expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

السبت، 30 يوليو 2011

أوله مرق وأوسطه خلق وأخره حلق



وكعادتي منذ بداية رمضان أن أستيقظ في تمام الساعة الخامسة والنصف صباحاً لأذهب إلى عملي " تدريبي " في إحدي شركات المقاولات الهندسية بداخل حديد عز " سابقاً "  وكعادتي أيضاً صليت الصبح وبدلت ملابسي وانطلقت إلى مكان الأتوبيس الذي يقلنا إلى الدخيلة وعندما أخذت أول شارع شمال وجدت ثلاثة من الجيران يشربون السجاير الملغمة بالحشيش ولكنني لم أنتبه لذلك فالطبيعي هوما يحدث وهو يحدث كل يوم وأمر تعودت عليه كثيراً ...

أكملت المسير في طريقي إلى الأتوبيس ولكنني رأيت ذلك الفرن الذي كنت أشتري منه فطوري كل يوم حينها تعقلت وأيقنت أننا في رمضان فأصابني وجوم كيف يشرب هؤلاء ذلك أثناء الصيام ولكن وجومي لم يمنعني من ركوب الأتوبيس والانطلاق إلى الدخيلة ...

وصل الأتوبيس إلى الدخيلة بحمد الله سالماً ودخلت إلى مكان عملي وبدلت ملابسي مرة أخرى استعدادا لبدء العمل .
وجلسنا نتحدث قليلا عن مشقة الصيام ذلك العام وما نعانيه في ذلك الجو شديد الحرارة ولكن سرعان ما أتفقنا على أن " كلو بثوابه " وهدأ الحديث قليلاً وبدأنا نحاول تتبع مصدر ذلك الصوت المتعالي والسباب المتتالي وإذا به يأتي من خارج المكتب وإذا بأحد العمال الكبار في الموقع يتشاجر مع أخر وبدون أدني أدب وبدون وجود لكلمة الاحترام سمعنا سباباً يندى له الجبين وصلت إلى الاعتداء بالأيدي وحينها تدخل مدير الموقع العام وقام بفض المشاجرة وهدأت الأجواء وعاد كل منا إلى موقعه وذهبت أنا الأخر إلى موقعي لأصاب بحالة من الذهول الشديدة عندما وجدت ما يقرب من تسعون بالمائة من العاملون مفطرون " شاي وسجاير ومياة مثلجة " كذلك هم يعرفون رمضان فشباب هم زهرة المجتمع لايعرفون الصيام ورجال شاخت أجسادهم يصرون علي الصيام ..

ازداد الذهول بالنسبة لي عندما أخذت زجاجاة المياة لأغسل بها وجهي من أثر الحر الشديد والشمس الحارقة وعندما وضعتها جانباً أخذها شيطان من الإنس ورفعها وشرب منها جهاراً نهاراً حينها أصررت على سؤال ذلك الشاب بغيظ شديد " إنت مبتصومش ليه ؟؟؟ " وكان الرد غريباً للغاية مثل الفعل فقد قال " أصلي مبعرفش أصوم " !....
الكارثة الكبيرة ليست في ذلك الشاب ولكن في ذلك الجيل المظلوم الذي سيربى على يديه ومن وراءة أجيال وأجيال ..

كتمت غيظي وانفعالي من ذلك الرد ودخلت إلى المكتب وأنا أحمل في قلبي غيظاً شديداً مما يحدث ولا أجد تفسيراً لأجد جريدة المصري اليوم كما أعتدت أن أجدها كل يوم حيث يحضرها زميل لنا في العمل كل صباح جلست وكعادتي أتصفح الجريدة وإذا بي أجد صفحة أو صفحتين على ما أذكر هي عبارة عن إعلانات مسلسلات رمضان فقط . أكثر من حوالي ثلاثون مسلسلاً قرأت أسمه ..... ما هذا العدد ؟؟ ما هذا الكم الغريب ؟؟
يقابل تلك الصفحة صفحة أخرى لرجال الدين الإعلاميين الذين ابتعدوا كل البعد عن الدين وأصبحت الأمور " بيزنيس " إلا من رحم ربي .......

فرغت أخيراً من التقليب في صفحات
 الجريدة واتجهت فوراً إلى قسم الحوادث لأجد ما يصعب على أمثالي تفسيره أو إعطاء مبررات له .....
- أمرأة تقتل إبنتها الصغيرة بمساعدة زوجها لأنها كثيرة البكاء !!! ...

- شاب في إحدى كليات الهندسة يشنق نفسه برباط جزمة !!! ...
- مقتل أربعة أشخاص في مشاجرة بالسنج والمطاوي !!! ...
والكثير والكثير والكثير !!!

أخذت أقلب في الجريدة لعلي أجد ما يكذب أننا في ذلك الشهر الكريم ولكن ها هي إعلانات المسلسلات وها هو التاريخ يؤكد ذلك ...

مر الوقت سريعاً فبأذان الظهر نصلي وتبدأ مراسم الاستعداد للرحيل كلاَ منا إلى بيته ...

انطلقنا بالفعل وفي الطريق حدثت مشاداة بين شخصين في الأتوبيس وتدخل المشرف بوابل من السباب مع الطرفين تحت بند " أصله صايم وخلقه ضيق "  

لم يختلف الجو الخارجي عن ما حدث داخل الأتوبيس كثيرا فلقد شاهدت ما يقرب من عشرين مشاجرة في الطريق لا تستطيع رؤيتهم في الأيام العادية !!!  
وجميعهم أيضاً تحت بند " أصلوا صايم وخلقه ضيق " ..
وصلت إلى منزلي بسلام وأمان وأحمد الله لأنني أطمأننت كثيراً عندما دخلت منزلي فقد أحسست حينها أني مازلت في شهر الصيام ...
 فرغت من الاستحمام والصلاة وحينها لم أستطع البقاء على قيد الحياة أكثر من ذلك فانطلقت إلى سريري لأنام سريعاً من شدة التعب والأرهاق ..

على غير العادة تركتني والدتي نائماً حتى أذان المغرب فقمنا وصلينا وجلسنا للفطور وكان يوماً جميلا فرمضان يحمل مكانة خاصة جدا في قلوبنا جميعاً ...

سريعاً ما انتهينا من الإفطار وبدأت الاستعداد للنزول إلى صلاة التراويح وبالفعل صليت في أحد المساجد القريبة مع أحد أصدقائي وأثناء سيري في الشوارع كنت فرحاً للغاية فتجد الأنوار والزينات والأطفال تلهو وتلعب وتسمع أصوات الصواريخ المختلفة طوال الطريق ..

ولكن كان هناك ما يغضبني غضباً شديداً ويجعلني أستنكر ما أراه بشدة فقديما كان من الطبيعي أن ترى رجلاً يأخذ مخطوبتة أو زوجتة إلى المسجد ليصليا القيام سوياً في جو مطبوع عليه الاحترام فالزوجة ترتدي ملابسها الفضفاضة للصلاة والزوج يسير معها في هدوء وسكينة ..

لكن ما رأيتة كان محزناً للغاية فالشاب يمشي متباهياً ب " السيجارة" وفي يداه الأخرى " البت بتاعتو " تحمل " مصلية " في يديها الأخرى وتلبس ثوباً كان من الأكرم لها أن تخلعة وتسير بدونه.....
أمر محزن للغاية أن ترى جانب المصلى الشاب ينتظر الفتاة التي توهم أهلها أنها تصلي ولكن الصلاة بريئة منها

عدت إلى منزلي وأنا أحاول أن أجد تفسير لما أراه وما رأيته ولكني لم أجد......

غير ما قالته لي والدتي عن الشيخ كشك رحمة الله " إن لم تخني الذاكرة " فقد كان يقول وصفاً لرمضان عند المسلمين " أوله مرق ... أوسطه خلق ... أخرة حلق " فأول عشر هم للعزومات والمناسبات أما ثاني عشر فهم لشراء لبس العيد أما العشر الأواخر فهم للكحك والبسكويت ....

نسينا أن " أوله رحمة وأوسطة مغفرة وأخره عتق من النار"

أصبحنا نعمل بمبدأ " أول عشرة صوم وعبادة تاني عشرة من دة على دة  تالت عشرة ولا دة ولا دة  "

لا أعرف لماذا أصبح حالنا هكذا لماذا أصبحنا بعيدين كل البعد عن المولى عزوجل
حتي في أعظم الشهور التي أنعم علينا بها وعلى الرغم من أن الشياطين مُسلسلة من قِبل الرحمن ولكن ما أكثر شياطين الإنس التي تتفوق علي الجن ... أصبحنا نمتلك أيضاً كم كبير من عدم الإحساس بما نعمل ونطلب من الله أن يرفع عنا الغلاء والأمراض ...

كيف نعصي الله ونطلب منه أن يجعلنا سعداء في الدنيا
لقد عشت طول حياتي أعترف أن " الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم " وقد حان وقت التغيير فماذا ننتظر ؟؟؟ ..
المولي ينتظرنا في الأعلي بشغف فهو ينتظر عباده وينتظر توبتهم إنه يشتاق إلينا كي نتوب ولكنا نأبي ....

أعرف أن فينا من من الله عليه بالإيمان ولكن ليس هذا هو المطلوب فقط فلا يصح أن تكون عبداّ مؤمنا ولا يتمعر وجهك لله قط أعي جيداً أننا نحن الشباب قادرون على إحداث التغيير فقد قررت من اليوم أنني عندما أري منكراً لن أسكت أبداً ولابد أن تقررون معي أنتم كذلك ..... ينتظر المولي توبة عباده ينتظرني أنا وأنت وينتظر أن تأتي بأخيك معك ...

فهيا بنا لنعود برمضان إلي " أوله رحمة ... وأوسطة مغفرة ... وأخره عتق من النار "

وأخيراً وليس أخراً ...

لقد كتبت ذلك المقال بعد نهاية شهر رمضان الماضي ولم أتخيل إني سأري ذلك الشهر العظيم بكمية تلك الذنوب التي تصعد للسماء كل ليلة مرة ثانية ولكنني كنت مخطئاً حينها ولعلك تنزعج وتقول  " احنا لسة طالعين من ثورة  والتغيير و ... و .... "
ولكنني أقول أنها كانت ثورة لإسقاط فساد الرئيس والحكومة ولكن لكي تكون ثورة حقيقية لابد أن يكون لها توابع ومنها ثورة مصلحي الشعب على مفسدي الشعب ثورة أخلاقية ، فكرية ، اجتماعية ........
أعرف جيداً أن معظم من سيقرؤن ذلك المقال من أصدقائي وشباب جيلي ليسوا بتلك الوحشية في ارتكاب الذنوب ولكن أنتم من أستطيع الوصول إليهم فلو كنت أمتلك قناة تلفزيونية أو قلم في جريدة كبيرة لأوصلت رأيي لجموع الشعب المذنب .....

 ولكن طالما معظمنا لا يقوم بتلك الممارسات في رمضان فلماذا أكتب إليكم ؟؟؟ ....

إني أكتب تلك الكلمات لكم لأن منكم الكثير من مصلحي الشعب ودوركم كبير ولست أنا من يعرفكم به فأنتم تعلمونه جيداً ...
لا يكفي أبداً التزامنا الصلاة وراء الشيخ حاتم والشيخ فلان والشيخ فلان وعندما نرى تلك الممارسات ندير أوجهنا عنها
الإصلاح والدعاء هما سلاحنا لنعود برمضان إلي ......

" أوله رحمة ... وأوسطة مغفرة ... وأخره عتق من النار "


بقلم : محمد مندور 
31 /7 / 2011

السبت، 23 يوليو 2011

23 يوليو و25 يناير ونظرية الوصاية


بداية وقبل أي شيئ أود أن أوجه تحية تقدير وإجلال لشباب حركة 6 أبريل ، الشباب الذين رأيتهم في جميع مظاهرات طلب الحرية في مصر ، الشباب الذين ذاقوا الذل والقهر في مساندتهم للبرادعي منذ وصوله إلى مصر وعزمه بداية طريق الإصلاح في زمن الطاغية " حسني مبارك " ، الشباب الذين رأيتهم في سنوية   " خالد سعيد " على الرغم من نسيان جميع القوى السياسية والإسلامية لهذا الرجل .

شباب بيحب مصر، شباب غير مصر للأحسن ...
حقيقة وبصدق لا يشغلني كثيراً مصدر تمويلهم حينما أنظر إلى ما قدموه لمصر وهو ما يؤكد على وطنيتهم الصادقة ...

نرجع لموضوعنا الأصلي :
- في 23 يوليو قام الظباط الأحرار بعمل انقلاب عسكري أجبروا به الملك على ترك العرش ومغادرة البلاد ورفعوا الوصاية عن مصر بالثورة وأعلنوا مصر جمهورية مستقلة ..
- في 25 يناير قام الثوار الأحرار بعمل ثورة شعبية أجبروا بها الطاغية على ترك العرش ولكن الجيش فرض الوصاية على الثورة سياسياً ....

الجيش لم يفرض الوصاية على الثورة فحسب بل فرض الوصاية على مصر منذ قيام ثورة 23 يوليو بتولية ثلاثة قادة عسكريين حكم البلاد بالتوالي وربما قدم هؤلاء القادة للبلاد عسكرياً الكثير ولكن لم يقدموا لها سياسياً مقدار حبة من خردل بل ساء الوضع السياسي بمرور الوقت حتى وصلنا إلى عصر الطاغية ..

بداية من الديكتاتور المحبوب " جمال عبد الناصر " الذي بذل جهوداً في استرداد هيبة البلاد عسكرياً واقتصادياً ولكنه لم يستطع احتواء جميع القوى السياسية في مصر .... الديكتاتور المحبوب أحبه الناس لأنه أعاد كرامة المصري بعد أن كانت مسلوبة في زمن الملك . جمال عبد الناصر مات مسموماً " كما يقال " لأنه أخطأ سياسياً أو ربما عدالة السماء ...

محمد أنور السادات ذلك الرجل العسكري المخضرم الذي أعاد إلى مصر أراضيها المسلوبة ، الرجل الذي صنع كرامة للمصري تستشعرها في جميع خطاباته عندما يتحدث عن الإنتصارات وكيف أذاق اليهود ذلاً لم يذوقوه من قبل على الرغم من اختلافي مع مفهوم الانتصار الذي حققه ولكن دعنا نقل هذا ...
المهم أنه مات مقتولاً أيضاً لأنه ربما لم يستطع احتواء البلاد سياسياً أو ربما أيضاً عدالة السماء أو خيانة رجاله له ..

وأخيراً مع ثالث القيادات العسكرية وهو الرجل المضحك " حسني مبارك " الذي عندما تستمع إلى خطاباته تشعر بالسخافة الشديدة والتفاهة الغير عادية هذا الرجل أثبت أنه لا يصلح أن يكون رجل حرب أو سلم فقد أفسد مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً ولم يعد في مصر شيئ لم يطله الفساد .

لقد أثبت الجيش أنه علي مدار تسعة وخمسون عاماً لم ينجب قيادي سياسي محنك ولكنه مازال يصر على فرض الوصاية على مصر ...
لقد فرضها بالفعل على الثورة عندما أعادها إلى نقطة الصفر من جديد ويسعي الأن لتفريق الثوار وإشعال الفتنة بينهم حتى يخلوا الميدان وتكون الفترة القادمة في مصر هي من تخطيط العسكر أيضاً ...

لقد صدق السادات حينما قال " لقد أفقدنا العدو توازنه في ست ساعات " حينما أستمع إلى ذلك الخطاب أشعر بالفخر الشديد لأننا نمتلك خير أجناد الأرض ولكن عندما أنظر إلي تلك الحقبة الماضية من تاريخ العسكر السياسي أشعر بالحسرة .

وأخيراً وليس أخراً
لقد سقط الطاغية عندما كان هدف من هم في الميدان واحد وهو سقوط الطاغية لذا لا بد أن يعود الهدف الواحد من جديد ...  

في تلك الأيام ووسط تلك الأحداث أشعر بتفاؤل شديد فلم يسقط النظام إلا عندما فشلت جميع محاولات النظام السابق في تفريق كلمة الثوار بل زادتها وحدة وها هي المحاولات تدار الأن من جديد .
ولكنني أشعر بالقلق الشديد لأن الوحدة ليست موجودة الأن .....
فهل من وحدة تعيد الثورة إلى الطريق الصحيح ؟؟!



بقلم :محمد مندور 
23/7/2011

السبت، 16 يوليو 2011

نداء إلي الثوار " فلنعتبر من غزوة أحد "


غزوة أحد وقعت في السنة الثالثة من الهجرة بقيادة الرسول " صلى الله عليه وسلم " بين المسلمين والمشركين وكانت قيادة جيش المشركين لـ " أبي سفيان بن حرب " ويعاونه " عكرمة بن أبي جهل " وكانت قيادة الفرسان لـ " خالد بن الوليد " وقد تمكن المشركون من تحقيق نصر عسكري بواسطة هجمة مرتدة سريعة بعد نصر أولي مؤقت للمسلمين الذين انشغل البعض منهم في جمع الغنائم وترك مواقعهم الدفاعية التي تم التخطيط لها من قبل المعركة .........

يعتقد المؤرخون أن من الأسباب الرئيسية للهزيمة العسكرية للمسلمين هو مغادرة المواقع الدفاعية من قبل 40 رامياً من أصل 50 رامياً تم وضعهم على جبل يقع في الضفة الجنوبية من وادي مناه وهو ما يعرف بجبل الرماة ....

فلنعتبر يا معشر الثوار ...
لقد حدث معنا مثل ما حدث مع أصحاب الرسول " صلى الله عليه وسلم " عندما رأوا الغنائم من حولهم ويالها من غنائم تلك التي جعلتنا نترك الميدان لقد رحل عنا الطاغية الكابوس المألم " مبارك المخلوع " وسقط النظام وأي عقل يستطيع تصديق هذا ....
وأي عقل أخر يستطيع توقع أن ترك الميدان سيعيدنا إلي نقطة الصفر من جديد .!
لا جُرم علينا لقد تصرفنا بعقلية المُغيب ثلاثون عاماً ولكن الجرم الحقيقي هو ما حدث أثناء تقسيم الغنائم وهو الذي لم يحدث في غزوة أحد ...

إذا أردت أن ترى بعينك ماذا حدث قم بالدخول مباشرة إلى موقع الفيس بوك ستجد ما يلي :

 بعيداً بالطبع عن الشباب التافه رواد ستار أكاديمي وروابط الفنانين العظماء !! وبعيداً أيضاً عن ثورجية الفيس بوك الذين يجيبون بنعم دائماً للمظاهرات ثم تجدهم يتظاهرون تحت اللحاف !!.
بعيداً عن كل هؤلاء ستجد شباب إخوانجي يعارك شباب سلفنجي يعارك ليبرالي يعارك يساري يعارك يميني يعارك.. يعارك ...

وكأنهم نسوا جميعاً أننا كنا مكبلين لمدة ثلاثون عاماً نشرب جميعاً من نفس تلك المياة التي مزجت بالترمادول لنغيب عن الوعي ونذوق الذل سوياً فكيف يصر الأن كل طرف على إثبات أنه على الحق والباقي هو الضلال بعينه . لماذا نتعجب من تلك المحاكمات الواهية ومهرجانات البراءة للجميع ؟؟! 
لقد نسينا حقاً عن من ندافع وعلى من نثور ...

أنسانا هذا قيادات الجماعات والأحزاب التي تستعجل تقسيم التورتة فأصبحنا ندافع عن مبادئ وقيم هم المستفيدون منها وأستطيع أن أجزم أن كل من يدافعون عن تلك المبادئ من الشباب غير مقتنعين بما يفعلون ولكنها الطاعة العمياء !.

ولكن الفرصة قد جاءت من جديد الفرصة التي لم تعطى للمسلمين في غزوة أحد فرصة إعادة المحاولة والتمسك بها للنهاية  فهيا بنا إلى الميدان من جديد يداً واحدة ...
هيا بنا نعيد ترتيب أولويات متطلبات الثورة ولنزيل جميعاً الغمامات من على العين لنرى الحقيقة ونتعلم ونقرأ ونفهم فعندما سيسألنا الله عزوجل عن تلك الفترة لن نقل قال المرشد أول رئيس الحزب أوالشيخ أو فلان أو علان ..
سأقول لقد فعلت أنا وهذا ما سأحاسب عليه .

هيا بنا إلى الميدان من جديد روحياً ومادياً فمن الممكن أن نترك الميدان يوماً ما عندما تتحقق المطالب ولكن الأهم هي روح الميدان روح الصف الواحد روح الكيان الواحد والتي أتمنى أن تنتشر في مصر على الأقل مثل الشائعات ! ..

في النهاية أحب أن أشير إلى نقطة هامة وهي أننا إذا انصرفنا مرة ثانية عن حق الشهداء وأصبحنا نبحث عن مطالب بالتأكيد هي مشروعة ولكن لا يصح لها أن تسبق حق الشهداء فسنعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى ولا نعلم حينها أيظل ميدان التحرير موجود حينها أم يتم هدمه ؟ لابد من أحد يحاسب على تلك الدماء التي سالت ظلماً وعدواناً وحينها نختلف ونتفق سياسياً ونظل أيضاً يداً واحدة من أجل رفعة مصر وتقدمها وليحفظ الله لنا مصر ويحفظنا لها إلي يوم الدين ...


بقلم : محمد مندور
16/7/2011

الأربعاء، 13 يوليو 2011

مبارك والمجلس العسكري ولاد بطن واحدة


عندما أقوم بالنداء على أحد أصدقائي ولا يهتم أقول " عامل فيها من بنها " أو " عامل نفسه عبيط " وهكذا كان يعاملنا الرئيس المخلوع بمبدأ " عامل فيها من بنها " ....

قمنا بثورة طالبنا فيها بالحريات والتغيير فلم يهتم وبعث إلينا بالكلاب المسعورة تنهش في أجسادنا وتشرب نخب انتصارها دمائنا فلم يزد هذا فينا إلا قوة وإصراراً وأصبحنا نطالب برحيل النظام فلم يهتم وبعث إلينا كلاب مسعورة هم كلاب الكلاب المسعورة الأولى فشربوا من دمائنا فلم يزدنا هذا إلا إصراراً على رحيل النظام ورحل النظام في النهاية ليخلد صفحة من الغباء السياسي سيظل يرويها التاريخ إلى يوم الدين .

ولأننا شعب قنوع ، قصير النفس ، قليل الخبرة في الحياة السياسية تركنا الميدان لنبدأ في البناء ومع إذاعة بعض الأغاني الوطنية في الميدان وعلى القنوات الإخبارية " جيشنا عبر واحنا وراه " سلمنا سلطة البلاد لجيشنا العظيم بمجلسه العسكري الحكيم ....
بالطبع لا ننكر أن جيشنا العظيم رفض إطلاق النار على المتظاهرين وحتى تلك لا نعرف مدى صحتها وهل كان هناك أوامر بالضرب فعلياً أم لا ولكن باعتبارها حقيقة هذا لا يعطي للجيش ولا للمجلس العسكري فضل علينا فهو لم يقم إلا بواجبه الإنساني قبل الوطني ....

تسلم الجيش السلطة وتولى معه رئيس الوزراء الثوري " عصام شرف " ليهدأ الثوار وتبدأ الاحتفالات بنجاح الثورة ومراسم تقسييم التورتة بين مرشحين الرئاسة القادمين وبين الأحزاب بعضها البعض وجلس الشعب في انتظار ما أسفرت عنه ثورتهم العظيمة فلم يجدوا شيئاً سوى لا شيئ ..

- وزارة داخلية قذرة مازالت تتخذ نفس المنهج في معاملة المواطنين ومازال قتلة الثوار في مناصبهم وكأن شيئاَ لم يحدث .
- محاكمات أقل ما توصف به أنها غير عادلة ولا نستطيع أن نعيب على القضاء المصري فرغم أنه هو الأخر يحوي بعض الفاسدين إلا أنه أقل بكثير من جهات أخرى ولكن نستطيع أن نعيب على من عليه أن يقدم أدلة تؤكد إدانة النظام السابق وهو بالطبع المجلس العسكري والأجهزة المختصة .
- مهرجان البراءة للجميع لجميع من قتلوا الثوار أو بعضهم ولرجال الأعمال حتي أصبح المصري يتمني أن لا يسلم القضاء الإسباني رجل الأعمال الهارب حسين سالم حتى لا يأخذ براءة هنا في مصر على أمل أن يعاقب في إسبانيا ..
- بلطجية يجوبون الشوارع بلا ردع لأنهم تدربوا على أيدي من هم مسئولون عن القبض عليهم ..
- غلاء في الأسعار ... مماطلة في المحاكمات ... أخبار مريبة عن النظام السابق ورجاله .
فساد فساد فساد فساد فساد ..

إذن ما الذي تغير وماهي ثمار تلك الثورة إلى الأن للأسف كلها طلعت " واخدة كيماوي مسرطن كالعادة "
العقل البشري يؤكد أن هناك أحد سببين لا ثالث لهما لما نحن فيه ...

الأول : المجلس العسكري غير قادر على تحمل مسئولية البلاد سياسياَ ويتحرج من محاكمة قائده " سابقاً " ورجاله يصرون على المماطلة وتسيير أحوال البلاد إلي أين الله أعلم ؟؟..

الثاني : أن المجلس العسكري طاله الفساد كما طال جميع المؤسسات المصرية فلا يعقل أن يعيش الجيش في أحضان القائد المخلوع ثلاثون عاماً ولا يطله الفساد ..

لا أحب أن أقر بأيهما الأصح وأترك لكم أنتم الحكم .... 

ولكننا وبكل وضوح وقعنا في تلك الأزمة كما ذكرت بسبب قلة خبرتنا السياسية والقناعة وقصر النفس فالشعب المصري كالطفل الذي اعتاد أن يحمله أبوه وكلما تركه يمشي يبكي ويقول  " شيلني يا بابا " ... ونحن كلما مر الوقت نسأل " مش هنخلص بقى من القرف دة ونستريح قام اتعين المجلس العسكري تمااااااااااام شيلني بقي !! " ...
حتى لا أطيل عليك عزيزي القارئ إليك سؤالي الأخير
عنما قامت ثورة 23 يوليو في مصر وتم طرد الملك وإعلان مصر جمهورية مستقلة من تولى قيادة البلاد ؟
( الجيش وهو حينها من قام بالثورة – الشعب – بعض من رجال الملك الصالحين ؟؟! )


بقلم : محمد مندور 
13/7/2011

الأربعاء، 6 يوليو 2011

قصيدة " وصية شهيد " - قصيدة مسرحية !


 
الراوي :  وسط الميدان قال الشهيد
الشهيد :  تسمحولي بثانيتين ؟؟! ....
            تسمحولي قبل ما امشي اكتب لأمي جملتين 
            حاسس بصوت نبضك يا أمي قلب جواه الحنين       
             اوعي تبكي في يوم عليه مهما طالت السنين                
             أو تلبسي أسود فراقي أو تقلبي عمرك حزين            
            هتوحشيني وهوحشك وفي كل مرة هوحشك 
             هتلاقيني جوا منك بندهك بجري عليكي وبحضنك  
            مستني منك ابتسامة مش دمعة قاسية تكسرك 
             لفي علي الناس وزعي شربات وفاتي 
             قولي إبني مات شهيد إبني أغلي ما فـ حياتي
             إلبسي أبيض زفافي علي حورية من الجنة
            واكتبي بدم الشهيد أنا إبني مات فدا الأمة 
             خلي بالك من حياتك ويوم ما يجي الموت لبابك
             هتلاقيني ويا منك في الجنة مستوحش غيابك
             أسف يا أمي مضطر اسيبك الملايكة بيندهوني
             اوعي تنسي في يوم حبيبك اوعي تنسي في يوم
             عيوني .....
             ووصلي لأهل البلاد صوتي يمكن يسمعوني 
             أنا شهيد ثورة بلادي كان نفسي اموت ضد الأعادي
             لكني مت بأيد اخويا حقي في إيديكوا يا ولاد بلادي
النظام :   ولاد بلادك في العسل نايمين ولا حاسين بنار قلبك
             دة هي ديتها يومين تتنسي زي اللي راح قبلك
             واللعبة محفوظة والفتنة متقادة راح يلعنوا سنين بعدك
             النهاردة في كنيسة وادي بكرة في الجامع 
             واللعبة دية خبيثة بس مين سامع ؟؟؟ 
             الهم راكبهم والبورصة واقفة خلاص                     
             والسعر عالي فوق والجوع لكل الناس           
             والأمن في النازل والخوف بقي الإحساس      
             وكل اللي جاينلك أصلهم خاينين                
             لا يعرفوا ربك ولا عندهم دين
             وطول ما في سلف بيعض في الإخوان              
             وفي ضدهم تلقي المسيحي كمان        
             طول ما في تلف بيهد في الأوطان
             ضيف عليهم علمانية وليبرالية ودية الصوفية
             وقول كمان الوهابية بكرة ينسوا أية القضية
            تتمنوا يوم يرجع زمان وتقولوا يا ريته ما كان 
             وتخرجونا من السجون نرجع ندمر
             نضرب سلام للفرقة بينكم شعبنا عنده زهايمر
الثوار :   لا يا خاين يا عميل شعبنا قامت قيامته
             بكرة تعرف جيل يناير لما ترجع ليه كرامته
             حقك علينا يا شهيد راح نجيب حقك أكيد
             و ان مجاش حقك راح ابطل كتابة شعر
             ما انا ويا نفسي مش هبقي راجل
             هكتب لمين ولمين هناضل ؟؟
             هكتب للي ضحي لجل ما ينور طريقنا ؟؟
            وبإيدينا سبنا حقه وبعد منه افترقنا 
             ولا أكتب للجبان والحرامي واللي خان 
             واللي كسر واللي دمر واللي نجس المكان  
            ولا أكتب للي عايش طول حياته شيطان 
             ساكت عن الحق وقابض سكوته كلاااام
             حقك علينا يا شهيد راح نجيب حقك أكيد
             و ان مجاش حقك راح أموت زيك شهيد
الراوي:   شفتوا الحكاية مفصلة
             أدي اللي ضحي وادي اللي خان
             و
ادي اللي تاية وسط الميدان ..
             والنهاية بإيديكم إنتم إرحموا أهل الشهيد 
             دة فـ كل يوم الشرخ بينكم كل يوم عمال يزيد
             يلا نجيب حق الشهيد ونخلي موته لمصر عيد
  
             يلا نعمر يلا نطور يلا نحب بلدنا أكتر
             يلا نبقي يد واحدة بالعمل مش بالكلام 
             بكرة يجي علينا أحلى لما نوفي الإلتزام
             يلا نقول حقك علينا يا شهيد راح نجيب حقك أكيد
             حقك علينا يا أم الشهيد كلنا ولادك أكيد

محمد مندور
فرسان القلم  
7/7/2011