expr:class='"loading" + data:blog.mobileClass'>

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

شوق يتجدد وقهر لا ينتهي


تستيقظ مبكرة كما جرت العادة في مثل ذلك اليوم ..
كانت قد أعدت الزاد سلفاً استعداداً لسفرها ..
لم يضفي كون اليوم أول أيام عيد الأضحى شيئاً على أجواء اليوم بل ربما زادها حزناً ممزوجاً برغبة في انفراجة لا تأتي . .
بدأت في ارتداء ثيابها طبقة فوق الأخرى رغم حرارة الجو وطول السفر إلا أن يد التفتيش أحر دائماً على جسدها من نار متقدة . . !
بدت أميرة في زيها حيث كان فضفاضاً يبدي حسناً لا تراه الأعين حيث أن أصحاب هذا الذوق الرفيع من النساء غالباً ما يغضون أبصارهم متمنيين من الله أن يرزقهم زوجة في حسن روحها ..
بدأت رحلتها راضية مطمئنة يهفو قلبها لرؤية الأحباب 
رغم طول الطريق أخذ شوقها الذي تزايد في الأيام الماضية يخبرها أن الرحلة المتجددة أوشكت على الانتهاء .. 
بعد عناء الانتظار الطويل وأصابع التفتيش التي تفترس جسدها دائماً وتفترس في أغلب الأحوال جزءاً مما تحمل من طعام ..
بعد عناء سماع خليطاً من جميع الألفاظ النابية والشتائم التي حواها قاموس تلك الطبقة المتدنية من البشر أو أشباه البشر .. 
استطاعت أن تراهم وحتى رؤيتهم تلك قد عانت في جعلها في ذات اليوم أيام وليال .
خرجوا إليها في أحسن هيئة تطالعهم هي من بعيد حتى وصلوا إليها .. 
الأب والأخ .. هدأت أشواقها برؤيتهم وتعانقت أرواحهم سوياً 
لم يبد في عينيها سوى شوق شديد وقد استطاعت إخفاء كل شيئ أخر ، أما هم فقد أفصحت دموعهم في نهاية الزيارة عن ما يسمى قهر الرجال .. 
فهم يعرفون جيداً كم المعاناة التي تتكبدها لتحظى برؤيتهم دقائق معدودة وكم حثالة البشر التي تُجبر على التعامل معهم لتجتاز الأسوار التي تحجزهم عنها لدقائق .. 
غلبتها دموعها في رحلة العودة ما بين شوق يتجدد وقهر لا ينتهي .. 
إلا أن الحياة تبدي دائماً غاية قسوتها في عز لحظات حاجتك .. 
كانت مطالبة بأن تغدو طبيعية حتى لا تثقل على والدتها المريضة والتي كانت تسارع الطريق لتصل إليها حتى تراعها وتطببها .. 
هكذا أيامها ما بين أخ وأب وصديقة ومجتمع طاله الظلم في جيمع جوانبه .. 
تتذكر في نهاية يومها كونها آمرأة مجاهدة لو وجد في بلدها بضع رجال لما تكبدت تلك المعاناة .. !

محمد مندور

الخميس، 24 يوليو 2014

الثورة القادمة ومستقبل مصر 2


كتبت بعد أخر انتخابات برلمانية قبل الثورة عن ثورة قادمة واستفضت في تحليل ما سيحدث معها ولكنني لم أكن أعتقد أبداً أنها ستأتي بتلك السرعة ..
في ثلاث سنوات عشنا ثورة وانقلاب ، الأحداث تتسارع بشكل لا يستطيع العقل البشري مجاراته ..
ولكن دعونا نفصل شيئاً فشيئ من البداية لعلنا نعي سوياً ..

استطاعت مجموعة من الشباب التجمع عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وبعض التنسيق على الأرض ولم يكن أحد يتوقع حتى الداعيين للتظاهرات نفسها أن ما حدث كان سيحدث ..

لم يؤمن بالفكرة الكثيرين آمن بها فقط من وقف بصدورعارية أمام زبانية حبيب العادلي واستطاعوا أن ينهكوهم ويكسروا شوكتهم ، ربما ساعدهم في هذا عنصر المفاجئة ..

بعد ذلك ركب الجميع
المثقفون والقيادات وعموم المواطنين والذين بدأوا اعتصام ميدان التحرير وكأنهم مولودون بصك الثورة  بعد أن انتهت مرحلة الصدور العارية ..
دعونا نقف عند تلك النقطة قليلاً ثم نعود إليها فيما بعد لنفسر موقف القوات المسلحة في ذلك الحين ..

ثورة 1952 قام بها الضباط الأحرار لتخليص مصر من الاحتلال ونجحوا في إجلاء الملك وكان من المفترض أن يتسلم الشعب مقاليد الحكم كما رأى محمد نجيب فتم عزله ووضعه تحت الإقامة الجبرية وتسلم البلاد عبد الناصر ..
بدأت الدولة العسكرية تشعر بسلطتها أو إن أردت أن أكون أكثر دقة بمكاسب السلطة ..

أموال ، سيطرة سياسية ، وضع اجتماعي ، إلخ ..
لن نخوض فيما فعل عبد الناصر ولا السادات ولا حسني مبارك ..
فعسكري يسلمها لعسكري يسلمها لعسكري أراد أن يورثها لمدني ..

نقطة نظام !! فلابد أن تعود البلاد إلى زيها الأصلي ..

قام الجيش بعزل مبارك استجابة لمطالب الشعب !
الثوار يريدون البناء والجيش يريد العودة ..

لابد أن نعترف أن ثورة الخامس والعشرين من يناير وفرت للجيش اختيار السناريو الأسهل لاستمرار البلاد عسكرية ...

شعب دون وعي لا ديني ولا أخلاقي ولا سياسي ولا أي شيئ وأحزاب وحركات سياسية لا تريد سوى السلطة .. كل هذا يُعد خامة جيدة للتحكم في مصير هذا الشعب ..
وقد عاصرتم جيداً ما حدث يوماً بيوم وهكذا ظلت الأمور سجال حتى وصلت الثورة إلى نقطة فاصلة  .. انتخابات الرئاسة !

مسرحية رسمت المخابرات جميع تفاصيلها من استبعادات لأشخاص ودفع بأخرين وإسقاط البعض بالبعض .. حتى انتهت عند الدكتور مرسي وشفيق إلا أن خيار أن يفوز شفيق أصبح غير منطقياً في ظل ثورة الشارع التي لم تهدأ انتظاراً لنتيجة السباق ..

بهذا التاريخ نظرياً نجحت الثورة ونحن في انتظار البدء في البناء ولكن فعلياً هي بداية الفصل الأخير في القضاء على الثورة ..

نجاح رئيس مدني من حزب له تاريخ في النضال السياسي وذو وجهة على الأقل تبدو للسلطة إسلامية شيئ لا يُعقل أن يمر مرور الكرام ..

البلد هتنضف !

عام كامل حورب فيه الدكتور محمد مرسي وكان له من الأخطاء ما كان أو ربما لم يكن الشخص المناسب لا هو ولا جماعته بأسرها لذلك الدور في ذلك الوقت ..

عام كامل عملت فيه المخابرات وأجهزة الدولة بأقل مجهود لإسقاط الرئيس ، الخطة أصبحت محفوظة لا تتغير ولا حتى الأدوات ولكننا لا نتعلم أبداً ..

الأن أصبح ما نحيا به واقع لابد أن نصدقه حتى نستطيع تغييره ..
إنقلاب عسكري مكتمل الأركان ، مذابح والدماء تغطي الأسفلت ، الألاف من المعتقلين داخل سجون العسكر ، الانتهاكات تزداد ..
لابد أن نرى كل هذا بداية ونعترف أنه ظلم يجب إزالته لنبدأ سوياً ...

دعنا نتفق أن الأيام القادمة ربما تحمل مصالحة بين النظام الحالي والقيادات التي تقبع في المعتقلات حالياً .. ونستطيع أن نقسم القيادات في العموم إلى قسمين ..
الأول خائن ليس منه رجاء ..
والثاني يدفع الثمن الأن ولكن ليس منه رجاء أيضاً إذا حدثت مصالحة يوماً ما سيسرعون للمضي فيها وإن كانت على جثث الجميع !

وجملة لذلك لا تُعول على القيادات !

أما فيما يخص الشعب فشعبنا الكريم ينقسم قسمين أيضاً
قسم يضحي ومستعد لذلك في سبيل إيمانه بقضية وقسم أخر يأكل ويشرب وينام وهم يمثلون كتلة حرجة لا يستطيع أحد استخدامها إلا السلطة بإعلامها وجهاز مخابراتها ورجال أعمالها إلخ ..
إن امتلكت هذا يوماً ما ضع هؤلاء في حساباتك ..

الباعة المتجولون الذين امتنعوا عن ضرب مسيرتك بعد أن قامت الداخلية بحملة إزالة ضدهم وأخذوا يلوحون لك بإشارة رابعة سيضربون النار عليك غداً إن لاح لهم في الأفق عضمة سيلقيها إليهم النظام ..

رجاء لا تعول على تلك الكلاب الضالة ..

حتى القسم المستعد للتضحية إن لم يؤمن بما تؤمن به وإن لم يحمل في قلبه عقيدتك  فاحذر منه ربما ينقلب عليك يوماً ما ويرقص على دمائك ..

الأيام القادمة ربما تشهد ثورة أخرى في القريب العاجل أو على المدى البعيد ، ثورة من تلك التي يطيح فيها نظام بنظام وينخدع بها الجميع ويخرج منها الثوار من المولد بلا حمص بعد أن يفقدوا من صفوفهم الكثير ..

إذا جائت تلك الأحداث وتكررت فاعط لها ظهرك وانظر إلى شيئ أخر ..

لابد أن تعرف حجم الدولة التي تواجهها بأذرعها الاقتصادية والسياسية والعسكرية ومن يدعمها من الخارج ومن يرى في حالها السيئ استقراره ..
إذا أردنا أن نقيم ثورة فلابد أن نستعد استعداداً جيداً حتى لو أخذ منا هذا سنوات ..

لابد أن ندرس جيداً حجم الكتلة التي نود أن نثور ضدها ، لابد أن نضع خطوات واضحة وخطط بديلة لما سنمضي به من الألف إلى الياء ..

لابد أن يكون للثورة حرس يدافع عنها وينفذ قرراتها حال تخاذل من يجب عليه أخذ القرار لحين استقرار دولتك بعد الثورة ..
لابد أن يكون للثورة رجال يؤمنون بعقيدة راسخة في قلوبهم ينتمون لتلك العقيدة قبل انتمائهم للتنظيم ..

لابد أن نملك البديل في كل شيئ ، من يستطيع تقديم العون في كل المجالات
دولة العسكر أو الدولة التي نود أن نواجهها دولة هشة تبدو في حالة عارمة من الجبروت ولكن هذا بسبب ضعفنا لا تميزهم ..

إذا أردنا أن نقض عليها لابد أن ندرسها جداً ، لابد أن نخلق لها جيلاً يستطيع قتالها ..
جيش من الشيوخ والمجاهدين والعلماء والمفكرين والأدباء والعاملين في كل شيئ وكل مجال ..

لابد أن نبني دولة تستطيع من خلالها قتال دولتهم الباغية..

دولة دون دراسات وأبحاث وخطط واضحة لن تستطيع إقامة ثورة وثورة دون حرس يحميها ليس لها سوى الموت ..

إلى أن يتم الله هذا الأمر لا مانع أن تكون غصة في حلق الطاغية بمواقف تزعجه ولكن هي الأخرى لابد من دراستها أيضاً ودراسة قدراتك وقدرتك على المواجهة لتنتصر لا لشيئ أخر ..

دعونا نقرأ التاريخ لنتعلم قبل أن نمضي في المزيد من العك !

بقلم : محمد مندور

22-7-2014 

السبت، 19 يوليو 2014

قصيدة " ودع صحابك "


ودع صحابك وابتسم
ساعة الوداع 
اضحك وسمع ضحكتك
كل اللي باع
سلم كما أخر سلام
احفظ وشوش الرفقة
واحضن قلبهم
سمع برفق وصيتك
من غير كلام
كررها كل ما تلتقوا
لو حتى جالك
طيف صديقك
فـ المنام !
شوفهم كتير
سجل دموعك والبكا
سجل سعادتك باللقا
سجل كلامك وابتسامك
والمحن
ابعد عيون الدولة
عن ما تفعله
مش يبقى ضاع الرفقة
والذكرى معاً
الرحلة لسة مطولة
يلزمها زاد
السكة واعرة كلها
والدم يشبه للمطر
العِرض جزء من المطر
والصف لو هيزيد نفر
هيروح قصاده للغفر
نقي الجدع من غير
ودع
نقي اللي تكمل بيه
الصفوف
نقي اللي لو مرة
اتعميت
بإيديه تحب إنك
تشوف
متسيبش روحك للوطن
الحلم أصبح فيه
أسير
اعمل وطن
اجمع شتاتك مـ البلاد
خلي آمالك تترسم
وإن جالك الطيف
فـ المنام
سلم عليهم وابتسم !

 محمد مندور
فرسان القلم

الجمعة، 11 يوليو 2014

مشهد رأسي لخراء يتزايد


كنت أتناقش مع أحد الاصدقاء مؤخراً حول تعامل حزب النور مع الأحداث الحالية وكانت له وجهة نظر مخالفة لي ..
حيث رأى أنهم يعرفون طريق الحق ويعرفون ما يجب عليهم فعله ورغم ذلك يضحكون على متبعيهم ببعض المبررات التي ألبسوها رداء الدين ..
ربما لضغينة في قلوبهم تجاه الإخوان المسلمين أو ربما لشيئ أخر ..
أما أنا فكنت أرى أنهم مقتنعين بالفعل بما يقولونه اقتناع تام وخلاصة هو يرى فيهم الخيانة وأنا أرى فيهم الجهل إلا أنني وددت لو اعتذر له بعد ما قرأت تلك الفقرة ...

ويقول الدكتور ياسر برهامي : "ما أخطر أن يكون الدعاة إلى الله هم الذين يقولون للناس اختاروا القيادة الكافرة وانتخبوا الرياسة المنافقة ، ونحن نرضى لكم فلانًا ملكًا أو رئيسًا ، وهم يعلمون حقيقته ، إنه ثمن غالٍ ، غال للسلامة المظنونة التي لا تستمر، فلابد للدعاة أن يعلموا أن استمرار دعوتهم بالله لا بالناس وأن الله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين".
تأملات إيمانية في قصص القرآن، ياسر برهامي، ص689، ط: مكتبة الصحابة الإسلامية

على صعيد أخر قرأت منذ فترة ليست بالبعيدة عن قصة إحداهن ..
امرأة متزوجة منذ عدة سنوات ولكنها لم تنجب لا عيباً فيها ولا في زوجها ولكنه قدر الله ..
تم اعتقالها لفترة ثم إخلاء سبيلها بعد ذلك لتكتشف أنها أصبحت حامل بعد شوق دام سنوات إلا أنهم لم يتركوها لتفرح ! ..
فقد تم اغتصابها في المعتقل ولكنها تروي أن من فعل بها هذا كان يخرج عضوه الذكري من فرجها قبل الإنزال حتى لا يثبت عليه شيئ !

رزقها الله يزوج خلوق فقاما بعمل بعض التحاليل التي أكدت أن الجنين من نطفة زوجها بالتواريخ ..

ولكنهم في حيرة من أمرهم لا يعرفون ما يفعلون حتى بعد التأكد ..

ربما سمعت مثلي ومثل الجميع قصة اغتصاب الطالبة ندا أشرف داخل جامعة الأزهر ..

عاود قراءة الفقرة السابقة ثم قم بمشاهدة الفيديو الخاص بالطالبة ندا أشرف ثم انظر لنفسك في المرآه ..

ذكرتني تلك القصص بمعاناه الحرائر في المعتقلات المصرية وأثناء اعتقالهن من كشوف عذرية وتحرش وسب وقذف وضرب وتعذيب ..
هذا ما يحدث لمن يُسجل أنها تم اعتقالها ..

أما عن الحالات التي يتم اعتقالها واغتصابها وعمل الأفاعيل بها ثم يلقون بها في الشارع لتواجه ما حدث بمفردها فحدث ولا حرج ..
وقد أودى هذا بحياة بعضهن إلى الانتحار

في عالم موازي علق أحد أبناء الدعوة السلفية على هذا باستغراب فقال " كيف لتلك الفتاة أن تتحدث بهذا الشكل عما حدث معها إنها تقول الجنس الفموي وتقول .. وتقول .. ألا يوجد عندها حياء ! .. "

في عالم موازي أخر كان أحد قيادات الدعوة السلفية يقول أن التاكسي لا يريد ان يقف للمنتقبة في عصر الإخوان البائد ..

أريد أن أخبرك أن البوكس هو من يقف لها الأن بضهره بالطبع إذا أخرجت من الحساب النساء التي تحظى بحماية الحزب ! ..

عندما بدأت الانتخابات الرئاسية امتلأت الشوارع بمجموعات من العاهرات بصحبه مجموعة من أشباه الرجال ..
يمارسون كل ما هو مشين من رقص وتحرش ... وإلخ .
أشباه بني أدمين هكذا تراهم فجميعهم نفس تلك السحنة القذرة .. هؤلاء كان يتم تأمينهم بمدرعات وعربات شرطة تحمل جنوداً ربما يفوقون عدد المؤّمنين ..

حاول أن تراقب عينات البشر التي تدعم هذا السفاح وسترى أشياء كثيرة ..

في الفترة الأخيرة  صدرت عدة أحكام موازية تدعو إلى الكثير من ردود الفعل التي سيعدها البعض ردود سيئة أو ربما قلة حياء ..

حيث تم الحكم على داعر منطقة المنصورة أعتقد .. ذلك الرجل الذي ظهرت له عدة فيديوهات مؤخراً يمارس فيه الجنس مع نساء فيما عرف بنكاح الكارتيه بسنتين سجن ..

وتم إلغاء الحكم الصادر بحق رجال الداخلية في موقعة ضحايا عربات الترحيلات بسجن أبو زعبل وتم إعادة القضية إلى النيابة مرة أخرى ..

أما مجموعة الشيخ محمد عبد المقصود وعبد الرحمن البر وباسم عودة وغيرهم فقد تم الحكم عليهم بالإعدام

لم أذكر لك ما حدث في هندسة المنصورة بعد قيام الطلاب بعمل حملة لجمع مبلغ 55 ألف جنية كفالات لزملائهم حيث تم الإفراج عنهم بكفالة وجمعوا بالفعل جزء من المبلغ ..
ثم قامت الدولة باختطاف اثنين منهم واتهامهم بجمع أموال لتمويل جماعة إرهابية ..

لن أخفي عليك أيضاً ما يحدث مع الأطفال في مؤسسة الأحداث بكوم الدكة من تعذيب وضرب يصل إلى حد تكسير العظام كل فترة ويتم نقل بعضهم بعد ذلك للمؤسسة العقابية بالمرج .. وتستمر المعاناة

راقب سيدي الفاضل ردة فعل المواطن المصري العظيم تجاه غلاء الأسعار وقارنه بردة الفعل تجاه رخص الدماء ..
هو في الحالتين لم يتحرك ولكنه في ما يخص غلاء الأسعار ربما انتفض قليلا بينه وبين نفسه !

قمة الخراء أخي الكريم والتي تتواجد أحياناً في صفوفنا  أن تجد بعض المحللين الذين يحتاجون إلى محللين نفسيين يقومون بانتقاد سياسة الدولة وأفعالها ، يسخرون منها .. إلخ

هذا والله عين الخراء والعهر
الدولة التي تحكمنا الأن يا سادة دولة قاتلة وجب القصاص منها ..

وكل ما يدور فيها ويرتبط باسمها حتى النقد الذي من شأنه إحراجها باعتبارها دولة في الأساس هو قمة الخراء المتزايد ..

محمد مندور

7-7-2014 

الأربعاء، 9 يوليو 2014

دمعة واحدة


لم تكن ذات طابع إسلامي كما يظهر على أغلب الواقفات تحت وهج شمس الانتظار أمام الباب الذي تبدأ منه رحلة زيارة معتقلي سجن برج العرب ...
ربما هي سيدة ريفية ، أو ربما سيدة من حي عشوائي من ضواحي الأسكندرية هكذا بدت لي ...
سيدة أخذ منها العمر ما أخذ ولكنه منحها قوة وصلابة تتجلى في تقاسيم وجهها ..
يُمسك في يدها طفلين صغيرين يبدو من فارق السن أنها جدتهم وفي الأخرى زكيبة تكاد تمزق رسغها أما على رأسها فكان صندوقاً بلاستيكياً تحمل فيه بعض الطعام ...
ظلت صامتة طيلة الانتظار ، لم استطع دخول الزيارة يومها لأعرف من تزور ولكنها خرجت من الزيارة لتسطر مشهداً لم ولن أنساه طيلة حياتي ...
تركت باب الخروج ورائها يتبعها أحفادها على مهل وهي مسرعة وما أن نزلت الرصيف إلا وسقطت ..
سقطت جالسة صامتة وسقط الصندوق بجانبها وقد تبدلت قوتها وصلادتها بوهن وضعف لم أره في وجه أحد قط فقد شعرت بالذل .
دمعة واحدة تلك التي زينت ذلك الوجه ربما لو تأخر الأحفاد قليلاً لزاد عددهم ولكنها لم تسمح لنفسها أن تنكسر أمامهم ..
ما أن ظهر الحفيد الأول أمامها إلا وانتفضت واقفة تصرخ في وجهه وهي تحمل الصندوق فوق رأسها ممسكة بأحفادها تسير كما بدت أول النهار ..
في كل مرة يفرغ فيها الصندوق ما بداخله تحمل هي شحنة إضافية من الذل تجعلها عرضة للانكسار ولكنها مازالت صامدة .. 


محمد مندور  
9-7-2014  

الأربعاء، 2 يوليو 2014

نهاية كارثية


لم تكن تستبعد يوماً من الأيام خبر القبض على ولدها لأنك إذا أردت أن تصنفه فستجده ينضم لمجتمع الشاب المصرى من الطبقة العادية ..   
يتعاطى معظم أنواع المخدرات ، متعسر دائماً ، علاقته بربه يشوبها توتر ملحوظ إلخ !!
لكن أن يقبض عليه أو إن صح التعبير يعتقل محسوباً على الإخوان المسلمين !
هذا ما لم تستطع تصديقه ...
اعتقل فقط لمروره بجانب موقع اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن وأخذت قضيته منحنى خطير إلى حد كبير وصدر حكم عليه بالسجن المؤبد !
رغم محنتها كانت تدعم السفاح إلى اللحظات الأخيرة وفي اعتقادها أن ولدها سيخرج من تلك الأزمة لأنه لا يستطيع قراءة الفاتحة على حد قولها لأحد الضباط ذات يوم ..
ذهبت لزيارته أول يوم في الشهر الكريم وهي تعرف أنه قد صدر عليه حكم ولكنه أقنعها أنه حكم مخفف وسيخرج عما قريب .. 
لا تعرف السبب الذي جعله يخبرها أنه قد تم الحكم عليه بالسجن المؤبد في ذلك اليوم ..
انقلبت الزيارة رأساً على عقب بعد أن بدأت تلك السيدة بالنحيب حتى توقف صوتها وسقطت على الأرض حاول الجميع المساعدة ولكنه ثار !!
ربما كما يثور  دائماً !!
ثار على جميع الموجودين طالباً منهم الابتعاد عنه وعن أمه التي ربما تفارق الحياة إن لم ينقذها أحد .. 
هدأ روعه قليلاً عندما اقترب منه خلانه في نفس القضية ورفقاء زنزانته ..
استطاع أحد الأطباء المحكوم عليهم أيضاً بعمل الاسعافات اللازمة لها حتى أفاقت ربما بعجز في يديها من الصدمة ..
أخبرنا أحد المحكوم عليهم في نفس القضية ولكنه أكثرهم ثباتاً أن عنبر المحكومين انقلب إلى عنبر المجانين
الكثيرين ممن لم يكن لهم صلة بأي شيئ لا يستطيعوا الصمود ..  
جميع النهايات مطروحة لك أن تتخيلها لكن إن اعتقدت أنها ليست كارثية أدعوك إلى مراجعة نفسك ..


محمد مندور 
2-7-2014  

الاثنين، 30 يونيو 2014

لكن الله يعرفهم ..


استقل القطار في الصباح الباكر من المركز التابع له قريته بصحبة زوجته متوجهاً إلى مدينة الأسكندرية ..
لا يملك في جيبة إلا ثمن تذكرتي العودة في هذا القطار الذي يسبب آلاماً في العمود الفقرى على المدى القريب تشعر بها بمجرد نزولك من القطار ! بالإضافة إلى بعض الأموال القليلة والتي استطاع تدبيرها خلال الأسبوع الماضي من عمل إضافى في أرض أحد الأقارب ..
نزل من القطار في الأسكندرية واستقل قدميه للذهاب إلى منطقة المنشية تلك المنطقة الملعونة ...
ولده الوحيد اعتقل ظلماً من المدينة الجامعية لنشاطه الملحوظ في رفض الظلم ولم يكن هو ليظلمه فقد ازداد شرفاً بأن يكون ولده أحد الأبطال ولكن !! ..
ظل يبحث عنه .. ينتقل من مكتب إلى مكتب ، ومن ضابط إلى أمين شرطة ، ومن مُحضر إلى كاتب إلى قاضي ليعرف أين ولده وهل وصل إلى المحكمة ليحضر جلسته أم لم يصل بعد ..
لم يستطع أن يعرف شيئاً فقاده الأمل ناحية تجمع بعض الأشخاص في انتظار خروج ذويهم من حجز المحكمة ..
ظل واقفاً بجانبهم تحمل زوجته في يديها حقيبة متهتكة بها زجاجة مياة وبعض عبوات العصير وبعض الأرغفة التي استطاعت تدبيرها لتعطيها لولدها يستعين بها على تلك الرحلة الشاقة ..
خرج هذا فحياه الكثير ممن يعرفونه والتقطوا له الصور وحياهم بالمثل ، وهذا خرج فواساه الجميع بعد أن تم الحكم عليه وكان في انتظارة عشرات المحبين ..
وهذا يقف بجانب زوجته يبحث بقلبه بين الأحرار عن ولده فلم يجده !
انتهي اليوم بالنسبة للكثيرين .. منهم من فرح ومنهم من حزن قليلاً ومنهم من اعتاد على هذا المشهد فلم يشعر بشيئ !
أما هو فلم يستطع رؤية ولده ، ولم يستطيع تخليد ذكراه أثناء خروجه في صفوف الأبطال ، ولم يستطع حتى معرفة إن كان قد حضر أم لا ، ولم يستطع أن يعرف حتى الحكم الصادر تجاهه ..
ربما لم يستطع توكيل محامي لولده من الأساس ..
استقل القطار عائداً إلى منزله تتملكه حسرة وقهر يخفيه عن زوجته التي لم تتوقف عن البكاء بعد أن خاب أملها في رؤية ولدها اليوم ..
وظلت عين الله تراقبهم ولو نزل وحياً لأخبرهم بأن الله يعرفه وما نفعه بمعرفة العباد ؟!


محمد مندور 
26- 6 - 2014 

الجمعة، 27 يونيو 2014

قبلة الحياة


استيقظت من نومها أو ربما شبه نومها فقد كانت ليلة صعبة للغاية قضتها تفكر فيما تستطيع أن تفعل فلم تصل إلى شيئ سوى ..
ركعتين قبل الفجر أخبرت فيهم ربها بكل شيئ ! ..
أعدت نفسها للرحيل بعد أن ارتدت أفضل ما لديها وجعلت فتاتها الصغيرة ملكة جمال فاليوم هو النطق بالحكم في قضية زوجها المعتقل منذ أشهر ...
لم تتخيل سيناريو اليوم فقد تركته للقدر ..
ربما تستطع أن تراه أو ربما ترمقه بنظرة خاطفة أثناء ركوبه عربة الترحيلات أو ربما لن تستطيع في تلك المدينة الملعونة ..
سيخرج ؟! ربما ..
ربما تنعم بصحبته مرة أخرى وربما تطول المدة فلا تستطيع ! ..
على غير العادة استطاعت أن تصل إلى مقر احتجازه داخل المحكمة ، اقتربت من المقر تسيرها روحها لا قدميها وشعرت بالدفئ فقط للقرب !
جائت الانفراجه وانزاج السجان قليلاً فاستطاع أن يشير إليها فاقتربت في زحام غير عادي من المشتاقين له ولغيره من الأحرار ..
استطاعت أن تصل وتمد يديها إليه فالتقفها وضم أصابعها ليقبلها قبلة سرت في جسدها بأكمله وصنعت به مفعول السحر ..
هنا تقبل الأرواح بعضها البعض ..
زادت الانفراجة وفي غياب من السجان مد يده فقبلتها قبلة ألهبت حرارتها ما يكفي لانشطار نووي ..
ظلت تنظر إلى مقر احتجازه باسمة ، تنظر إلى الجميع وتبتسم ربما تريد منهم أن يشعروا فقط بما شعرت به ..
انصرفت بعد أن ودعته وهو يركب عربة الترحيلات متوجهاً إلى معتقله مرة أخرى قبل أن تعرف تفاصيل الحكم عليه ..
عادت إلى بيتها في انتظار اتصال من المحامي ليخبرها بما سيمنحها الحياة ..
فأخبرها أنه تم الحكم باعتقاله عدة سنوات أخرى ..
لم تستطع إلا أن تعانق وحدتها ليلة أخرى ثم تقوم قبل الفجر بدقائق لتخبر ربها بكل شيئ ! وحده هو من يستطيع ..

محمد مندور 
25-6-2014