كما يبدو لك عزيزى القارئ من عنوان المقال
أنه متهكماً وساخراً من تلك الرحلة التي قضت بـ د / محمد مرسى مرشحاَ لرئاسة
الجمهورية وأنها بالفعل كذلك إلا أننى لن أقول أنه استبن مثلاً أو يمتلك مشروع
صاحبه لأنه " ألش رخيص " ولكننى سأحاول تناول الرحلة بقدر كبير من
الحيادية كما اعتدت ......
ولنبدأ من البداية :
هل محمد مرسى استبناً لخيرت الشاطر؟؟؟
عندما تبينت نية المجلس العسكرى فى إقصاء بعض الشخصيات التى كانت بصدد دخول سباق الرئاسة كان الحل الوحيد الذى وجده الإصلاحيون هو الدفع بعدة مرشحين لضمان عدم تصفية الجميع وسمعنا بالدفع برئيس حزب النور ود : صفوت حجازى و آخرين وكان منهم د : محمد مرسى ولكن لم يدخل الجميع إلى السباق .. وعندما تم رفض خيرت الشاطر كان د : محمد مرسى هو مرشح جماعة الإخوان المسلمين
" الإستبن " كما يطلقون عليه ولكنى لا أرى فى فكرة الإستبن ضرراً فجدو كان " استبن " وجابلنا بطولة إفريقيا !! ...
الضرر الذى آراه من وجهة نظرى وما يقلقنى حقيقة هو فكرة المشروع الأوحد الذى تدعمه جماعة لا رئيس فسواء كان خيرت الشاطر أو محمد مرسى المشكلة واحدة " الأساسى أو الإستبن " في النهاية هي جماعة لا رئيس من ستحكم مصر وإن كان الشاطر لا يوضع بمقارنة مع محمد مرسى ولذلك لو كان الشاطر هو من استمر إلى الآن لكنت فكرت إلى حد قليل فيه إلا أننى كنت سأعود لنفس النقطة إنه حكم " جماعة لا رئيس " ..
عندما أتحدث عن الإخوان بتلك الصورة سيتعجب
الكثيرين لماذا انتخبت الإخوان فى مجلس الشعب ؟؟ ولا أريد مرسى رئيساً الآن ؟!! ..
أقولها بصدق كبير لقد تغير الإخوان كثيراً عندما تحول دورهم من دور النضال إلى دور القيادة ..
تحولت جماعة الإخوان من جماعة دينية سياسة تدافع عن الحق إلى حزب سياسى بحت ولكنه فاشل للأسف الشديد ...
حزب أثبت أن إنجازه الأساسى لمصلحته الشخصية لا لمصلحة الشعب المصرى فدائماً كان يختار مفاوضات الغرفة المغلقة التى تحقق المصلحة التى يراها ولوكانت على مصلحة الشعب رغم أن طرف المفاوضات هم يعرفونه جيداً " العسكر – عبد الناصر " ذكريات أليمة للإخوان وهو ما يظهر غباء سياسى شديد ، غباء فى تقدير كثير من الأمور نتج على أثرها فجوة وهوة فظيعة بينهم وبين الشعب المصرى ....
أسمع فى أذنى من يقول " صدقنى إنت مش عارف حاجة مش عارف الناس دية مضغوطة أد إية و بتحب مصر أد إية ومش عارف بيتقالهم إية ودة اللى الناس متعرفوش " ...
أقول لك يا صديقى كونى لا أعرف فهى مشكلتهم وصدقاً أنا لا أرى اختلافاً فى هذا الأمر بين النظام السابق وحالياً . الجميع يشعرنا أنهم يعانون من أجلنا ومش مهم أحنا نعرف أزاى المهم إنهم بيعانوا كوني أحكم على ما لدي فهذا يعطيني حق وكونهم لا يقولون فهذا لا يدخلهم الجنة ! ...
حتى وإن لم نعرف يكفي أن من يسعى لمصلحة الشعب تستطيع أن تعرفه ومن يعمل لمصلحته تستطيع أن تعرفه أيضاَ ..
عندما أحكم على شيئ أحكم على المصلحة العامة
قبل المصلحة الفردية أو قبل وجهة نظرى الشخصية ولذلك أرى مخاطر فى تولى محمد مرسى
لقيادة البلاد تجعلنى أخشى على المصلحة العامة ...
ومن أول تلك المخاطر: أن من سيحكم مصر فعلياً لجنة ثلاثية من رئيس يقبل يد مرشد يقبلان يد خيرت الشاطر ويكذب وأقولها بصراحة لا يخطئ بل يكذب من يقول غير ذلك فلا تقنعنى بأى شكل من الأشكال أن المرشد العام وخيرت الشاطر لن يكون لهما دوراً فى حكم مصر مثل دورهم فى إدارة مجلس الشعب وبذلك تكون الانتخابات قد تحولت من انتخابات مصر إلى انتخابات جماعة الإخوان المسلمين .
ثانى تلك المخاطر: هى المجلس العسكرى والجيش فلا تتوهم أن الرئيس القادم سيجد طنطاوى فى انتظاره فى قصر الرئاسة
ليتوجه رئيساً لمصر ... فالرئيس القادم أمامه مشاق طويلة فى سحب الأرض الصلبة التى يقف عليها المجلس العسكرى وخطورة ذلك فى وجود الإخوان هو إدراج فكرة الإنقلاب العسكرى على السلطة وسيكون من السهل تنفيذ ذلك فى حين تصدر الإخوان لكل شئ فى مصر والذين يملكون تاريخاً كبيراً وأسوداً بعض الشئ مع العسكر ......
ثالث تلك المخاطر: هو أن د:محمد مرسى سيصبح رئيساً للإخوان ومحبيهم وإن كنت من المعارضين فعليك أن ترتدى قناع فانديتا وتقلع عن التدخين وتثبت بورقة رسمية أنك تصلى جميع الفروض فى المسجد وأخيراً تحتقظ بهويتك فلربما يقال عنك صهيونى .. وقد كانت الفترة الماضية أكبر دليلاً على أن الأخوان كقيادات لا تستطيع تقبل الرأى الآخر بسبب فكرة مصلحة الجماعة والطاعة العمياء فهم مُطالبون أن يدافعوا ويظهروا دائماً أنهم على حق وأنك على باطل دائماً ولا يملكون في قائمتهم فكرة الإعتذار مثلاً إن ظهر أنهم علي خطأ ....
ولو أننى تروق لى تلك النقطة تحديداً عشان نلاقى حاجة نعارضها بعد كدا " ألش رخيص " ...
وأخيراً هناك نقطة لابد أن أشير إليها وهى
المتاجرة بالدين وللأسف الشديد فعلــــــــــــــها الإخوان فرغم أنهم لم يسعوا
إلى كل ما يتعلق بالشريعة في مجلس الشعب وتمسكهم بما يسمي مبادئ الشريعة أصبح الأن
مشروع النهضة مشروعاً إسلامياً يطبق شرع الله رغم أنني أرى أنه اقتصادياً أكثر منه
تعلقاً بالشريعة وبعد أن كان النصارى يعبدون نفس الأله ولا يوجد بيننا وبينهم
اختلاف في العقيدة أصبح الان مشروع النهضة إسلامياً خالصاً أقولها بصدق إنها مصلحة
المرحلة للأسف الشديد !!!! ..
بعد الثورة وقبل انتخابات مجلس الشعب كتبت " أن الإخوان والسلفيين وجهان لعملة تبدو واحدة أحدهما يحاول نفض الغبار عن نفسه والأخر سيلمع لمعاناً شديداً يجعله لا يري في نفسه سوي الخير " وتحققت مقولتي وأرى أنني لابد أن أشكر حزب النور فعلياً على طريقته في اختيار المرشح الذي سيدعمونه وكان تفسير الشيخ الجليل الـ د: ياسر برهامي لهذا الأمر رائعاً ويكشف عن نضج شديد وصدق في أليات اختيار القرارات المصيرية في حزب النور والتي تتعلق بمستقبل مصر ......
أقولها الأن لا أريد حزباً وطنياً جديداً
فعندما يجتمع معك السلطة والقرار والقانون سيصبح الفساد أمراً سهلاً لا أصف الإخوان المسلمين بالسوء ولكن أقول أن
فرصة الفساد في ظل الحصول على جميع السلطات أمراً سهلاً للغاية .....
لذلك فليكن أبو الفتوح رئيساً للجمهورية ويتحقق مشروعه وحلم جميع طوائف الشعب المصري بالتوافق مع مشروع النهضة الذي أحترمه واضعه فوق رأسي كمشروع لا كأشخاص وأعتقد أنه سيحقق نجاحاً إن تم تنفيذه في وجود مراقبة من جميع طوائف الشعب ......
بقلم : محمد مندور
20-5-2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق