expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الخميس، 24 يوليو 2014

الثورة القادمة ومستقبل مصر 2


كتبت بعد أخر انتخابات برلمانية قبل الثورة عن ثورة قادمة واستفضت في تحليل ما سيحدث معها ولكنني لم أكن أعتقد أبداً أنها ستأتي بتلك السرعة ..
في ثلاث سنوات عشنا ثورة وانقلاب ، الأحداث تتسارع بشكل لا يستطيع العقل البشري مجاراته ..
ولكن دعونا نفصل شيئاً فشيئ من البداية لعلنا نعي سوياً ..

استطاعت مجموعة من الشباب التجمع عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وبعض التنسيق على الأرض ولم يكن أحد يتوقع حتى الداعيين للتظاهرات نفسها أن ما حدث كان سيحدث ..

لم يؤمن بالفكرة الكثيرين آمن بها فقط من وقف بصدورعارية أمام زبانية حبيب العادلي واستطاعوا أن ينهكوهم ويكسروا شوكتهم ، ربما ساعدهم في هذا عنصر المفاجئة ..

بعد ذلك ركب الجميع
المثقفون والقيادات وعموم المواطنين والذين بدأوا اعتصام ميدان التحرير وكأنهم مولودون بصك الثورة  بعد أن انتهت مرحلة الصدور العارية ..
دعونا نقف عند تلك النقطة قليلاً ثم نعود إليها فيما بعد لنفسر موقف القوات المسلحة في ذلك الحين ..

ثورة 1952 قام بها الضباط الأحرار لتخليص مصر من الاحتلال ونجحوا في إجلاء الملك وكان من المفترض أن يتسلم الشعب مقاليد الحكم كما رأى محمد نجيب فتم عزله ووضعه تحت الإقامة الجبرية وتسلم البلاد عبد الناصر ..
بدأت الدولة العسكرية تشعر بسلطتها أو إن أردت أن أكون أكثر دقة بمكاسب السلطة ..

أموال ، سيطرة سياسية ، وضع اجتماعي ، إلخ ..
لن نخوض فيما فعل عبد الناصر ولا السادات ولا حسني مبارك ..
فعسكري يسلمها لعسكري يسلمها لعسكري أراد أن يورثها لمدني ..

نقطة نظام !! فلابد أن تعود البلاد إلى زيها الأصلي ..

قام الجيش بعزل مبارك استجابة لمطالب الشعب !
الثوار يريدون البناء والجيش يريد العودة ..

لابد أن نعترف أن ثورة الخامس والعشرين من يناير وفرت للجيش اختيار السناريو الأسهل لاستمرار البلاد عسكرية ...

شعب دون وعي لا ديني ولا أخلاقي ولا سياسي ولا أي شيئ وأحزاب وحركات سياسية لا تريد سوى السلطة .. كل هذا يُعد خامة جيدة للتحكم في مصير هذا الشعب ..
وقد عاصرتم جيداً ما حدث يوماً بيوم وهكذا ظلت الأمور سجال حتى وصلت الثورة إلى نقطة فاصلة  .. انتخابات الرئاسة !

مسرحية رسمت المخابرات جميع تفاصيلها من استبعادات لأشخاص ودفع بأخرين وإسقاط البعض بالبعض .. حتى انتهت عند الدكتور مرسي وشفيق إلا أن خيار أن يفوز شفيق أصبح غير منطقياً في ظل ثورة الشارع التي لم تهدأ انتظاراً لنتيجة السباق ..

بهذا التاريخ نظرياً نجحت الثورة ونحن في انتظار البدء في البناء ولكن فعلياً هي بداية الفصل الأخير في القضاء على الثورة ..

نجاح رئيس مدني من حزب له تاريخ في النضال السياسي وذو وجهة على الأقل تبدو للسلطة إسلامية شيئ لا يُعقل أن يمر مرور الكرام ..

البلد هتنضف !

عام كامل حورب فيه الدكتور محمد مرسي وكان له من الأخطاء ما كان أو ربما لم يكن الشخص المناسب لا هو ولا جماعته بأسرها لذلك الدور في ذلك الوقت ..

عام كامل عملت فيه المخابرات وأجهزة الدولة بأقل مجهود لإسقاط الرئيس ، الخطة أصبحت محفوظة لا تتغير ولا حتى الأدوات ولكننا لا نتعلم أبداً ..

الأن أصبح ما نحيا به واقع لابد أن نصدقه حتى نستطيع تغييره ..
إنقلاب عسكري مكتمل الأركان ، مذابح والدماء تغطي الأسفلت ، الألاف من المعتقلين داخل سجون العسكر ، الانتهاكات تزداد ..
لابد أن نرى كل هذا بداية ونعترف أنه ظلم يجب إزالته لنبدأ سوياً ...

دعنا نتفق أن الأيام القادمة ربما تحمل مصالحة بين النظام الحالي والقيادات التي تقبع في المعتقلات حالياً .. ونستطيع أن نقسم القيادات في العموم إلى قسمين ..
الأول خائن ليس منه رجاء ..
والثاني يدفع الثمن الأن ولكن ليس منه رجاء أيضاً إذا حدثت مصالحة يوماً ما سيسرعون للمضي فيها وإن كانت على جثث الجميع !

وجملة لذلك لا تُعول على القيادات !

أما فيما يخص الشعب فشعبنا الكريم ينقسم قسمين أيضاً
قسم يضحي ومستعد لذلك في سبيل إيمانه بقضية وقسم أخر يأكل ويشرب وينام وهم يمثلون كتلة حرجة لا يستطيع أحد استخدامها إلا السلطة بإعلامها وجهاز مخابراتها ورجال أعمالها إلخ ..
إن امتلكت هذا يوماً ما ضع هؤلاء في حساباتك ..

الباعة المتجولون الذين امتنعوا عن ضرب مسيرتك بعد أن قامت الداخلية بحملة إزالة ضدهم وأخذوا يلوحون لك بإشارة رابعة سيضربون النار عليك غداً إن لاح لهم في الأفق عضمة سيلقيها إليهم النظام ..

رجاء لا تعول على تلك الكلاب الضالة ..

حتى القسم المستعد للتضحية إن لم يؤمن بما تؤمن به وإن لم يحمل في قلبه عقيدتك  فاحذر منه ربما ينقلب عليك يوماً ما ويرقص على دمائك ..

الأيام القادمة ربما تشهد ثورة أخرى في القريب العاجل أو على المدى البعيد ، ثورة من تلك التي يطيح فيها نظام بنظام وينخدع بها الجميع ويخرج منها الثوار من المولد بلا حمص بعد أن يفقدوا من صفوفهم الكثير ..

إذا جائت تلك الأحداث وتكررت فاعط لها ظهرك وانظر إلى شيئ أخر ..

لابد أن تعرف حجم الدولة التي تواجهها بأذرعها الاقتصادية والسياسية والعسكرية ومن يدعمها من الخارج ومن يرى في حالها السيئ استقراره ..
إذا أردنا أن نقيم ثورة فلابد أن نستعد استعداداً جيداً حتى لو أخذ منا هذا سنوات ..

لابد أن ندرس جيداً حجم الكتلة التي نود أن نثور ضدها ، لابد أن نضع خطوات واضحة وخطط بديلة لما سنمضي به من الألف إلى الياء ..

لابد أن يكون للثورة حرس يدافع عنها وينفذ قرراتها حال تخاذل من يجب عليه أخذ القرار لحين استقرار دولتك بعد الثورة ..
لابد أن يكون للثورة رجال يؤمنون بعقيدة راسخة في قلوبهم ينتمون لتلك العقيدة قبل انتمائهم للتنظيم ..

لابد أن نملك البديل في كل شيئ ، من يستطيع تقديم العون في كل المجالات
دولة العسكر أو الدولة التي نود أن نواجهها دولة هشة تبدو في حالة عارمة من الجبروت ولكن هذا بسبب ضعفنا لا تميزهم ..

إذا أردنا أن نقض عليها لابد أن ندرسها جداً ، لابد أن نخلق لها جيلاً يستطيع قتالها ..
جيش من الشيوخ والمجاهدين والعلماء والمفكرين والأدباء والعاملين في كل شيئ وكل مجال ..

لابد أن نبني دولة تستطيع من خلالها قتال دولتهم الباغية..

دولة دون دراسات وأبحاث وخطط واضحة لن تستطيع إقامة ثورة وثورة دون حرس يحميها ليس لها سوى الموت ..

إلى أن يتم الله هذا الأمر لا مانع أن تكون غصة في حلق الطاغية بمواقف تزعجه ولكن هي الأخرى لابد من دراستها أيضاً ودراسة قدراتك وقدرتك على المواجهة لتنتصر لا لشيئ أخر ..

دعونا نقرأ التاريخ لنتعلم قبل أن نمضي في المزيد من العك !

بقلم : محمد مندور

22-7-2014 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق