها ما لبثت أن اصطدمت بذلك الفتور من جهة المسئول .. لم نعرف حقاً إجابة واضحة لأسباب الرفض رغم طلبنا مجرد فرصة الإشارة لنا على قطعة أرض نقيم عليها حسابات المشروع ولن نكلف الكلية حينها مليماً واحداً غير الأرض .....

ما أذكره من ذلك اللقاء حقاً هو مجموعة من الجمل لا أعرف صلتها الحقيقية بالمشكلة .....

" الموضوع ممكن يتفهم غلط في الجامعة إن هندسة بتبني مسجد !! وانتوا عارفين الظروف صعبة "
" كلية هندسة مش هتشحت بالتبرعات من الطلبة عشان تبني مسجد !! "
" المسجد مكانه موجود في الخريطة الأصلية للكلية !! هييييييييييه . طب ممكن حضرتك تقولنا المكان بس واحنا نعرض على حضرتك المشروع متكامل ولك حق القبول أو الرفض ... أسف مقدرش !! "
" صعب تتحملوا مسئولية فلوس زي دية وبصراحة أنا مضمنش !! .... رغم عرضنا أن تكون الكلية مشرفة بالكامل علي الجزء المادي الخاص بالمشروع "
" وبعدين في مصليات كتير في الكلية ولو مشيت شوية كدا لشارع أبوقير هتلاقي مساجد كتير تصلي فيها أنا شخصياً بصلي في مكتبي !!! وبعدين هنعمل مسجد يتصلي فيه ظهر وعصر بس ؟؟!!  "
" طب بصوا في حل كويس ... هيييييييييه "
" هو إنتوا حاطين ميزانية قد إية مثلاً .... حاطين حوالي من 300 إلي 500 ألف جنية "
" إزاي دة مبلغ صغير جداااااااا "
" أقل حاجة عشان يتعمل مسجد في كلية الهندسة حوالي 5 مليون جنية !!! حاولوا تشوفوا رجل أعمال يتبرع بالمبلغ دة للكلية عشان نقدر نبني المسجد بس بداية عشان نقدر نتناقش معاه لازم يكون في حساب فيه 5 مليون جنية مطروح في ملفات المشروع !!!! "  ...

لا أعرف تفسيراً حقيقياً لما قيل ولو جلسنا لنتناقش فيما قيل ربما أخذنا أيااااام ...

ولكننا نعي جيداً أن المشروع كان سيحمل صعوبة إلى حد كبير في تنفيذه ولكن ليس مستحيلاً فقد كان في مخططنا أن يكون المسئول عن التنفيذ بعض أعضاء هيئة التدريس وإدارة الكلية وليس لنا إلا دور رعاية الحلم والفكرة وتوفير الشق المادي المتعلق بالمشروع  الـ 500 ألف بالطبع وليس الـ 5 ملايين  .... 

حقيقة لا أدري على من ألقي باللوم على الشرابات ، أم النسوان ، أم الإدارة ، أم علينا نحن لأننا أردنا أن نصلي !! ، أم لأننا أخطئنا تقدير الفكرة والحلم .......
ولكن ما أراه حقاً أنني أخذ ذنوباً جزاء تلك الصلاة وربما لا يصلي غيري من ضعاف القلوب في الكلية من الأساس لمثل ذلك السبب ......

لقد حلمنا وسعينا في سبيل تحقيق الحلم حلمنا أن نصلي في مكان مؤهل للصلاة ولم نوفق ....

والسؤال : متي نصلي صلاة يقبلها الرحمن في مساجد كالجنان داخل كليتنا العريقة ومتي نولي بناء بيوت الله داخل الجامعات أهمية تستحقها ؟؟!! حقيقة لا أدري ....

بقلم : محمد مندور

19-10-2012