expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الأربعاء، 30 يناير 2013

ذكريات ليتها تُنسي



في السادسة من عمري كانت تلك هي المرة الأولي التي أري فيها هذا الرداء الأبيض وكنت في الطابق الرابع أنظر إليه من الشرفة لا أستطيع تفسير ملامحه إلا أنه أبيض ولا أريد أن أعرف لماذا يحملونه علي أكتافهم وسط بكاء ونحيب من الجميع ولا أريد أن أعرف أيضاً من الذي بداخله لأنني علي قناعة تامة بأنه سيعود ......
ربما في الليل أو ربما غداً أو بعد غد وعندما رأيت شادر العزاء قد نُصب تأكدت أنه سيكون بداخله فلا يوجد مكان أخر
 يذهب إليه غير أقاربنا أو عمله أو أصحابه ...
كان عقلي يؤكد ذلك وقلبي ينتظر العودة لتصديقه وجاء المساء وانتهي العزاء وأخذ الجميع يحتضنني ماذا بكم ؟؟!! سيعود ! ربما يتأخر قليلاً ولكنه سيعود أعرف أنه قد مات ولكن ما هو الموت من المؤكد أنها لعبة كتلك التي كان يلعبها معي !!!! 
مرت الأيام وعرفت أن الموت هو لعبة النهاية نهاية بلا رجعة وكبرت ناقماً حزيناً ممن كانوا يضمونني حينها لماذا لم تفهمونني أنها النهاية ؟؟ حتي لا أنتظر عودته يوماً ما ولماذا لم تخبروني أن هذا الرداء الأبيض هو تذكرة الرحيل عن الدنيا ؟؟ ..........
يزداد سني وجرأتي تجاه كل شيئ إلا هذا الرداء فكلما رأيته ارتعدت دواخلي وربما وليت مسرعاً حتي لا أطيل النظر إليه ......
  
رحم الله جميع الأباء والأمهات ورزقنا الصبر علي فراقهم وجمعنا بهم في الفردوس الأعلي فاللهم كما حرمتنا منهم في الدنيا ورضينا بقضائك وقدرك لا تحرمنا منهم في الأخرة وارزقنا لقائهم في جنات النعيم يارب العالمين ........ 

محمد مندور 
21-10-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق