منذ أيام ليست بالبعيدة انتهت علي شر كبير الانتخابات البرلمانية
المصرية و بدراسة تلك الفترة التي تسبق الانتخابات والتي تليها مباشرة نجد أن
كثيراً من المعطيات تفرض نفسها للحديث عنها ....
كانتخابات هزيلة ... تزوير ... بلطجة انتخابية ... حالات وفاة !!! ... رشاوي ... إلخ
كانتخابات هزيلة ... تزوير ... بلطجة انتخابية ... حالات وفاة !!! ... رشاوي ... إلخ
ولكن لن أتحدث عن كل هذا فللأسف الشديد تعودنا علي هذا الحال بعد أن اكتسبنا خصائص الشعب المرن ولكن لفت نظري في تلك الفترة شيئين مهمين للغاية كل منهما يدق ناقوس الخطر بشدة .
أولهما : أن الشعب المصري مغُيب تماماً و فاقد الوعي و قدم استقالته
وتنحي عن جميع مهام الشعب الطبيعية وهذا علي الرغم من الضجة الكبيرة التي أحدثتها
تلك الانتخابات في الشارع المصري ...
فإذا كنت من رواد لجان الانتخابات المصرية أو علي الأقل تتابع البرامج
الإخبارية أو مجرد أنك تري لافتات الناخبين في الشوارع ستلاحظ شيئاً هاماً للغاية
أن المعركة الانتخابية تنشأ ويعلو صوتها بين رجال الحزب الوطني ورجال جماعة
الإخوان المسلمين ولا وجود رسمي لبقية ما يقرب من 24 حزب ......
فهل سألت نفسك " لماذا الإخوان ... ولماذا الوطني "
لنبدأها مع الحزب الوطني فهو الحزب الحاكم والأكثر قوة وخبرة فهو
يمتلك جميع الأسلحة الشرعية التي تكفيه لدخول الانتخابات بدون قيود ويمتلك جميع
الأسلحة الغير شرعية لكسب الانتخابات مهما كانت الملابسات وعرقلة جميع المرشحين
الآخرين أيضاً عن خوض تلك الانتخابات .... إذن فهو يمثل " العصا " ...
أما الإخوان المسلمون فهم يمثلون الوازع الديني للمصريين فهم لا
يتحدثون سوي بصورة رجال الدين الذين يسعون لحكم مصر بالنظام الإسلامي العادل ....
إذن هم يمثلون " صوت الدين " ...
و هذا هو أكبر دليل علي ما ذكرته سابقاً من حال ذلك الشعب
المغُيب فإما أن نسير بالعصا " الحزب الوطني " أو تبعاً للنزعة الدينية
وسيرنا تبعاً لرجال الدين ليس اقتناعاً بهم ولكن لأن العصا قد اشتدت وظهر أثرها
علي أجسادنا جميعاً ....
أما الأمر الثاني : فهو ثورة قادمة وفوضي عارمة ستجتاح البلاد و لعلك
تلاحظ من الآن محاولة إثارة غضب شعبي كبير يجتاح جميع أنحاء الجمهورية ..
تلك الثورة تعتمد قوتها علي عاملين رئيسيين
أولهما : مدي قوة تلك العصا وقدرتها علي السيطرة علي البلاد خلال الفترة القادمة .
ثانيهما : مدي قوة الترابط الشكلي لقوي المعارضة السياسية في مصر.
أولهما : مدي قوة تلك العصا وقدرتها علي السيطرة علي البلاد خلال الفترة القادمة .
ثانيهما : مدي قوة الترابط الشكلي لقوي المعارضة السياسية في مصر.
وللمرة الثانية استطيع أن أثبت أننا مغُيبون
بالفعل ...... فمستقبل مصر السياسي يتعلق بمدي قدرة العصا وتكاتف الأحزاب ولكن أين الشعب
!!!!!
للأسف الشديد نحن ننتظر ما سيفعلونه هم بنا لا ننظر إلي ما سنفعله نحن لأننا وبكل أسي مغيبوووووون
للأسف الشديد نحن ننتظر ما سيفعلونه هم بنا لا ننظر إلي ما سنفعله نحن لأننا وبكل أسي مغيبوووووون
لقد انتهيت من كتابة ما أريد أن أقول
ولكن ينتابني شعورين غريبين للغاية كل منهما عكس الآخر .....
أولهما : خوف من تلك الفترة القادمة وما ستشهده مصر من أشياء ستغير
تاريخ مصر وخوف أيضاً من حدوث تلك الفوضي لأن لا أحد يستطيع التكهن بنتيجتها وهل
ستكون هي الحق وهي مصلحة ذلك الشعب أم لا ..
ثانيهما : شعور بالاطمئنان لوجودي في وسط جيل من الشباب أعتقد أنه
أفضل من سابقه بكثير لأنه وُلد في الظلام وعاش في الظلام كثيراً وهذا جعله يتعلم كيف
يبحث عن النور و بمفرده .....
في النهاية إن لم تشهد الفترة القادمة تلك الثورة التي أعنيها فهذا لا
يعني أنها خطأ وأنها لن تحدث ولكنه سيكون خطأي في تقدير حسابات منحني المرونة
...... ولكن الكسر قاااادم قااااادم قاااادم
أتمني أن يحفظك الله لنا مصراً غالية سالمة
مطمئنة ويحفظنا لكي شعباً قادراً علي الحفاظ عليكي
بقلم : محمد مندور
10/12/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق