رأفة بالجيش ورحمة بالشعب ...

هذة هي الرسالة الأولى التي أكتبها لقواتنا المسلحة المصرية والتي تحمل بداخلها كثيراً من الحزن والقلق على حال مصر الأن فرجاءاً " رأفة بالجيش ورحمة بالشعب " ..

لقد قمنا بثورة أسقطنا فيها النظام نظرياً ولكننا لم نحاسبه فيها وسلمناها لكم ونحن تملأنا الثقة أنكم ستحققون عدالة السماء على الأرض ولكنكم و للأسف الشديد خذلتمونا فأنتم تتبعون مبدأ العدالة البطيئة والتي هي بالفعل ظلم محقق .

لقد بدأتم تلك المسرحية عندما تباطئتم كثيراً في محاكمة الرئيس المخلوع ولم تبدأوا فعلياً في إجراءات القبض عليه إلا عندما علمتم أن الشعب سيعود للتحرير مرة أخرى وحتى المحاكمة الفعلية لم أراها قد بدأت بعد ....

- مازال هذا الخائن يلقى الرعاية الكاملة والعناية الفائقة في شرم الشيخ ومصابو الثورة لا يجدون سوى الرعاية تحت السلم .
- مازال هذا الخائن يُحاكم محاكمات تافهة والدلائل والإتهامات أمام الجميع والنار مشتعله في قلوب أهالي الشهداء .
- مازال قتلة الشهداء جميعهم أحرار يشغلون مراكزهم كما كانوا من قبل في وزارة " البلطجية " ومن تم القبض عليه منهم لم يتم محاكمته محاكمة رادعة وعادلة .
- مازالت الشرطة تتبع مناهج غريبة في معاملة المواطنين فهنا ضرب وهنا قتل والشوارع خالية من الأمن بإرادتهم وكأنهم " بيعلمونا الأدب " ...
- تمت سرقتنا لمدة ثلاثون عاماً ولم نستطع استرداد جنيهاً واحداً حتى الأن تلك الثروات بالطبع سترد للإقتصاد المصري عافيته وسط مزاعم الإفلاس والمجاعات القادمة .....
- مازالت النخبة الفاهمة " المتخلفة " تتخذ درب النظام السابق في إقناع الشعب أنهم الوحيدون القادرون علي إصلاح مصر .
- حتي الجيش وحكومة عصام شرف هي الأخرى تتخذ مبدأ " سيبوا بس الليلة علينا واحنا هنظبط البلد "

يا خوفي يا مصر لا تكوني بتتظبطي وأحنا ظالمينك !!

- أيها الجيش العظيم أعلم أن لك وظيفة واحدة وهي حماية البلاد عسكرياً ولكن القدر وضعكم في هذا المكان فلا تكونوا غطاء على الظلم ولا تكونوا بديلاً عن فرعون مصري قد تم خلعه .....
- مبارك المخلوع رجل عسكري فأن كنتم تتحرجون من محاكمته ورد المظالم إلى أهلها فلتخبرونا ولتسلموا مصر لأيدي مدنية لا تتحرج من محاكمة العسكريين بالعدل ولتعودوا إلى ثكناتكم سالمين غانمين لتدافعوا عن شرف مصر الغير مسموح لنا حتى بالسؤال عن هذا الشرف كيف يتم الدفاع عنه ؟؟ 
-  " رأفة بالجيش ورحمة بالشعب "  لا أقصد بالجيش أنت أيها المشير ولا أنت يا سيادة الفريق بل أقصد به محمد وأحمد ومينا الجندى الغلبان الذى إذا أُمِر بتصويب بندقيته فى صدر أخيه سيفعل لأن غير ذلك سيكون خيانة عظمى !!
 ورحمة بشعب مصر ولا أقصد أيضاً أنت أيها المفكر فلان ولا رئيس الحزب علان ولكن أقصد المصريين البسطاء التائهون وسط كل ذلك الزحام لايريدون سوى تحقيق العدالة والعيش بكرامة ...    

- انتبه من فضلك أيها الجيش بتلك الطريقة لن تكون الثورة القادمة ثورة تغيير بل ستكون ثورة جوع وانتقام ولن يكون هدفها هو إسقاط النظام بل سيكون هدفها هو .......
وحينها لن تكون ثورة قامت وحماها الجيش بل ستكون ثورة قامت على الجيش وحينها لن يتبقي في مصر لا جيشاً ولا شعباً ولا أحد وحينها سنقول لك الله يا مصر ..

بقلم : محمد مندور

   4-7-2011