expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

التعليم الجامعي سَلطة كلها خيار




يالها من أيام ليتها تعود من جديد عندما كان الحلم والأمل يشتعلان في قلوبنا من أجل التخلص من المستوى التعليمي المتدني الذي كان يسيطر علي نظام التعليم ما قبل الجامعي ....
راودتنا أحلام كثيرة فالكل يحلم بمستقبل أفضل في حياة جامعية مليئة بالعمل والنجاح ولكن !!! ...
وجدنا أنفسنا نجلس على مقاعد المتفرجين نشاهد مسرحية هزلية سخيفة مشاهدها مؤلمة لا تستدعي من عواطفك غير البكاء والنحيب والميل للقئ أحياناً على ما وصل إلية حال التعليم الجامعي ...
 وإليكم بعض من تلك المشاهد لعلكم تميلون للقئ مثلي تماماً ......

-  طالب داخل محاضرة الدكتور قاله اطلع برااا عشان شكل مشيتك مش عجباني  ...
- طالب لابس " كاب " الدكتور طرده برا عشان مبيحبش اللي بيلبسوا كاب ...
- طالب بيسأل الدكتور بكل أدب إية الكلمة اللي على السبورة عشان مش شايفها فنظر إليه نظرة احتقار ودير وشه ....
- دكتور داخل لجنة امتحان قاعد طول الامتحان يهلل للطلبة ويشتمهم ويقولهم انتوا طلبة فاشلين وحمير واللي مش عاجبه أنااا رئيس الكونترول !!! ....
- دكتور سقط الطالب في الامتحان لمجرد أنه لم يشتري كتاب الدكتور فئة المائة جنية ...
- دكتور يسب الدين في المحاضرة ويتلفظ بكل ما هو بذئ ....
- دكتور سقط طالب في المواد كلها لغاية ما انطرد من الكلية عشان شاف ناس داخلها نموذج الإجابة في الامتحان فوقف وقال للظلم لأ ...
- دكتور عمره 80 سنة عنده زهايمر وسرطان وبيشرح بردو للطلبة ....
- معيد مجاش السكشن بتاعه عشان عنده كورس في نفس المعاد بس طبعاً بفلوس ....
- معيد تاني بيديك العشر درجات بتوع السكشن علي الواجب بتاع الكورس من غير ما تحضر السكشن .
- معيد نسوانجي ويسعى دائماً إلي التعامل مع الطالبات ..

كل تلك المشاهد وأكثر في كليات القمة فما بالك بالكليات الأخرى وما بالك بالمعاهد و ..

مشاهد سيئة ومقززة ليس لها حصر ورغم احتقارنا الشديد للمحاضرين علي تلك الصورة إلا أننا نكن كل الاحترام والتقدير للأساتذة والمعيدين المحترمين الشرفاء ولكن لنا معهم وقفة أيضاً فالتعليم الجامعي بأكمله سَلطة بما يحمل من أعضاء محترمين وغير محترمين فلماذا هو سَلطة ولماذا كلها خيار ؟؟؟ !!!! .

الطفل المصري من أذكى أطفال العالم يدخل إلي المدارس المصرية فيصبح من أغبى أطفال العالم لأنه يعتمد في نظام تعليمه علي عبور المرحلة بالحفظ الدقيق لا بالفهم والمعرفة .
 أكثر من عشر سنوات يقضيها الطالب بين السطور والملخصات ليدخل إلي الجامعة مجرد ألة حفظ معلومات فيجد نفسه أمام بحور من المعلومات لابد أن يسبح فيها بمفرده حتى يصل إلى برالأمان ويكون أمامه حينها خيارين لا ثالث لهما فإما أن يستأجر سفينة يقودها أحد المعيدين الشباب الذين يلهثون وراء الأموال فيقوم بتطوير تلك الألة التي هو عليها لتصبح ألة حفظ أخرى ولكنها مناسبة للحياة الجامعية وبالطبع نتيجة هذا الخيار معروفة للجميع فعندما يصل الطالب للنهاية يكون لتلك السفينة فائدة عنه ...
أما الخيار الثاني فهو أن يلقي بنفسه في الماء ليواجه صعوبات عديدة فهذة سفينة لأحد الأساتذة قد جاوز السبعين عاماً يجلس مختبئاً بداخل السفينة من برد البحر ولا يعلم أحداً إلي أين ستتجه لأن القبطان هو الأخر قد نسي أنه قبطان لكبر سنه ، وهذة سفينة أخرى لأحد الأساتذة يعيش فيها متغطرساّ متكبراً لا يرى سوى في نفسه القدرة علي تعلم أسرار قيادة السفينة أما باقي البحارين الصغار ماهم إلا كلاباً قد ضلت الطريق .
أما هذا القبطان فهو يحمل من العلم ما يعجز عن حمله الأخرون فهو ماهر في قيادة سفينته ولكنه لا يستطيع نقل علمه ومعرفته لأحد قط .... ومع تصارع الأمواج وشدتها من الممكن أن تجد قبطاناً يحملك على سفينته ويعلمك مهارات القيادة لترسو في النهاية على بر الأمان  ومن الممكن أيضاً أن تواجه سفيهاً من تلك الأنواع التي ذكرناها مسبقاً ولا أحد يعرف أين سترسو في النهاية ؟؟؟؟ ...   

لماذا تصرون على مخططاتكم اللعينة لماذا تجعلون من الأستاذ الجامعى إلهاً لنفسه لايجد من يحاسبه ولا يجد من يعاقبه فتوقعونا تحت سيطرتهم المطلقة .
لماذا لا تعترفون أن التدريس موهبة منفصلة تماماً عن العلم فبالطبع لا يشترط أن يكون العالم الدكتور أحمد زويل شخصاً قادراً على التدريس .
 لماذا لا نستطيع أن نتخلص من بطش أستاذ جامعي إلا إذا اختار هو ذلك أو اختاره ملك الموت فتوقعونا تحت وطأة أشخاص قد جاوزوا السبعين والثمانين من عمرهم والإنسان الطبيعى يبدأ " التوهان والتخريف " بعد الستين فى أغلب الأحيان فما بالك إذا كان أستاذاً جامعياً .
لماذا تعاملون العملية التعليمية دائماً من طرف واحد وهو المُلقى وتنحون المستقِبل بعيداً فالأستاذ دائماً على حق والطالب " قليل الأدب لا يحترم قياداته " ما هو دوركم إذاً إذا كنتم تخبروننا أننا سنتخرج مجرد مشاريع مهندسين وأطباء ومحاسبين ومحامين و........و........ لماذا كل هذا؟؟؟ 
                                     
وأخيراً مشهد من إحدى مسرحيات الفنان القدير محمد صبحى عندما كان يمزح مع الممثل أحمد آدم حينها ويقول " الدنيا زى الخيارة يوم فى إيدك ويوم فى السلطة " وللأسف الشديد الحياة الجامعية كمثل السلطة الخالية من جميع الخضروات عدا الخيار فإذا كنتم تريدون الإصلاح فأخرجوا الخيار من السلطة ...
كُتب المقال في حالة نفسية سيئة فهو لا يعبر عن الواقع المؤلم بالكامل والذي إذا أردنا وصفه ربما سنمنح مصانع الورق مكاسب مهولة لم تحدث علي مر التاريخ ...

محمد مندور

3/4/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق