يروي حكيم أنه في يوم من الأيام كان هناك
منزلاً تسكنه عائلة عظيمة من عائلات المدينة ظلت هذة العائلة تعيش في سلام وحب
ومودة لسنين طوال في رعاية هذا الوالد الشيخ " عربي " والذي كان يهتم
دائماً بجمع شمل العائلة وتوحيدهم على كلمة واحدة . ...
مرت السنين وقوتهم تزداد وشأنهم يعلو بين العائلات فهم الأقوى والأقدر والأسبق علماً بين الجميع والجميع يهابهم بل يحترمهم لأنهم الأعدل بين الناس .......
مرت السنين وقوتهم تزداد وشأنهم يعلو بين العائلات فهم الأقوى والأقدر والأسبق علماً بين الجميع والجميع يهابهم بل يحترمهم لأنهم الأعدل بين الناس .......
ظلوا
هكذا طويلاً حتى كان قضاء الله -عزوجل- فمات هذا الرجل متمنياً أن تظل مبادئه هي المحرك
الأساسي لجميع أبنائه فترك لهم وصية وهي
أن يحافظوا على بعضهم البعض ويبقوا يداً واحدة في وجه أي غريب وقال لهم حرفاً
" أبنائي عشنا سنيناً طوال مرفوعي الرأس نقود المدينة بديننا ووحدتنا تحت
كلمة واحدة هي كلمتي ولكنني راحل راحل ولا بأس أن تكونوا كُثر فالمهم أن تكونوا
علي كلمة واحدة دائماً " ...
مات الشيخ "
عربي " وكان في مخيلته أن حب أبنائه له سيبعد عنهم شرور الشياطين ولكنه كان
مخطئاً إلى حد كبير فقد قاموا بفصل المعنى النظري للوصية عن معناها الفعلي وانفصل
كلأ منهم بحجرته في المنزل وانفصل الزارع عن العامل عن المعلم كلاً منهم في حجرته
واجتمعوا في النهاية علي يوم يتقابلون فيه خلال الشهر ليناقشوا المشاكل التي
تواجههم كأبناء الشيخ عربي وظلت الأمور تسير هكذا إلي أن اختفى المعنى النظري
للوصية هو الأخر ....
وفي
نفس هذا التوقيت من الدهر كان هناك مجموعة من الرجال تجمعوا من أقذر الأماكن في
المدينة تجمعوا من الحانات والخمارات وبيوت الدعارة يبحثون لهم عن مأوى فأخذوا يجوبون
شوارع المدينة باحثين عن مكان يمارسون فيه عبثهم وقذارتهم حاولوا دخول جميع الأماكن والعيش بين سكانها كمواطنين عاديين ولكن ما
يلبثوا قليلاً إلا ويطردهم السكان الأصليين لقذارتهم التي لا تقارن بمثيل حتى
وجدوا هذا البيت ....
بيت عريق يبدو عليه
القدم ولكن في أعمدته الصلابة تفرقت جوانبه فكل جزء بلون خاص وصوت خاص وضوء خاص
فهذا منير وهذا مظلم وهذا خافت هكذا أصبح بيت الشيخ عربي بعد أن هجرته الوحدة ...
وكان
القرار فورياً وهو الدخول إلى هذا المنزل ليتخذوه مأوى لهم . ولكن قبل أن يدخلوا
قاموا بجمع المعلومات عن جميع السكان حتى يستطيعوا أن يقتحموا أضعف نقطة لفرض
سيطرتهم علي المكان وساعدهم في ذلك سكان المدينة بمختلف أطيافهم حتي يستريحوا من
نجاستهم المعتادة واختاروا لهم الهدف الأول أيضاً وبدأت المأسآة ....
في
ليلة من الليالي الهادئة فوجئ سكان المنزل بأصوات غريبة ثم وجدوا باب المنزل ُيفتح
عليهم عنوة ويدخل منه رجال مسلحون لم تعرف الرحمة ولا البسمة طريقاً إلي وجههم
العبوس قط .
تشم فيهم رائحة الغدر والقتل والدم .....
أصاب الجميع الذهول ولم يتحرك أحد ثم بدأ هؤلاء الرجال في التحرك داخل المنزل وسط وجوم من الجميع وهنا تبينت نيتهم فهم يريدون أن يتخدوا من هذا المنزل مأوى لهم بالقوة ولكن في البداية لابد من اختيار مكان ليكون قاعدة للتحرك لباقي المنزل حتي يستطيعون إحكام السيطرة .....
الحجرات كثيرة والمنزل واسع وكبير ولكنهم اختاروا المكان الصحيح اختاروا حجرة الأخت الصغرى لم يكن هذا مصادفة أو اختياراً عشوائياً فلقد اختاروها بعد دراسة متأنية وبعد ثبات أن جميع الحجرات الأخرى منشغلة بالقضاء علي عداوات من العائلات الأخرى تجاههم ....
تشم فيهم رائحة الغدر والقتل والدم .....
أصاب الجميع الذهول ولم يتحرك أحد ثم بدأ هؤلاء الرجال في التحرك داخل المنزل وسط وجوم من الجميع وهنا تبينت نيتهم فهم يريدون أن يتخدوا من هذا المنزل مأوى لهم بالقوة ولكن في البداية لابد من اختيار مكان ليكون قاعدة للتحرك لباقي المنزل حتي يستطيعون إحكام السيطرة .....
الحجرات كثيرة والمنزل واسع وكبير ولكنهم اختاروا المكان الصحيح اختاروا حجرة الأخت الصغرى لم يكن هذا مصادفة أو اختياراً عشوائياً فلقد اختاروها بعد دراسة متأنية وبعد ثبات أن جميع الحجرات الأخرى منشغلة بالقضاء علي عداوات من العائلات الأخرى تجاههم ....
حزن كبير اعترى
الجميع فقد كانت الأخت الصغرى هي الأقرب إلي القلوب هي الأكثر طهارة ونقاء هي
الروح التي مازالوا يتذكرون بها الشيخ " عربي " ولكنه حزن بلا تحرك حزن
في القلوب ....
لقد بدأت المأسآة وبدأوا في ممارسة ما تعودوا عليه في
تلك الحانات القذرة أخذوا يتناوبون علي اغتصابها مراراً وتكراراً أمام أعين
أولادها والذين كانوا يصرخون صراخاً لا ينقطع حتى تسلم لهم حجرتها كاملة لقد حاولوا إنقاذ أمهم ولكنها كانت نهايتهم فقد
قتلوهم جميعاً ولم يتبقى منهم سوى اثنين من الأبناء ولكنهم كانوا ضعفاء للغاية
فطردهم هؤلاء السفلة خارج الغرفة وألقوا إليهم بقطعة سلاح تالفة فأخذ كل منهم في
ضرب الأخر وتركوا أمهم المسكينة التي سالت دمائها الشريفة وفقدت عذريتها وكرامتها
.....
أما عن موقف باقي الأخوة فكل منهم يقف
على باب غرفتة ينادي عليهم أتركوها أتركوها !!!!! ... مرت الأيام والفتاة تُغتصب
وصوت الإخوة يتهادى ويخفت حتى عم السكون على المكان ولم يتبقى سوى صوتها تصرخ ولا
يسمعها أحد ....
كان ذلك دافعاً لهؤلاء الرجال فقد زادوا
في التنكيل والعذاب فقاموا بأخذ مصحفها الشريف ومزقوه وبالوا عليه ثم أحضروا تلك
السجادة التي كانت تسجد عليها لرب العزة - عزوجل - ووضعوا بقايا المصحف عليها وقاموا
باغتصابها عليه مرارً وتكراراً ...
مع كل مرة كانوا يفعلون فيها جديداً
كان التعذيب ينفذ إلى باقي الأخوة كرصاصة في الصدر فيقف على باب غرفتة وينادي ثم
يذهب الألم فيدخل ليمارس حياته الطبيعية من جديد ظلوا علي هذا الحال أياماً
وأياماً ثم أصبحوا لا يخرجون من باب غرفتهم ولا يهتمون بصراخ الأخت المسكينة الذي
لم ينقطع .....
هزلت الفتاة وفقدت نور وجهها ورضيت
بالأمر الواقع ولكنها طلبت من الإخوة أن يحضروا لها بعض الطعام فلقد أشرفت علي
الموت جوعاً ولو في الخفاء بعيداً عن عيون هؤلاء السفلة .
وكانت المفاجئة التي لم تتوقعها والتي
أفقدتها الحراك إذ اتفق الإخوة جميعاً مع هؤلاء السفلة على السكوت مقابل الأمان
لهم ... يا له من خزي وعااااااااااااار ......
ولكن لرحمة الله بهذة الأخت تحرك قلب
أحد إخوتها تجاهها بعد أن استشعر أنها مشرفة على الموت فجمع أولاده وجمع الطعام
والأموال والدواء وذهب إلي حجرتها وعندما وصل إلي باب غرفتها طرق الباب وكان
اللقاء حاراً إذ استقبلة هؤلاء الرجال بوابل من الرصاص حتي ماتوا جميعا ....
وهنا توقف الحكيم عن الحديث وانهمر في
البكاء وعندما سألناه عن سبب تلك الدموع قال أن القادم يفزعني ثم همس بصوت خافت
الفتاة شارفت علي الموت ولم تصبح كافية لإشباع رغباتهم المتوحشة فهم الأن يبحثون
عن التالي وأخشي أن يكون الدور على ...
ولكنني في النهاية أريد أن أحملكم
أمانة لتوصلوها إلي هؤلاء الأخوة قولوا لهم .....
عودوا ونفذوا وصية الحاج "
العربي " انتفضوا
من أجل كرامتكم فلا يدخل الجنة ديوث ....
بقلم : محمد مندور
17- 4-2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق