عندما بدأت رحلتي مع الثقاقة بشكل عام ومع ممارسة الكتابة بشكل خاص
كان لدى تصور خاطئ تماماً عن الطريقة التي تسير بها أمور كثيرة في هذا المجال ...
كنت أتصور دائماً أن الشيئ الوحيد الذي يعطيك تذكرة الدخول ويمنع غيرك هو الموهبة
وكنت أتصور أيضاً أن من السهل أن تصل إلى الجمهور ومن السهل أن تصل إلى من يساعدك في الوصول إلى الجمهور ولكنني كنت مخطئاً للأسف الشديد ...
في الحقيقة كلما أخذتني الجرأة لأكتب هذا تراجعت حتى لا يظنني البعض
مغروراً أو ربما مدعي شهرة أو طالب شهرة ولكن بعد ما مررت به من بمواقف عديدة أكدت
لي ظنوني قررت أن أكتب ..
اتضح هذا لي نتيجة عدة مواقف على رأسها المسابقات الثقافية التي تقام
على مستوى الجامعة وقد شاركت في معظمها وربحت في بعضها وخسرت في البعض الأخر ولكن
ليس هذا هو ما سأتحدث عنه فالفوز أو الخسارة أمر وارد خاصة مع اختلاف لجان التحكيم
ولكن أن تدخل مسابقة مع مجموعة من الطلاب بحضور لجنة تحكيم مختصة وتخرج منها على
رأس الفائزين ثم تدخل مرة أخرى مع نفس الطلاب بنفس المستويات وربما بنفس القصائد
ولكن مع اختلاف لجنة التحكيم فتقوم لجنة التحكيم بتلميع البعض والاستهزاء ببقية
المشاركين و يصل الأمر إلى حد التزوير في النتيجة والتي كانت على مسمع الجميع ...
كل ذلك لأن هؤلاء الذين يتم تلميعهم يساعدون هؤلاء النصابين في بعض الصالونات الثقافية والجلسات الوهمية التي لا يحضرها غيرهم في الحقيقة !! ..
كل ذلك لأن هؤلاء الذين يتم تلميعهم يساعدون هؤلاء النصابين في بعض الصالونات الثقافية والجلسات الوهمية التي لا يحضرها غيرهم في الحقيقة !! ..
أعتقد أن هذا لا يمت بأي صلة لا للضمير ولا لمفهوم الثقافة على العموم
وهذا ما يحزن حقاً فعندما يصل الفساد إلى العقول وعقول المثقفين بالأخص قل على
البلاد السلام ! ..
على ذكر الصالونات والمراكز الثقافية تلك الملايين التي لا تقدم شيئاً
للمجتمع سوى الروتين المعقد الذي يخفي ورائه كثير من الإمكانيات تصلح أن تكون
مصدراً هاماً لإخراج إبداعات الشباب في مختلف المجالات الثقافية ولكن كيف هذا
والمسئول دائماً فوق الخمسين !!! ..
تحيطه شلة معقدة من الشعراء والكتاب أصبحوا هكذا بحكم الترقية والسن ولكن فعلياً هم بعيدون كل البعد عن الموهبة وما يحزنني حقاً غير كل هذا أنهم يحاولون استقطاب بعض النماذج التي تتسق معهم ويقنعونهم بأنهم الأفضل ويقدمون للمجتمع الذي يصنعه هؤلاء على أنهم الأمثل أو الإنتاج الأفضل !!
تحيطه شلة معقدة من الشعراء والكتاب أصبحوا هكذا بحكم الترقية والسن ولكن فعلياً هم بعيدون كل البعد عن الموهبة وما يحزنني حقاً غير كل هذا أنهم يحاولون استقطاب بعض النماذج التي تتسق معهم ويقنعونهم بأنهم الأفضل ويقدمون للمجتمع الذي يصنعه هؤلاء على أنهم الأمثل أو الإنتاج الأفضل !!
مع الوقت سيصبح هم هم !! ... نموذج يتم صناعته ليكون وريثاً شرعياً
للمكان بعد عمر لا يبدو قصيراً في كثير من الأحيان ...
ولأنني سكندري وأفتخر دائماً بانتمائي لتلك المدينة التي يخيل إلي
أحياناً أنها لا تريدني بل تشجعني علي تركها أجد صعوبة بالغة في شق الطريق في ظل
التهميش الثقافي المُميت الذي تعيشه الأسكندرية فإذا أردت أن أنشر ديواناً للشعر
علي أن أذهب للقاهرة ، إذا أردت أن أكتب في جريدة ، إذا أردت أن أظهر على شاشة
برنامج ما ، أن أقيم فاعلية ثقافية وانغمس داخل المجتمع الثقافي المفتوح علي أن
أذهب إلى القاهرة !! ...
لماذا لا يقدرون أن للأسكندرية وضعية مختلفة فهي ليست كالبحيرة أو
أسيوط أو المنوفية فهي العاصمة الثانية ... الأسكندرية تحمل طاقات ثقافية ربما لا
يتسع لها المكان في القاهرة ... إذن لماذا تجبروننا على السفر ؟! ..
لماذا لا تصنعون لنا هنا مجتمعاً مثل مجتمع القاهرة ؟! ...
لماذا لا تصنعون لنا هنا مجتمعاً مثل مجتمع القاهرة ؟! ...
عندما أعدت قراءة الفقرة السابقة مرة أخرى شعرت أنني ربما كتبتها وأنا
أقاوم النعاس فكأن الشيئ الوحيد الذي يقف عائقاً أمامي الأن هي عنصرية الثقافة ولا
يوجد ما يسمي بالمصلحة أو المعرفة أو أي مصطلح تجدونه معبراً
هم المتحكمون دائماً في من يصعد ومن لا يهبونه تلك العطية ، من يمدون
إليه أيديهم ومن يتركونه يحدث نفسه وفي النهاية تجد أن ليس كل من يصعد من يستحق !
...
هناك دائماً حلقة مفقودة برعاية انحطاط الهدف ممزوجاً بغياب الضمير
ولك أن تتخيل معي كم من الوقت نحتاج لنتقدم إذا كانت المنظومة الثقافية بهذا الشكل
....
إن ما أصاب المجتمع الذي يقدم الثقافة لم يصيب المثقفين فقط بل أصاب
مستقبلي الثقافة علي الجانب الأخر بأمراض شدة في الخطورة ...
فمع قابليتنا المجتمعية لصناعة الفرعون أصبح مستقبل من يقدم الثقافة
بعد تلميعه أمراً غاية في السهولة .. كل ما عليه أن يقول وسيُسمع ويؤثر مهما قال
ومهما كانت جودة ما قال فهو فلان الفلاني الذي لا يخطئ !!! ...
في الكثير من الأحيان يصل إعجابك بالشخص لا بما يقدمه الشخص وذلك عن
تجربة فقد قمت في إحدى المحاولات بكتابة مقولة مشابهة لإسلوب د: إبراهيم الفقي
رحمه الله وكتبت أسفلها إسمه وقمت بنشرها فنالت إعجاب عدداً معيناً من الأشخاص ثم
بعد أن عفى عليها الزمن وشملها النسيان قمت بنشرها مرة أخرى بنفس الظروف بكل شيئ
إلا أن إسمي كان أسفلها فلم تنل سوى إعجابي علي ما أذكر ..
وكأنهم في كل مرة يزيدون إعجاباً للشخص نفسه لا ما يكتب !! ..
وكأنهم في كل مرة يزيدون إعجاباً للشخص نفسه لا ما يكتب !! ..
لا أخفي عليك أن المجال لا يتسع للحديث بالتفصيل عن كل شيئ ولكنني لا
أستطيع أن أتركك دون الحديث عن
دور النشر التجارية والتي لا تضع في أولوياتها سوي المال فيدفن بذلك أجيال من المواهب التي تستحق ، تجار الأدباء أيضاً والذين أغرقوا السوق الأدبي بإبداعاتهم المشوهة فهم يكتبون سبوبة ! .. والكثير والكثير ..
دور النشر التجارية والتي لا تضع في أولوياتها سوي المال فيدفن بذلك أجيال من المواهب التي تستحق ، تجار الأدباء أيضاً والذين أغرقوا السوق الأدبي بإبداعاتهم المشوهة فهم يكتبون سبوبة ! .. والكثير والكثير ..
أخيراً وليس أخراً ... ماذا لو كنت وائل غنيم ؟! ... هل كنت سأظل كما
أنا أم سيسمع صوتي الجميع ؟! ...
أعتقد ان إجابتك ستضع أيدينا على المشكلة الحقيقية ..
أعتذر لك عزيزي القارئ عن عدم صلة الموضوع بشكل كامل بالعنوان واعتذر
لـ وائل غنيم عن استخدام إسمه في وصف المشكلة وأتمني أن لا تسئ فهمي على أنني
متكبر أو طالب شهرة أو حاقد على الأخرين ...
أتمنى أن يتبدل الحال ليصبح الحق منهج حياة فحينها فقط سأشعر أننا
نعيش ...
محمد مندور
25-4-2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق