عندما أنظر إلى الثورة المصرية العظيمة مقارنة بالثورات العربية الأخرى أشعر بمزيد
من ارتفاع ضغط الدم المزمن لكوننا دائماً من أوائل المتخلفين عن ركب التقدم حتى في
الثورات ...
لا أعرف لماذا تنجح تونس وليبيا وفي الطريق سوريا واليمن وتفشل مصر ... سؤال يصيبني بالجنون والإحباط ولكن محاولة مني في دفع روح التفاؤل بداخلي أحاول تصديق هذا الإحتمال الغريب المبني على علم الرياضيات وهو أن عدد المواطنين المصريين عشرة أضعاف عدد مواطني تونس أو ليبيا تقريباً ولذلك فنحن نحتاج إلى عشرة أضعاف هذا الوقت الذي أخذوه لكي ننتصر نحن !! ..
لا أعرف لماذا تنجح تونس وليبيا وفي الطريق سوريا واليمن وتفشل مصر ... سؤال يصيبني بالجنون والإحباط ولكن محاولة مني في دفع روح التفاؤل بداخلي أحاول تصديق هذا الإحتمال الغريب المبني على علم الرياضيات وهو أن عدد المواطنين المصريين عشرة أضعاف عدد مواطني تونس أو ليبيا تقريباً ولذلك فنحن نحتاج إلى عشرة أضعاف هذا الوقت الذي أخذوه لكي ننتصر نحن !! ..
عودة بعد تلك الوصلة من الكلام الذي يؤذي دائماً مشاعر من يملكونها
ولكن لا يحركها لأنها وهمية لنعلن عن فرصة عظيمة لمحبي ألعاب القتل والعصابات
......
حان الوقت أيها السادة أن بجد !..
إذا أردت أن تقوم بضرب أحد الأشخاص حتى الموت مع سبق الإصرار والترصد
ودفع لفافة بانجو داخل جوفه حتى تثبت أنه مدمن مخدرات بجانب التمثيل بجثته وتحويله
من شاب يافع إلى جثة هامدة ...
أو أردت أن تقوم بتفجير كنيسة كاملة وتقوم بإشعال الفتنة بين فئتين
وترى الدماء تسيل أمامك في الشوارع وتقوم بتضليل العدالة والقبض على بعض الذين
تصفهم بالمتعصبين وتقوم بعمل استجواب وهمي لهم وتلفق لهم القضايا وتقوم في النهاية
بقتلهم ....
أو أردت أن تعتدي جنسياً على رجل أو أنثي " زي ما كيفك يجيبك
" ....
أو أردت أن تقوم بتعذيب أحد الأشخاص بإدخال المياة من جوفه ومن دبره
وتجلس تشاهده وروحه تفارق جسده .... أو أردت ... أو أردت ...
كل ما عليك هو ملئ تلك الإستمارة ...
كما تقدم لك تلك اللعبة إعلاماً وطنياً مخادعاً سيقوم بتضليل
المواطنين كما نبشرك عزيزي اللاعب أنه في حالة وقوف أحد هؤلاء المجرمين من النشطاء
السياسين ضدك وكتبت لك اللعبة " جام
أوفر " فأن كل ما ستأخذه من عقوبة هو 7 سنوات تقضيها داخل سجون تحتفي بك
وتقدر قدراتك كلاعب متميز أما إذا كنت لاعباَ محترفاً فسنوفر لك مزيداً من الوقت
حتى تستطيع الهرب ثم نصدر عليك قراراً بمعاقبتك بعدما نتأكد أنك بأمان .....
إذا أردت كل هذا كل ما عليك هو أن تملأ تلك الاستمارة ....
استمارة الالتحاق بوزارة الداخلية المصرية .....
لا تخف عزيزي القارئ لم أصاب بالجنون بعد ....
ولكنه شعور غريب أحسست به عندما مررت أمام صورة الشهيد خالد سعيد
والتي رسمت على ذلك النفق الذي يوجد أمام الشارع الذي كان يعيش به الشهيد على طريق
الكورنيش أحسست أن الصورة تريد أن تتكلم ، تبكي على حاله مثل بكاء صورة الشهيد
الأخر سيد بلال وانضمت إليهما أيضاً صور شهداء 25 يناير ثم انضمت لهما مؤخراً صور
المجني عليه والشهيد بإذن الله عصام عطا ..
لا أعرف متى سيتوقف ذلك النزيف ولا أعرف أيضاً من القادم وإذا عدت إلى
نفس الإحتمال الذي ذكرته في بداية المقال سنحتاج إلى عدد من الشهداء يفوق عدد
شهداء سوريا وليبيا بعشرة أضعاف وهو ما يعني انقراض هذا النوع المسمي بالناشط
السياسي أو الديني وتبقي هذا النوع الأليف من المواطن المثالي وبذلك نكون قد أخذنا
جائزة نوبل في الإبداع في العودة للتخلف ...
حقيقة إذا سألتني عن رأيي في سبب كل هذا سأقول لك شيئاً واحداً وهو أن
السبب الحقيقي وراء كل هذا هي تلك الأعداد التي زادت أعداد ميدان التحرير إلى
ملايين خلال 18 يوم حتى تنحى المخلوع ثم عادوا ليشتاقوا للنوم مرة أخرى حرصاً منهم
على أمن وأمان البلاد ليستخدمهم المجلس العسكري في تحويل النسطاء والسياسيين إلي
مجرمين مرة أخرى .
وأصبحنا نعيش وهماً كبيراً يسمى ثورة مصرية وسنحتفل بذلك اليوم في
العام القادم وبالطبع سيكون أجازة رسمية مهداة من المجلس العسكري !!! إلى جموع الشعب
المطيع المخلص على الرغم من أننا لم نقم بتسديد شيكات الدم التي سفكت والأرواح
التي أزهقت وبسببها نحن نحتفل احتفالاً وهمياً بثورة صنعها الغباء السياسي وضيعها
الغباء الشعبي ...
إن المعركة الأن لها جانبان جانب يتمثل في الفساد الموجود نتيجة قطع
رأس النظام السابق فقط وترك بقية الأيدي تلعب كما تشاء وجانب في أولئك الناشطين من
مختلف التوجهات ولكن للأسف الشديد المعركة غير متكافئة إلى حد كبير فمازالت أعداد
من تعمل عقولهم قليلة مقارنة بأعداد من " سايبنها على الله والمهم إننا
عايشين " بالإضافة إلى وجود عدد من النشطاء المزيفين " نشطاء اللايك
والكومنت اللي يقطع قلبك " ..
وكعادتي في النهاية لابد أن أتفائل لأن التفائل مهما كانت الظروف
يجعلك تنتظر نتيجة أحسن وبالتالي تعمل للأحسن فليكن هدفنا جميعاَ أن نجعل خالد
سعيد ورفاقة سعداء حقاً هم بالطبع سعداء في الفردوس الأعلى ولكن لنجعلهم سعداء بنا
كأخوه لهم استطاعوا أخذ حقهم في الدنيا ....
بقلم : محمد مندور
29/10/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق