إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر وها هو القدر يستجيب وتنتصر إرادة الشعب ويسقط النظام .... لم أكن أتخيل أنني سأعيش يوماً يُخلده التاريخ وأحكي عنه لأولادي حتى يتعلموا منه الكثير والكثير . يتعلمون كيف كانت إرادة جيل من الشباب " الشباب التافه وشباب الإنترنت والفيس بوك " قادرة علي إسقاط النظام الفاسد وهو ما عجز عنه الكبار لمدة تتجاوز الثلاثون عاماً لا عيباً منهم ولا عجزاً ولكنها سُنة الحياة فخير الأمة دائماً يكون في شبابها ....
وأنتم يا أبائنا ويا كبار أمتنا كنتم خير جيل عندما دافعتم عن أرض مصر بكل ما تملكون من قوة حتى نالت استقلالها وعزتها ليخرج من أصلابكم جيل أكثر ضراوة وشراسة في الحق .
خرجوا جميعهم في الخامس والعشرين من يناير ليسقطوا ثلاثون عاماً من الظلم والاستبداد ، ثلاثون عاماً من فقدان الشرعية ، والفقر ، والذل ، وتكميم الأفواة ، ونهب خيرات البلاد ....
لم يكن كل ما ذكرت سوى دافعاً لهم لتحقيق النصر فقد عاشوا عمرهم بالكامل تحت قبضة النظام الفاسد ولكن هذا لم يغير من حبهم لبلادهم في شيئ ....
فماء مصر ، وترابها ، وطينها ، وسمائها ، وهوائها ... خليط من حب مصر يجري في عروق كل منا وهذا ما دفعهم للخروج لأن مصر تستحق منا الخير ... كنانة الله في أرضه تستحق أن تُطهر من الفساد .
ونجحنا بالفعل فقد أسقطنا رؤوس الفساد في البلاد واحداً تلو الأخر وانتقمنا لشهدائنا وكرامتنا وعزتنا بدون عرابي أو سعد زغلول إنما بحبنا لبلادنا وعشقنا لتراب أرضها ولكن .....
يخطئ من يعتقد أنها انتهت بذلك ..
هي البداية .. بداية ثورة التغيير ثورة تغيير أنفسنا بأيدينا لقد سطرنا تاريخنا بأيدينا وسنحلم لمستقبلنا بأيدينا فلا مزيد من الفساد ولا الرشوة ولا الظلم ..
لقد أثبتنا للعالم أجمع أن شعب مصر لا يعرف الإنحناء ولا الذل علي مدار التاريخ فدعونا نثبت أيضاً أننا قادرون علي البناء وقادرون علي المضي قدماً نحو التقدم .
اجلسوا وشاهدوا ماذا سيفعل شباب مصر بوطنهم ... لقد أثبتنا لكم أننا لسنا أقل منكم في شيئ بل أكثر ضراوة وحرصاً في الحق .
نحن من سنصنع مستقبل مصر بأيدينا فلا جيل تافة بعد اليوم ولا جيل معاق ....
لقد أن الأوان يا مصر أن تسلمينا رايتك مرفوعة لنمضي بها قدماً نحو المقدمة ولنكمل بها البناء ....
ونهاية إن من أقوال الشيخ أحمد المحلاوي في أيام ثورة الخامس والعشرين من يناير " أشركوا الله في المعركة " ولقد انتصرنا بالفعل وها نحن نحتاجه مرة أخرى في البناء ليكن بجانبنا ...
فلنعد إلي الله ونشركه في المعركة فهو قادر علي جعل مصر روضة من رياض الجنة .
وليحفظ الله شعب مصر وأهلها أمنين مستقرين وفي رباط إلي يوم الدين وليرزقنا منها الخيرات إنه على كل شيئ قدير ....
بقلم : محمد مندور
15/2/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق